تونس - حياة الغانمي
أسفرت العملية الأمنية الاستباقية الناجحة، التي قامت بها وحدات الحرس الوطني التونسية، في 28 مايو / أيار في جهة حاسي الفريد، التابعة لـ ولاية القصرين، عن القضاء على عنصر متطرف خطير وتوقيف عنصر دعم وإسناد، كان بصدد تمويل المجموعة المتطرفة المتحصنة في جبل السلوم، ومع مواصلة الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم التطرف في العوينة التحريات في القضية، تمكنت من توقيف ستة عناصر دعم وإسناد، والاحتفاظ بهم، وإدراج ستة عناصر آخرين في الدّاخل والخارج في التفتيش، بعد مراجعة النيابة العامة في القطب القضائي لمكافحة التطرف.
وأوضحت مصادر أن الموقوفين كانوا ينشطون في شكل خلايا نائمة، في ثلاث جهات مختلفة، تونس العاصمة، وحاسي الفريد، وولاية القصرين، وثبتت علاقتهم المباشرة في دعم وإسناد العناصر المتطرفة المتحصنة بالجبال، وعناصر أخرى موجودة في بؤر التوتر. وفيما يتعلق بهوية العنصر المتطرف الذي قُتل، تفيد المعطيات المتوفرة بأنه يُدعى سامي الرحيمي، وليس حسام الدين الثليثلي، مثلما أكد البعض، والرحيمي عنصر خطير كان وراء عمليتي اغتيال أنيس الجلاصي وسقراط الشارني، وانشق عن كتيبة "عقبة بن نافع"، وبايع أبو بكر البغدادي زعيم، تنظيم "داعش"، في 2015 حيث التحق بـ"جند الخلافة".
وأوضحت المصادر أن التحليل الجيني هو ما أثبت هوية المتطرف، بعد أن كان هناك تشابه بينه وبين المتطرف الثليثلي. وتجدر الإشارة إلى أن الاشتباكات التي وقعت في حاسي الفريد جاءت بعد توفر معلومات لدى وحدات الحرس الوطني مفادها نية بعض العناصر المتطرفة التسلل، خلال توقيت الإفطار، للسطو على بعض المواد الغذائية بعد الاتفاق مع شخص كان ينوي تمويلهم. وإثر كمين ناجح، تمكنت وحدة مختصة من الحرس الوطني من محاصرة خمسة عناصر متطرفة، وبعد تبادل إطلاق النار قُتل سامي الرحيمي، الذي كان يقود المجموعة، وتعرّض عنصران لإصابات خطيرة، أحدهما جزائري، فيما لاذ البقية بالفرار.
وتواصلت عملية التمشيط حتى ساعة متأخرة من الليل، لملاحقة عنصر ومحاصرته، وضبطت القوات سلاح "كلاشنيكوف" وأحزمة ناسفة، كانت المجموعة تخطط لاستخدامها في عملية متطرفة خطيرة في رمضان، تستهدف وحدات الحرس والجيش في الوقت نفسه. ويذكر أن الرحيمي كان متحصنًا بجبال السلوم منذ 2014، قبل أن تستهدفه وحدات الحرس الوطني إثر كمين ناجح.