الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
تنظيم "داعش" الارهابي

لندن ـ سليم كرم

نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالا للكاتب باتريك كوكبورن، يتحدث فيه عن مصير تنظيم "داعش"، حيث قال: "حتى في آخر أيامه يحتفظ تنظيم "داعش" المتطرف الذي أعلن نفسه دولة إسلامية، بالقدرة على البقاء على قمة أجندة الأخبار، وحتى في الوقت الذي يخسر فيه مقاتلوه معركتهم الأخيرة في القرى التي تدمرها القنابل في صحراء شرق سورية، حين وعد المتحدث باسمه بالانتقام لمذبحة المسلمين في مساجد كرايستشيرش، أخذ تهديده على محمل الجد".

وأضاف باتريك كوكبورن: "بالنظر إلى سجل فظائع "داعش" ليس مدهشا أن لا يستطيع أحد التقليل من قدرته على الانتقام من خلال أتباعه الحاليين أو المتحولين الجدد أو من يستخدمون اسمه لنشر الرعب، هذا ليس جنون العظمة الغربي ففي سورية والعراق يتحدث الناس باستمرار عن الخلايا النائمة لـ"داعش" والتي تنتظر الظهور والانتقام المظبوط. وهناك جدل كبير بشأن ما إذا كان "داعش" الذي امتدت أراضيه من ضواحي بغداد إلى التلال المطلة على البحر المتوسط ميتا ودفن، كما يزعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب. هل يمكن أن يولد من جديد إذا تم تخفيف الضغط عنه؟ الإجابة بسيطة بما فيه الكفاية إذ تمت هزيمة "داعش" كونه جهازا حكوميا يحكم نحو 8 ملايين شخص، لكن يمكنه الاستمرار كونه منظمة متطرفة ومنظمة لحرب العصابات"،

وأشار: "كنت في بغداد في يونيو/حزيران 2014، حين كان "داعش" يتقدم نحو الجنوب في اتجاه العاصمة يسيطر على مدن وقرى مثل تكريت وباجي، وبدا أن الجيش العراقي لم يتمكن من صد الهجوم لعدة أيام، وذبح "داعش" ما يصل إلى 1700 طالب من سلاح الجو الشيعي وسط أنقاض قصور صدام حسين القديمة على ضفاف نهر دجلة بالقرب من تكريت. حظي "داعش" بنحو 100 يوم من الانتصارات الرائعة في العراق وسورية، لكنّ أمراءه لم يصلوا أبدا إلى نفس مستوى النجاح مرة أخرى، فبدلا من تركيز جميع قواتهم على الاستيلاء على بغداد، تحركوا شمالا وهاجموا الجيب الكردي العراقي المستقل والقريب، حينها بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها باستخدام القوة الجوية المدمرة، وبالتالي إذا كانت لـ"داعش" فرصة للنصر الكامل، فقد أتت وذهبت بسرعة كبيرة."  

وأوضح: "اعتمدت تكتيكات الحرب الخاطفة في عام 2014 في جزء منها على قدرة "داعش" على نشر الرعب عبر الإنترنت من خلال بث أعماله الوحشية، وكانت العائلات العراقية تراقب التنظيم لتبلغ أبناءهم الجنود بترك الجيش والابتعاد عن القتال، وأعطى الاستيلاء غير المتوقع على الموصل في عام 2014 الانطباع لدى العديد من العرب السنة في العراق وسورية بأن قوات الخلافة المعلنة حديثا كانت مصدر إلهام، وقد صدق قادة "داعش" هذا المبدأ، لكن الآن مع الإبادة على ساحة المعركة، لم يعد بإمكان "داعش" تقديم أي ادّعاء ملهم للإلهام أو الدعم الإلهي،

اقرأ أيضًا:

ترامب يُحذِّر كلّ مَن يُفكِّر بالانضمام إلى "داعش" بالموت قتلًا

فالنصر الذي كان يتباهى به "داعش" ذهب. وبالنسبة إلى الثمانية ملايين شخص من السوريين والعراقيين الذين سيطر عليهم "داعش" تحت حكمه، لم يجلب لهم سوى الدمار والموت، فغالبا في كل الرقة، عاصمتها الفعلية في سورية، وأجزاء كبيرة من الموصل في العراق، عمت حالة الخراب، ولقي عشرات الآلاف من العرب السنة في كلا البلدين حتفهم في القصف الصاروخي المدفعي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي قضى في النهاية على دفاعات داعش".

ولفت: "لكن هل يمكن لآلاف من مقاتلي "داعش" المشتتين الذي يقول البنتاغون إنهم يختبئون في مساحات الصحاري الواسعة بين سورية والعراق أن يعيدوا تنظيم هجوما مضادا؟ فبعد كل شيء تم اعتبار الطفرة الأميركية في العراق بين عامي 2007 و2009 بمثابة علامة على هزيمة تنظيم القاعدة هناك، لكنه ظهر مرة أخرى تحت اسم "داعش" مما يدفع قادة داعش استلهام فكرة العودة من تلك التجربة، ولكن في الحقيقة الظروف ليست نفسها وهي غير مواتية حتى يعيد "داعش" تنظيم وإطلاق نفسه مرة أخرى، حيث إن لدى "داعش" الكثير من الأعداء، إلى جانب عد دعم الدول السنية له مثل تركيا والسعودية وقطر. ولكن هل يمكن لـ"داعش" أن يتحول إلى شيء آخر؟ لا تعني هزيمة "داعش" هزيمة تنظيم القاعدة التي كان "داعش" نسخة منها، إذ في شمال غرب سورية توجد جبهة تحرير الشام، والتي على الرغم من تغير اسمها عدة مرات، تبقى الجماعة الجهادية الأكبر للقاعدة، وفي غرب إدلب، شالبي حماة وغرب حلب، نزحت جماعات المعارضة المسلحة الأخرى، وقد يكون لديهم نحو 50 ألف مقاتل وتسيطر على نحو 3 مليون شخص، كما أن جبهة تحرير الشام تثبت نفسها كونها حليفا لتركيا في شمال سورية مما سيسمح بوجود فرع للقاعدة بالاستمرار."

واختتم بقوله: "لكن لا ينبغي على المرء أن يسمح لمثل هذه الاحتمالات بإثارة الشغب والتظاهر بأن التشكيلة القديمة للقاعدة قادرة على خلق حرب مع شن هجمات انتحارية ولديها قوة تدميرية كما فعلت في السابق. الرئيس ترامب محق في أن تنظيم داعش هزم، فحتى لو كان ترامب مبالغا فيه أو حتى سخيف، فهذا يزيد من دوره في زوال التنظيم".

قد يهمك أيضًا:

ترامب يعلن تحرير العراق وسورية من "داعش"

قوات سورية الديمقراطية تُعلن دحر "داعش" بعد سقوط آخر معاقله في الباغوز

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ترامب يُؤكد أنه إذا خسر انتخابات 5 نوفمبر سيكون…
نتنياهو يُهاجم الحكومة البريطانية متهماً حزب العمال بأنه يقوّض…
الاستخبارات الأميركية تُشير إن إسرائيل كان لها يد في…
واشنطن تُعرب عن قلقها من التصعيد المحتمل في الشرق…
الحكومة المغربية تُصادق على مرسومين حول ضابط البناء المضاد…

اخر الاخبار

الولايات المتحدة تُؤكد علي حق إسرائيل في الدفاع عن…
المدير العام للأمن الوطني في المغرب يُجري زيارة عمل…
رئيس مجلس النواب المغربي يُجري مباحثات في جوهانسبورغ مع…
الحكومة المغربية تُؤجل المصادقة على مشروع قانون دمج صندوق…

فن وموسيقى

احتفاء بفيلم "رحلة 404" لمنى زكي عقب ترشحه للأوسكار
منى زكي تُعبر عن سعادتها الكبيرة بترشيح فيلمها "رحلة…
سميرة سعيد تؤكد أن ألبوم قويني بيك من أحلى…
ظافر العابدين يبدء ثالث تجاربه في الإخراج بفيلم صوفيا…

أخبار النجوم

الفنان عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
أحمد رزق يتعاقد على مسلسل «سيد الناس» رمضان 2025
مي عمر تردّ على انتقادات عملها مع زوجها محمد…
شيرين عبد الوهاب تعلن تفاصيل جديدة عن أزمتها مع…

رياضة

هاري كين وجريزمان يتنافسان على جائزة لاعب الجولة في…
ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
انتخاب عادل هالا رئيساً جديداً لنادي الرجاء الرياضي لمدة…
مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

صحة وتغذية

التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة…
عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن
جدري القردة يُؤجل النسخة الرابعة من المؤتمر الدولي للصحة…
"ارتفاع مقلق" بوفيات جدري القردة خلال أسبوع واحد

الأخبار الأكثر قراءة

غالانت يتحدث هاتفياً مع نظيره الأميركي ويُبلغة أن طهران…
حماس ترفض جولة جديدة وتطالب الوسطاء بموقف وتتمسّك بمبادرة…
ترامب يسّخر من هاريس ويتهمها باللجوء للذكاء الإصطناعي لتضخيم…
زيلينسكي يُوجه الإتهام إلى روسيا بعد إندلاع النيران في…
حماس تُطالب الوسطاء تقديم خطة تعتمد على المُحادثات السابقة…