الرباط - المغرب اليوم
ظلّت الأنظار منصبّة على وضعية المغاربة العالقين في الخارج، طيلة الشهور الثلاثة الأخيرة، قبل أن تبادر الحكومة إلى إعادتهم إلى المغرب عبر رحلات جوية، يعاني عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج العالقين في المملكة في صمت، وينتظرون من الحكومة أن تلتفت إلى وضعيتهم.وخاض مهاجرون مغاربة وقفات احتجاجية نُظم آخرُها أمام البرلمان أول أمس الاثنين، من طرف مهاجرين مغاربة مقيمين بإيطاليا، لدفع الحكومة إلى فتح الحدود في وجوههم للعودة إلى بلد إقامتهم؛ لكن مطلبهم لا يزال معلقا إلى حد الآن، وسط تزايد الخسائر التي يتكبّدونها، سواء ما يتعلق منها بالخسائر المالية أو خسارة وظائفهم."كثير منا فقدوا عملهم في بلدان الإقامة نتيجة بقائنا في المغرب خارج إرادتنا أكثر من ثلاثة شهور.. وعندما سنعود، إذا فَتحت الحكومة الحدود، سنجد في انتظارنا فواتير لا طاقة لنا بها، وفي مقدمتها سومة إيجار البيوت المتراكمة، وفواتير الكهرباء والماء والهاتف..."، يقول نور الدين الوزاني، مغربي مقيم في إيطاليا عالق بالمغرب منذ بدء حالة الطوارئ الصحية.
ويسود غضب كبير وسط مغاربة العالم العالقين في المغرب، عبّر عنه نور الدين الوزاني بقوله في تصريح لهسبريس: "هاد البلاد كنحبّوها ولكن كرّْهونا فيها"، مضيفا: "نحن هم المصدر الثاني للعملة الصعبة بعد السياحة، ولكنّ علاقتنا بالمغرب ستتأثر بعد الذي حصل لنا. من الآن فصاعدا، سنفكر في استثمار أموالنا في بلدان الإقامة التي منحتْنا كل شيء بدل استثمارها هنا".وأردف المتحدث ذاته أن المغاربة العالقين في المغرب لا يفهمون سبب عدم سماح الحكومة لهم بمغادرة البلاد، على الرغم من أن بلدان إقامتهم تركت أبوابها مفتوحة لهم، وتابع: "قلنا لمسؤولي وزارة الخارجية إننا لا نطلب منكم شيئا، نحن مَن سيدفع ثمن تذاكر الطائرة، لكن لا مجيب".وطلبت وزارة الخارجية من المغاربة العالقين في المغرب الراغبين في العودة إلى بلدان إقامتهم مدّها بلائحة أسماء الأشخاص الذين يريدون العودة، "وقد استجبنا لهذا الطلب وقدمنا إلى الوزارة لائحة بأسماء مغاربة إيطاليا العالقين هنا، ولكن عندما عدنا يوم أمس إلى الوزارة لنعرف مصير اللائحة لم نجد عددا من الأسماء التي سجلناها، وهذا يعني أن اللائحة ضاعت ولم يهتموا بها أصلا"، يقول الوزاني.في المقابل، حصلت هسبريس على معطيات حصرية تُكشف لأول مرة، أظهرت أن عشرات الآلاف من المغاربة العالقين قد غادروا البلاد فعلا خلال الأسابيع الأخيرة، وأن عدد المتبقّين منهم قليل سيتمكنون بدورهم من العودة إلى بلدان إقامتهم خلال الأيام المقبلة.
المعطيات، التي استقتها هسبريس من مصدر رسمي، تفيد بأن 44.533 مواطنا مغربيا من أفراد الجالية العالقين في المغرب بسبب إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية، جراء أزمة فيروس كورونا، غادروا المملكة.وأوضح المصدر نفسه أن السلطات المغربية كانت تُلزم قنصليات وسفارات الدول التي تُجلي مواطنيها العالقين في المغرب، بأن تتضمن لائحة العائدين نسبة معينة من المغاربة، مضيفا، جوابا عن سؤال حول النسبة التي يفرضها الجانب المغربي: "نشترط أن تتضمن اللوائح حدا أقصى من المغاربة".ووفق المعلومات التي حصلت عليها هسبريس، فإن العدد المتبقي من المغاربة العالقين في المغرب، والذي قال المصدر الذي تحدث إلى الجريدة إنه "قليل"، سيعودون إلى بلدان إقامتهم عبر الرحلات المقبلة، سواء الجوية أو البحرية، التي تنظمها السفارات والقنصليات الأجنبية تحت إشراف السلطات المغربية، مشيرا إلى أن الجانب المغربي سرّع هذه الرحلات التي تنظم بوتيرة رحلتين إلى ثلاث رحلات أسبوعيا.وكانت آخر رحلة لإجلاء الأجانب العالقين في المغرب قد تمت يوم 16 يونيو الجاري، ومن المنتظر أن تُنظم رحلة أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة، إذ لا يزال هناك مواطنون أجانب عالقون في المغرب، من عدد من الدول، كفرنسا وبلجيكا وإسبانيا، وفق إفادة المصدر ذاته.وأضاف أن مغادرة التراب الوطني تقتضي فتح الحدود التي ما زالت مغلقة إلى الآن، "وهذا الوضع أمْلته الأزمة الطارئة التي نعيشها، ولكنّنا لم نتخلَّ أبدا عن هؤلاء المغاربة القاطنين بالخارج الذين تزامن تواجدهم في المغرب مع إغلاق الحدود؛ بل هناك لجنة تشتغل على ملفهم منذ بدأت الأزمة، مهمّتها السهر على ضرورة إدماج أقصى حد من المغاربة ضمن الرحلات الخاصة التي تنظمها الدول بإشراف سفاراتها وقنصلياتها لإعادة مواطنيها العالقين في المغرب، حيث زاد عدد المغاربة الذين عادوا إلى بلدان إقامتهم على 44 ألفا إلى حد الآن".
قد يهمك ايضا
إعادة مجموعة جديدة من المغاربة العالقين في فرنسا
التمييز يُواجه الشباب المغربي في مجموعةٍ مِن الدول الأوروبية