بغداد – نجلاء الطائي
اندلعت اشتباكات عنيفة، صباح الأثنين، بين القوات العراقية وعناصر تنظيم "داعش"، في قرى عدّة تابعة لبلدة حمام العليل في محافظة الموصل (شمالًا)، فيما توقع مسؤولون أكراد مواجهة القوات الأمنية مقاومة شرسة من التنظيم، ورجّح المبعوث الأميركي للتحالف الدولي أن تأخذ المعركة ضد "داعش" وقتًا أطول.
ودخلت معارك الموصل يومها الثاني والعشرين، مسجّلة تطورات على الأرض، أبرزها وصول قوات جديدة إلى مشارف المدينة وتضييق الخناق عليها من محاور عدة، وسط تقارير تؤكد سقوط ضحايا مدنيين جرّاء "الضربات العشوائية"، خصوصًا من المحاور التي تسيطر عليها المليشيات.
ودخلت قوات مكافحة الإرهاب الموصل يوم الأثنين وانتزعت السيطرة على سبعة أحياء في شرق المدينة لتصبح أول موطء قدم في معقل تنظيم "داعش" منذ انسحاب الجيش من شمال العراق قبل عامين.
ويشارك في الحملة المستمرة منذ ثلاثة أسابيع على الموصل قوات من الجيش وقوات أمن ومقاتلون شيعة ومقاتلون كرد مدعومون من تحالف تقوده الولايات المتحدة لطرد التنظيم من أكبر مدينة يسيطر عليها في العراق وسوريا.
وأفاد مصدر في قيادة عمليات "قادمون يا نينوى"، بأن "الاشتباكات اندلعت بعد محاولة القوات العراقية السيطرة على القرى الواقعة في الجهة الشمالية لبلدة حمام العليل"، مبيّناً تعرض هذه المناطق إلى قصف عنيف من طيران التحالف الدولي، ومدفعية الجيش العراقي. وأشار المصدر العسكري إلى أن القوات العراقية تحاول فرض سيطرتها على جميع قرى بلدة حمام العليل، جنوب الموصل، بعد تمكنها من تحرير مركز البلدة.
وذكرت خلية الإعلام الحربي العراقية، الليلة الماضية، أن القوات العراقية المشتركة حررت قريتين تابعتين لبلدة حمام العليل، وطردت عناصر "داعش" منها، موضحةً في بيان أن القرى التي تم تحريرها هي نحيرة، وباخيرة. وأكّدت الاستمرار بتطهير المناطق المحررة من الألغام والعبوات الناسفة.
وقال رئيس مجلس الأمن في إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، إن القوات العراقية قد تواجه مقاومة أكثر شراسة من قبل عناصر تنظيم "داعش"، خلال المرحلة المقبلة من معركة الموصل، موضحًا أن من بين الأساليب التي يعتمدها التنظيم إقدامه على تفجير أحياء بكاملها.
وأشار بارزاني، لوكالة "رويترز"، إلى أنّه حتى لو أُخرج تنظيم "داعش" من معقله الرئيس في الموصل، فهذا الأمر لن يكون كافيًا للقضاء عليه، وستستمر توجهاته المتشددة، لافتًا إلى أن المعركة مع "داعش" ستكون طويلة، ليس عسكريًا فقط، بل اقتصاديًا وأيديولوجيا.
وأوضح مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي ضد "داعش"، بريت ماكغورك، خلال حديثٍ للصحافيين من العاصمة عمان، الأحد، أن المعركة ضد التنظيم، ستأخذ وقتًا أطول، مبيّنًا أن التحالف الدولي سيواصل القتال في الموصل، ومدينة الرقة السورية بشكل متزامن. وأضاف ماكغورك، "الحرب ضد داعش ستستغرق وقتًا أطول، ومناطق سيطرة التنظيم تتقلص"، مؤكدًا أن "التعاون بين الجيش العراقي، وقوات البشمركة الكردية، في معركة الموصل يؤتي ثماره".
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أعلن في السابع عشر من الشهر الماضي، انطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير الموصل من سيطرة "داعش". وقالت القوات العراقية إنها استعادت مدنًا وبلدات عدّة من سيطرة التنظيم خلال الأيام الماضية.
ونشرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش لقطات الأحد لمركبات عسكرية استولى عليها التنظيم أو دمرها بما في ذلك حطام سيارة همفي محترقة قالت إنها أُخذت في حي عدن في الشرق. وكان المقاتلون يكبرون وهم يفرغون ذخيرة ومعدات اتصالات.
وذكرت الوكالة كذلك أن التنظيم كان وراء هجومين الأحد في تكريت وسامراء جنوب الموصل قتل فيهما 21 شخصًا. وقال مسؤولون إن الهجومين نفذهما انتحاريان باستخدام سيارتي إسعاف ملغومتين واستهدف أحدهما نقطة تفتيش والآخر مرأب سيارات لزوّار شيعة.
وتتقدم قوات الجيش والقوات الخاصة داخل الموصل من جهة الشرق ويدافع مقاتلو البيشمركة الكردية عن أراض من جهة الشمال الشرقي وسعت قوات شيعية لقطع الطرق الصحراوية المؤدية إلى سوريا في الغرب.
وحذرت الأمم المتحدة من نزوح مئات الألوف من السكان من المدينة التي مازالت تضم 1.5 مليون نسمة. وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن 34 ألف شخص خرجوا من المدينة حتى الآن.