واشنطن ـ يوسف مكي
شكا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إي" مايك بومبيو، من تمتع إيران بنفوذ هائل في الشرق الأوسط، معتبراً أنها "موجودة في كل مكان في المنطقة". ورأى أن إيران تهدد الأمن القومي الأميركي، ووصفها بأبرز دولة راعية للإرهاب في العالم. وأشار إلى أن طهران تتمتع الآن بنفوذ هائل، يفوق كثيراً ما كان عليه قبل ست أو سبع سنوات. وقال بومبيو في حديث لشبكة "أم أس أن بي سي": "سواء إن كان تأثيرها على الحكومة في بغداد، أو كانت القوة المتزايدة لحزب الله ولبنان وعملها مع الحوثيين والشيعة العراقيين الذين يقاتلون على الحدود في سورية، وبالتأكيد القوات الشيعية المنخرطة في القتال في سورية. إيران في كل مكان في الشرق الأوسط".
ورأى بومبيو أن "كوريا الشمالية تشكّل خطراً حقيقياً جداً على الأمن القومي الأميركي"، وقال: "لا يكاد يمرّ يوم في البيت الأبيض من دون أن يسألني الرئيس دونالد ترامب عن كوريا الشمالية، وكيف تردّ الولايات المتحدة على هذا التهديد. واعتبر أن "الكوريين الشماليين اقتربوا أكثر من أي وقت من امتلاك القدرة على تعريض أميركا لخطر، مستخدمين سلاحاً نووياً". ونبّه بومبيو إلى تسارع كشف أسرار استخباراتية لأميركا، وقال: "هناك ظاهرة إدوارد سنودن وسارقي أسرار أميركية، من أجل تعظيم الذات أو المال، أو أياً يكن دافعهم". وشدد على وجوب أن تكثّف الولايات المتحدة جهودها لوقف تسريب معلومات سرية، واستدرك: "الأمر صعب. لم تعد هناك الآن دول تحاول سرقة أشيائنا فحسب، بل أيضاً أجهزة استخبارات معادية وغير حكومية، ومموّلة جيداً، وأشخاص مثل مؤسّسي موقع ويكيليكس، والذين يحاولون سرقة أسرار أميركية لهدف وحيد هو تقويض الولايات المتحدة والديموقراطية.
أشار بومبيو إلى أن إدارة ترامب تركّز على وقف التسريبات، من أي نوع ومن أي جهاز، وملاحقة الجناة. وأضاف: "سنحقق نجاحات، سواء في الردع، أي منع حدوث ذلك، وكذلك في معاقبة المرتكبين الذين نوقفهم".
وعلّق سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي على تصريحات بومبيو، معتبراً أن "نفوذ بلاده في المنطقة فكري وعقائدي، لا استعماري". وسأل الأميركيين: "لو كان نفوذ إيران في المنطقة بإرادة شعوبها، فلماذا تحاربون إرادة الشعوب؟"، وأكد أن طهران "تطلب دوماً السلام والأمن والاستقرار لدول المنطقة".
إلى ذلك، أعلن رئيس مركز البحوث في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني كاظم جلالي إعداد الخطوط العريضة لمشروع قانون عاجل يتضمّن 20 مادة، لمواجهة الأعمال الإرهابية والمغامرات الأميركية في المنطقة. وكان لافتاً أن قائد "القوة الجوفضائية" في "الحرس الثوري" الإيراني الجنرال أمير علي حاجي زاده، أشار إلى تحليق طائرات أميركية في الأجواء، بعد 4 دقائق على إصابة أول صاروخ هدفه، في الهجوم الصاروخي الذي نفذته طهران على مواقع لتنظيم "داعش" في مدينة دير الزور السورية. ورجّح أن يكون "الأميركيون اطلعوا على العملية عبر الروس".
وفنّد معلومات أفادت بأن أربعة من الصواريخ الستة التي أُطلقت لم تصب هدفها، مؤكداً أن "كل الصواريخ أصابت أهدافها بنجاح، وكبّدت الإرهابيين خسائر ضخمة". وذكر أن صاروخاً "أصاب محطة وقود متنقلة لداعش، ما سبّب حريقاً هائلاً"، وزاد: "كنت أفكر لماذا يجب أن يموت هؤلاء الإرهابيون الدواعش مـتألمين، وعندها تذكرت الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أُحرق حياً داخل قفص عام 2015. وأضاف: "هذا ليس انتقام الشهداء الإيرانيين فحسب، إذ إن اليمن ولبنان والبحرين وسورية فرحت بذلك".
على صعيد آخر، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى احترام الآراء المختلفة، وقال: "علينا أن نتحمّل أفكار بعضنا بعضاً في المجتمع". أتى ذلك بعد ساعات على إعلان المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت آبادي أنه وجّه كتاباً رسمياً لقيادة الشرطة في العاصمة ولنائب وزير الاستخبارات، لـ "ملاحقة مسبّبي حادث إهانة روحاني خلال مسيرات يوم القدس، وإحالتهم على الجهات القانونية". وشدد على أن "إهانة الرئيس تُعتبر جريمة واضحة وفق الدستور، وكان على الشرطة تقديم تقرير للنيابة العامة" في هذا الصدد.