الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
الأطفال السوريين بعد القصف

دمشق - نور خوام

بينما يناقش أعضاء البرلمان البريطاني الحرب في سورية والسبل الممكنة لوضع نهاية لنزيف الدماء هناك، يقوم المسعفون وفريق الإنقاذ شرقي حلب بمهمتهم اليومية الكئيبة بإنقاذ من هم تحت الأنقاض التي خلفتها الغارات الجوية وإخراج الناجين. وقال حمزة خطيب وهو واحد من عدد قليل من الأطباء الذين يعملون في حلب: "آسف لتاخري لكن كانت هناك مجزرة". وصرح لصحيفة "الغارديان" البريطانية أثناء استراحته القصيرة من رعاية ضحايا قصف صباح أمس.

وكانت الانفجارات قد بدأت  في تمام العاشرة (8:00 بتوقيت بريطانيا) بينما يتناول أعضاء البرلمان فطورهم ويجهزون ملاحظاتهم للنقاش، فقد حلقت مقاتلات في سماء شرق حلب لتنهي عدة أيام من الهدوء النسبي بوابل من القنابل. وقال إسماعيل عبد الله أحد أعضاء الدفاع المدني أو ذوي الخوذات البيضاء الذين ينظمون البحث والإنقاذ في الدفاع المدني: "كان يومًا جهنميًا فقد كان هناك أكثر من 25 غارة والدفاع المدني يحاول استخراج الجثث من تحت الأنقاض في كثير من الأحياء".

كما ضربت التفجيرات واحدة من تلك الأسواق المتبقية في المدينة، وكذلك المنازل وعدد من الأحياء، مما تسبب في دمار  تعذر على رجال الإنقاذ الوصول إليه إلا بعد أربع ساعات، في حين لم يستطيعوا الوصول إلى بعض المواقع الأخرى. وقال عبد الله بينما يستمر انعقاد مجلس النواب البريطاني في "وستمنستر": "لم نستطع الرد على كل منهم في البداية لأننا ارسلنا بالفعل كل فرق الإنقاذ إلى مواقع تفجيرات أخرى". وأضاف :"نحن الآن في انتظار الانتهاء منها وسنذهب إلى المواقع الأخرى،" كما قال إنه إذا استخدمت قنابل خارقة للتحصينات فهناك أمل ضئيل في العثور على أحياء لكن الناجون من مواقع أخرى يهرعون إلى المستشفيات.

وقال محمد الشاغل والذي يعمل ممرضًا: "لدينا شقيقان من أسرة واحدة ضرب منزلهما أحدهما توفي والآخر ظل يبكي ويصرخ مرددَا "أخي". وكانت غرفة الطوارئ في المستشفى  ممتلئة عن آخرها بالمسعفين لخمس ساعات  في محاولة لعلاج نحو 40 مريضًا بينما توفي آخرون ولم يكن قد مرت ساعتين على النقاش، بينما استطاع محمد استقطاع وقت للقيام بمقابلة قصيرة قال فيها "المستشفى ممتلئ حتى الآن" مضيفًا "هناك الكثير من الأطفال والشيوخ والنساء، ولا أعرف كيف أصف ذلك، ولكنه يوم سيء فهناك إصابات في الرأس والصدر والبطن والساقين" .


وفي هذه الأثناء يعيش الأطباء المعالجون أيضًا حالة من التهديد المستمر  خوفًا من أن تكون الغارة المقبلة على طاولة العمليات، فهناك عدد قليل من المستشفيات التي لا تزال تعمل إلى جانب المعارضة في حلب والتي استهدفت عدة مرات. وقال خطيب والذي فقد اثنين من المرضى صباح أمس فقط، "في هذه اللحظة لدينا طائرة تحلق فوق المستشفى ونأمل ألا يتم استهدافنا".

وناقش البرلمان البريطاني المخاطر والفوائد المترتبة في حال فرض منطقة حظر للطيران وقال إنه الأمل الوحيد لحوالي ربع مليون شخص يعيشون في حلب التي يسيطر عليها المتمردون. وأضاف "الشيء الوحيد الذي نحتاجه هو وقف المصدر الرئيسي للعنف والقتل المتمثلة في روسيا وطائرات النظام، فنحن لسنا بحاجة إلى مساعدات طبية أو غذاء التي تجعلنا نصمد لفترة أطول ولكن إذا استمر القصف فهذا لن ينقذ حياتنا".

وقال منذر إيطاكي والذي يعمل صحفيًا بإنه بقي في المنزل مع زوجته وطفله الرضيع أثناء المناقشة، وأنه سعى الى توفير الراحة لهما بعدما بدأ القصف وتحليق طائرات الاستطلاع في المنطقة. واشار الى أنه يشعر بالقلق من عودة الطائرات مضيفًا "حتى الأطفال في حلب أصبحوا يتعرفون على الطائرات من صوتها الآن"، مثله مثل الكثيرين في حلب. وقال إنه شعر بإحباط من الاهتمام الدولي مركزًا على المقترحات من مبعوث الأمم المتحدة في سورية ستيفان دي ميستورا  والذي عرض شخصيًا مرافقة  الفصيل المتمرد الأكثر تطرفًا في حلب  الأمر الذي من شأنه وقف القصف. وأضاف إيطاكي "أتساءل ما إذا كان مهتمًا بوضعنا وإنقاذ الدماء السورية؟ إذا كان الأمر كذلك فأنا أدعوه الى تقديم المساعدات هنا شخصيًا، وأدعوه إلى مرافقة الجماعات الطائفية الذين يقاتلون من أجل الأسد "، وبالنسبة للكثيرين في حلب فإن النقاش هو مجرد يوم آخر من الحديث  الذي لن يحقق أي تغيير في معاناتهم. وقال الناشط عبد الكافي الأحمد "هناك مناقشات وخطب خارج حلب  بينما يقتلنا الروس والأسد في الداخل" وأضاف "نريد أفعالًا لا أقوالًا".

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

السلطات الإماراتية تلقي القبض على متّهمين بقتل الحاخام اليهودي…
مؤتمر المناخ كوب29 يقر تمويلاً مناخياً بقيمة 300 مليار…
إسرائيل تحقق في مزاعم مقتل رهينة لدى حماس وسط…
إيران تعتزم تشغيل آلاف أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم…
إسرائيل تُطالب سكان 5 بلدات في جنوب لبنان بإخلائها…

اخر الاخبار

رياض مزور يترأس المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال في إقليم…
السفير محمد عروشي يُؤكد على الدور الحاسم الذي لعبته…
وزير العدل المغربي يُوجه كلمه بمناسبة عقد المكتب الدائم…
السلطات البلجيكية تُرحل عشرات المهاجرين إلى المغرب

فن وموسيقى

منة شلبي تتألق في موسم الرياض بمسرحية شمس وقمر…
تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…
رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…

أخبار النجوم

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…

رياضة

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
محمد صلاح في المركز الثاني كأفضل هدافي الدوري الإنكليزي…
بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

انطلاق أول قمة خليجية أوروبية في بروكسل لبحث سبل…
إسرائيل تعلن القبض على 3 من عناصر "قوة الرضوان"…
إسرائيل تعود لاستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت وتؤكد ضرب أكثر…
عشرات الشهداء في غزة والاحتلال يفرض حصارًا خانقًا على…
موسكو تشنّ هجومًا ليليًا على العاصمة الأوكرانية وأوامر بإخلاء…