تونس - حياة الغانمي
أثارت قضية مدرسة لغة إنجليزية تونسية الرأي العام، خلال الفترة الماضية، بعد اتهامها باستقطاب التلاميذ لما فيه شبهة التطرف. وأفادت المدرسة المذكورة أنها تدرّس مادّة اللغة الإنجليزية منذ ست سنوات، مضيفة أنها كانت تحفز تلاميذها على تعلم الإنجليزية، وتشجعهم بمكافأة من يحصل على أعلى معدل في تلك المادة بهدية بسيطة.وأشارت إلى أن أحد التلاميذ نال معدل 19 في مادة اللغة الإنجليزية، فأهدته قميصًا "مريول"، وأكدت للبقية أن من ينال معدل 20 ستقدم له هدية، مبينة أنها قامت بذلك لتحفيز التلاميذ على الدراسة. وقالت أن الاتهامات التي طالتها كان وراءها والد تلميذ، وهو شرطي، لا لشيء سوى لأنها محجبة، وتحوم حولها شبهات بسبب شقيقها وزوجها، مؤكدة أنها لا تحمل أي فكر متطرف.
وأوضحت أن زوجها سافر إلى سورية، ثم مكث ثلاثة أشهر وعاد،ز فاعتقلته السلطات التونسية، وقضيته الآن أمام أنظار المحكمة، أما شقيقها فدخل التراب الليبي خلال الثورة الليبية، وقُتل هناك، وتجهل عائلتها الأسباب. وقالت وأكدت أنها تم إيقافهما مؤقتًا عن العمل، لحين البت في قضيتها.
وتجدر الإشارة إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تضييق الخناق على عدد من المدرسين، الذين لهم ميول وانتماءات تقود إلى شبهة التطرف الفكري، حيث أُغلقت 79 روضة أطفال قرآنية. وقالت نبيهة كمون التليلي، رئيسة الغرفة الوطنية لرياض الأطفال، إن بعض الرياض تدرس للأطفال عذاب القبر والجهاد والقتال، وإقامة الحد.
وأوضحت، في تصريحات إلى "المغرب اليوم"، أن الأطفال تم ترهيبهم من قبل بعض المتطرفين، وحاولوا غسل أدمغتهم وإلحاقهم فيما بعد بـ"أشبال العز الذين"، ليدربونهم على مبادئ تنظيم "داعش ". كما رفُعت قضية من قبل عدد من عائلات أولياء أمور التلاميذ ضد عدد من المدرسين، قالوا إن لهم توجهات مشبوهة، وأنهم يعلمون أبناءهم الجهاد، وغيرها من الأمور الغير مدرجة في برنامج وزارة التربية.
ويوجه البعض الاتهامات إلى حكومة "الترويكا"، التي ترأسها القيادي في حركة "النهضة"، علي العريض، في 2012، حيث قالوا إنه أقدم على تلغيم وزارة التربية بعدد من المدرسين المتمتعين بالعفو التشريعي العام، والذين أبعدوا عن التعليم بسبب توجهاتهم المشبوهة، وميلهم إلى التطرف.