الرباط - المغرب اليوم
وجه رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، إنذارًا شديد اللهجة لجبهة البوليساريو، محذرًا إياها من التمادي في التوغل داخل المنطقة العازلة، وخرق وقف إطلاق النار في الصحراء، وقال إن "المنطقة العازلة هي أرض مغربية، وسلمها المغرب طوعًا للأمم المتحدة من أجل تفادي التوتر والاحتكاك، لكنه لن يسمح بإقامة أي منشآت مدنية أو عسكرية فوق ترابها".
وأضاف العثماني، الذي كان يتحدث مساء السبت، خلال افتتاحه للمؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية في مدينة بني ملال "جنوب شرقي الدار البيضاء"، "باسمي وباسم جميع المواطنين أقول لجبهة الانفصال لقد أعذر من أنذر، نحن موحدون، أغلبية ومعارضة، حينما يتعلق الأمر بالوحدة الترابية".
ويأتي تصريح العثماني في سياق ارتفاع التوتر في الصحراء خلال الأيام الأخيرة مع إعلان جبهة البوليساريو عزمها نقل منشآت عسكرية وإدارية من تندوف "جنوب غربي الجزائر"، إلى تيفاراتي وبير لحلو داخل المنطقة العازلة في الصحراء.
من جهة أخرى، أكد العثماني في كلمته أن الغالبية الحكومية متفقة ومتماسكة، وأن حكومته "لن تسقط" كما يريد لها خصومه، الذين قال: إنهم يتمنون سقوطها لتفسح الطريق أمام حزب آخر، دون أن يفصح عنه. وتساءل "لم كل هذا؟"، مشيرًا إلى أن خدمة البلاد لا ترتبط بموقع دون آخر، ودعا خصومه إلى خدمة المغرب سواء من موقع المعارضة أو الغالبية.
وطمأن العثماني رفاقه في حزب العدالة والتنمية بخصوص الأوضاع الداخلية للحزب، وقال إن "الحزب رغم كل التحديات التي تعرض لها في المرحلة الأخيرة فهو ما زال قويًا، وما زال معتزًا ببنات وأبناء الشعب الذين يساندونه". وأضاف أن المواطنين يثقون في منتخبي الحزب ويعرضون عليهم مشاكلهم لحلها، وأحيانًا يوفقون وأحيانًا أخرى لا يوفقون في إيجاد حلول لهذه المشاكل بسبب صعوبتها.
ولم يفوت العثماني الفرصة لإرسال إشارة إلى النقابات ورجال الأعمال، داعيًا إياهم إلى التفاعل "إيجابيًا" مع الحوار الاجتماعي الذي انطلق قبل أسابيع، من أجل التوصل إلى اتفاقية في أقرب الآجال. وقال إنه ينتظر تفاعلًا إيجابيًا من طرف كل الفرقاء، مشيرًا إلى أنه سيكون متسامحًا ومتساهلًا مع الجميع، رغم احتجاجاتهم: "لكن المهم هو النتيجة" على حد قوله. وتوقع أن يتم التوصل إلى "اتفاق غير مسبوق" في حال تعامل كل الفرقاء بإيجابية، والذي سيتضمن إجراءات مهمة لصالح الموطنين.