دمشق - وعد دياب
يمر عام آخر على السوريين لن يستطيعوا فيه ذبح الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث باتت الأضاحي بالنسبة للمواطن السوري "لمن استطاع إليه سبيلًا" و ميسوري الحال. ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك شهدت السوق السورية ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الماشية من عجول وأبقار وأغنام وما إلى ذلك من كل ماشية تصلح الذبح كأضحية، مما أدى إلى قلة الطلب عليها وعزوف المواطنين عن شرائها لعام آخر.
ولكن بالرغم من الركود الذي شكا منه مربو الأغنام في سورية، انتشرت خراف الأضاحي المعروضة للبيع قريبًا من أماكن الذبح في أسواق دمشق وريفها، تزامنًا مع اقتراب “الموسم”. وأسعار المواشي بدأت ترتفع تدريجيًا منذ شهر، وأكد عدد من اللحامين في سوق باب سريجة أن سعر الخروف حالياً يتراوح ما بين 80 إلى 100 ألف ليرة سورية، مبينين أن السعر قد يتجاوز عتبة الـ 100 ألف عشية ليلة العيد، أما سعر أضحية العجل فقد يتجاوز 700 ألف ليرة سورية ( 1 الدولار = 437 ليرة سورية )
وأشار اللحامون إلى أن نسبة المضحين بدأت تقل منذ بدء الحرب على البلاد وتدهور الوضع المعيشي للمواطن، حيث خرجت اللحوم من قائمة المشتريات، واقتصرت الأضاحي على المغتربين والتجار والعائلات الميسورة فقط.
وحول أسباب ارتفاع الأسعار يقول عدد من اللحامين إن السبب الرئيسي هو زيادة الطلب مع حلول العيد بالإضافة لارتفاع تكاليف تربية المواشي ونقلها، عدا عن نشاط التهريب إلى دول الجوار، خاصة أن الأغنام السورية البلدية مرغوب فيها بالدول الأخرى وأسعارها أضعاف سعرها داخل البلد.
من جهة أخرى، بين مصدر من العاملين في مجال الثروة الحيوانية أن بعض التجار يلجأون إلى غش الأضاحي كإضافة الملح على الأعلاف، مما يجعل الخراف تشعر بالعطش وتشرب ماء بشراهة وبالتالي وزنها يزيد في الميزان، أو الغش في الميزان نفسه، أو غسل الخروف فيظهر الفرو ناصع البياض ويبدو كأنه نشيط.
وأكد بعض المواطنين أنهم توقفوا عن الذبح بعدما ارتفعت أسعار اللحوم بشكل جنوني خلال السنوات الأخيرة، فيما أوضح إبراهيم (موظف) أنه توقف عن أداء سنة الأضحية لعدم مقدرته المادية بعد أن كان يضحي كل عام قبل الحرب، وبات الآن يكتفي بانتظار حصته من الأضحية التي تصلحه من الأغنياء وميسوري الحال.