بني ملال – سعيد غيدَّى
قرّر المتهمون على خلفية أحداث تفكيك مخيم "اكديم إزيك"، الثلاثاء، الانسحاب من المحاكمة التي جرت أطوارها في محكمة الاستئناف في مدينة سلا.وأفاد الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في الرباط حسن الداكي في تصريح صحافي، بأن دفاع المتهمين أعلن أيضًا انسحابه من ملف القضية تبعًا لقرار المتهمين بمقاطعة أطوار المحاكمة ورفضهم حضور مناقشة القضية، مبرزًا أن دفاع المتهمين تقدم بالشكر للمحكمة على المجهودات التي وفرتها لكي تمر أطوار المحاكمة في أجواء جد ملائمة، وعلى ظروف المحاكمة العادلة التي حرصت على توفيرها.
وأوضح الوكيل العام للملك أن المتهمين قاموا، خلال مواصلة غرفة الجنايات الاستئنافية بملحقة سلا الاستماع إلى الشهود برفع شعارات تنازع في صفة دفاع المطالبين بالحق المدني في القضية لما أعطيت لهم الكلمة لتوجيه أسئلة إلى الشاهد، مضيفا أنه أمام تعذر الاستمرار في جلسة المحاكمة بسبب الاضطراب الذي أحدثه المتهمون بها وإخلالهم بنظامها قررت المحكمة رفع الجلسة.
وأكد محامو الطرف المدني أن المتهمين المتابعين في إطار قضية أحداث اكديم إزيك، يريدون عرقلة حسن سير العدالة من خلال قرارهم الانسحاب من المحاكمة، مما يؤشر عن احتقار للضحايا ولعائلاتهم. وسجلوا أن المتهمين، من خلال تصرف العرقلة هذا واحتقار الضحايا، يسعون الى نسف المحاكمة التي تجري أمام القضاء المدني. وقال إمانويل الطويل، المحامي في هيئة باريس، في تصريح للصحافة، إنه منذ بداية المحاكمة، بذل المتهمون كل ما في وسعهم من أجل نسف المحاكمة ومنع العدالة من أن تأخذ مجراها. وتابع الطويل "لكن هذه المحاولة سيكون مآلها الفشل لا محالة، وليس هناك مدعاة للاعتقاد بأن المحاكمة لن تتواصل".
وحسب المحامي، فإن هذا التصرف ينم عن احتقار للضحايا. "لم يكن الأمر مفاجأة، اعتبارا أنه منذ بداية أطوار المحاكمة، لم يتوقف المتهمون عن إظهار احتقارهم العميق إزاء ضحاياهم". وقال "الاتجاه الذي سارت فيه المحاكمة في هذه الأسابيع الأخيرة لم يكن لصالحهم. ولهذا السبب، يودون تشويه الحقيقة وخلق الحدث". مضيفًا أن هذه المحاكمة تجري ضمن شروط المحاكمة العادلة. "حظي المتهمون على الدوام بإمكانية استعمال حقوقهم ولكن هذا لا يتيح لهم أن يظهروا كضحايا للعدالة المغربية".
وبالنسبة لإيف ريبيكي، المحامي والنقيب السابق لهيئة باريس، فإن "هؤلاء المتهمين يحتقرون الحياة، والحق والعدالة. ويحتقرون كل قاعدة قانونية، كما احتقروا حياة هؤلاء المساكين الذين سقطوا تحت ضرباتهم فيما كانوا عزلا". وأكد ريبيكي أن "القواعد القانونية احترمت في هذه المحاكمة. وتمكن الجميع منذ أسابيع من معاينة ضمانات محاكمة عادلة شاملة". يُذكر أن المتهمين، المتابعين في إطار قضية أحداث أكديم إزيك، ومحاميهم قرروا الانسحاب من المحاكمة.