تونس - حياة الغانمي
في إطار معالجة التجارة الموازية، التي ترتبط أساسًا بالتهريب، لا بد من التذكير بأن المتشددين، يسيطرون على شارع "الصرف" في منطقة بن قردان التونسيّة، الواقعة في المنطقة الحدوديّة مع ليبيا، وهو المكان الذي تتمّ فيه تجارة العملة.
وأفادت مصادر خاصّة إلى "المغرب اليوم"، أن حوالي ثلثي العاملين فيه هم متشددون، ولا يسيطرون على سوق الصرف فقط، وإنما يسيطرون مناصفة مع شبكات أخرى نافذة على السوق الموازية الأكبر في المنطقة، والمعروف بسوق ليبيا.
وارتبطت الظاهرة المتشددة هناك، حسب مصادر خاصة، بتجارة السلاح، التي انتشرت في المدينة بشكل مذهل، حتّى كادت تتحوّل إلى شأن عاديّ. ويعتبر التهريب الاقتصاد الرسميّ والعمل، الذي يعتمد عليه سكان المناطق الحدوديّة في تونس، لا سيما المتشددون.
وتجدر الإشارة الى أن "المجموعة الدوليّة للأزمات" International Crisis Group- وهي منظمة دوليّة مقرها بروكسيل، كانت قد أصدرت تقريرًا تحت عنوان "تونس أعمال العنف والتحدي السلفي"، وأشارت فيه الى أن الكثير من العناصر المتشددة تنشط ضمن الشبكات التجاريّة الموازية، وبخاصّة منها تجارة الرّصيف ظاهرة قديمة، تفاقمت بعد الثّورة بشكل ملفت للنّظر، حيث تزايد حجم السّلع وتنوّع، لتدخل الأسواق التونسيّة موّاد جديدة مجهولة المصدر، بكميّات كبيرة، على غرار أدوية ضدّ القذف السّريع والمنشّطات الجنسيّة وبعض المقوّيات للرّجال، إلى جانب بعض الأدوية الأخرى المصنوعة من الأعشاب، والخاصّة بالتّسمين أو التّنحيف، هذا علاوة على بعض الأدوية الخاصّة بـ"البروستات" أو ضغط الدّم أو ما شابه ذلك، والغريب أنّ هذه النّوعيّة من السّلع تباع بخاصّة أمام المساجد، وكأنّ المصلّين بعد إنهاء فريضتهم وواجبهم تجاه الله، يخرجون مباشرة للبحث عن ملذّات الدّنيا.
ويقبل العديد من التونسيين على شراء هذه السلع، رغم ما قد تمثّله هذه الأدوية من خطورة على صحّة مستهلكيها، وبخاصّة أنّها تفتقد لأبسط مقوّمات السّلامة الصّحيّة من ناحية عرضها للضّوء وأشعّة الشّمس طيلة اليوم.
وعن مصدرها فقد تمّ ملاحظة أنّ هذه الأدوية مصنوعة في ليبيا والجزائر ومصر وأيضًا في تونس، وهي تقريبا نفس الأدوية الموزّعة لدى عدد كبير من الباعة الملتحين المنتصبين أمام المساجد، ممّا يؤكّد أنّ هذه الأدوية تدخل إلى تونس بكمّيات كبيرة، وبصفة مسترسلة.