الرباط - المغرب اليوم
تولت إسبانيا، التي تشهد علاقاتها مع المغرب “أوج فتراتها”، ابتداء من السبت الماضي، الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، للمرة الخامسة في تاريخها، في ظل بروز مجموعة من القضايا والملفات الشائكة في العلاقات ما بين بروكسيل والرباط.
وفي الوقت الذي عبّرت فيه مدريد في أكثر من مناسبة على عمق العلاقات التي تربطها مع المملكة المغربية، يتوقع محللون أن تعمل مدريد من موقعها الجديد على الدفع في اتجاه تعزيز العلاقات الأوروبية المغربية وتجاوز النقاط الخلافية؛ وبالتالي الحفاظ على المصالح الاستراتيجية لكل طرف، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تعرفها المنطقة.
علاقات غير عادية
بدر زاهر الأزرق، محلل اقتصادي، قال إن “الحديث عن إسبانيا بالنسبة للمغرب ليس حديثا عن دولة تربطها علاقات عادية بدولة أخرى؛ بل إن مدريد هي الشريك الاقتصادي الأول بالنسبة للمملكة، كما أن هذه الأخيرة هي أيضا شريك اقتصادي مهم بالنسبة لإسبانيا من خارج الاتحاد الأوروبي”، مضيفا أن “هذا الثقل الاقتصادي سيكون بالتأكيد حاضرا خلال تولي مدريد لرئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي”.
في الصدد ذاته، أورد المتحدث عينه، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “إسبانيا كانت دائمة حريصة على حفظ مصالحها مع الاستراتيجية مع المغرب داخل الاتحاد الأوروبي، خاصة فيما يتعلق بمسألة الاتفاقية الفلاحية مع الرباط التي تعد اليوم محط جدل كبير داخل أجهزة الاتحاد”.
وواصل بأن “المغرب بدوره يطمح من خلال هذا الموقع الجديد لإسبانيا إلى أن تعمل هذه الأخيرة على الدفع في اتجاه تعزيز علاقات الرباط وبروكسيل من جهة، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين من جهة أخرى التي أصبحت ذات أبعاد اقتصادية وسياسية قوية خاصة بعد انخراط إسبانيا في صف الدول المساندة لمقترح الحكم الذاتي لتسوية النزاع حول الصحراء المغربية”.
وخلص الأزرق إلى أن “مدريد لن تتوانى من موقعها في الدفاع عن الاتفاقيات التي أبرمها المغرب مع الاتحاد الأوروبي وعن المصالح الاقتصادية المتبادلة مع المملكة المغربية، خاصة أن علاقات الرباط مع هذا التكتل الأوروبي الذي يضم مدريد لا تنحصر فقط في البعد الاقتصادي بل تتجاوزه لتشمل مجموعة من الملفات الأخرى المرتبطة بالجانب الأمني وقضية الهجرة؛ وبالتالي فإن كل هذه الملفات مجتمعة ستكون حاضرة في مرافعات إسبانيا داخل أروقة الاتحاد”.
مكسب كبير
من جهته، أكد إدريس العيساوي، محلل اقتصادي، أن “ترؤس المملكة الإسبانية للاتحاد الأوروبي يعد مكسبا حقيقيا بالنسبة للمغرب، خاصة أن اقتصادي البلدين مترابطان أشد الارتباط. كما أن مدريد تربطها علاقات تاريخية متنوعة مع الرباط على مستويات عديدة”.
وأضاف العيساوي أن “ما يعزز هذا المعطى هو أن الدولة الإسبانية تحتل حاليا مكانة مرموقة على مستوى المبادلات التجارية مع المغرب، أضف إلى ذلك أهمية الاستثمارات المباشرة التي تحققها الشركات الإسبانية على الكثير من الأصعدة”.
وخلص المتحدث عينه، إلى أن “العلاقات بين الرباط ومدريد هي علاقات استراتيجية؛ وبالتالي فإن الطرفين معا يحرصان كل الحرص على تعزيز العلاقات فيما بينهما وتعزيز تعاونهما في عدد من المجالات، على غرار الزراعة والصناعة والمجال البنكي.. وعليه، فإن ترؤس إسبانيا لمجلس الاتحاد الأوروبي سيكون له أثر جيد على الدينامية التي تعرفها العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين”.
قد يهمك أيضا
إسبانيا تدافع عن تمويل مشاريع تحلية البحر في المغرب لتعزيز حصة شركاتها من الصفقات