تونس - حياة الغانمي
نظرت الدائرة الجنائية الخامسة بـالمحكمة الابتدائية في تونس المختصة في قضايا الإرهاب في ملف القضية المتعلق بكتيبة "حركة الشباب" المتهمة بتقديم الدعم اللوجستي للعناصر الإرهابية المتواجدة بالجبال، وقررت حجزها للمفاوضة والتصريح بالحكم إثر الجلسة. وتعود أطوار القضية إلى أنه تم التنبهإلى وجود عناصر متطرفة في جبال القصرين "الشعانبي وسمامة"، وقد تولى أهالي الجهة إشعار السلطات الأمنية قصد التدخل.
وقد شملت التحقيقات المجراة 12 متهما بحالة إيقاف (من عائلة واحدة ) وقد وجهت لهم تهم الانضمام إلى تنظيم إرهابي والدعوة إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي وعدم إشعار السلطات بما أمكن له الاطلاع عليه، كما اتهمت العناصر المذكورة بتكوين كتيبة "حركة الشباب" وقد تم منح كل عنصر من عناصرها كنية معينة من قبل زعيم الكتيبة على غرار "أبو يعرب/أبو انس ".
وتم تقسيم الكتيبة إلى مجموعتين تهتم الأولى باستقطاب الشباب، فيما تشرف المجموعة الثانية على التدريب على كيفية استعمال الأسلحة وتقديم الدعم اللوجستي للعناصر الإرهابية. وأثبتت التحريات أن بعض عناصر الكتيبة كانت تتواصل مع الإرهابي مراد الغرسلي وتقدم له الدعم المالي والمؤونة. وباستجواب المتهمين اجمعوا على إنكار الأفعال المنسوبة إليهم، وتراجعوا عن التصريحات المسجلة عليهم أمام نيبة البداية بل نفوا وجود كتيبة "حركة الشباب" أصلا.
وبإحالة الكلمة للدفاع أجمع على طلب القضاء بعدم سماع الدعوى في حق موكليهم لتجرد التهم وتضارب التصريحات وعدم جديتها، وأكد الدفاع أن الأركان القانونية لجرائم الإحالة غير متوفرة في ملف القضية وطلب استبعاد محاضر مباحث البداية. وأشار الدفاع إلى أن أهالي الجهة بما فيهم عائلات منوبيهم كانوا خط الدفاع الأول ضد الإرهاب، وهم من تولوا إشعار السلطات الأمنية التونسية بتحركات العناصر الإرهابية بالجبال.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت أنه وفي إطار ضرب روافد المجموعات الإرهابية المتحصّنة بالجبال وقطع الإمدادات عليهم تمكنت وحدات الإدارة العامة للأمن الوطني (الوحدة الوطنية للتحقيق في جرائم الإرهاب للمصالح المختصّة) وإقليم الأمن الوطني في القصرين بعد عمل تحقيق ميداني معمّق، من تفكيك مجموعة إرهابية خطيرة بولاية القصرين أطلقت على نفسها تسمية "كتيبة حركة الشباب"، وتنشط ضمن هيكلية تنقسم بموجبها إلى ثلاث خلايا، تُعنى الأولى بالدعم والإسناد اللوجستي مختصة في تزويد المجموعات الإرهابية بجبال القصرين بالمواد الغذائية والملابس والأغطية والأموال، فيما تختص الخلية الثانية باستقطاب العناصر الشبابية من ذات الولاية للنشاط لفائدتهم داخل المدن في شكل خلايا فرعية نائمة، في المقابل تجنّدت عناصر الخلية الثالثة لتعزيز صفوف نظرائها المتحصنين في جبال القصرين بعد تلقي التدريبات البدنية اللازمة. وفي هذا الإطار تمّ إيقاف جميع عناصر المجموعة المذكورة مع الإشارة إلى أن التحقيقات شملت أيضا أربعة عناصر مودعة بالسجن من أجل قضايا إرهابية أخرى.