الدار البيضاء - جميلة عمر
تباحث وزراء مغاربة ومثلهم في بلدان المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، "ضيف شرف" الدورة 23 للمعرض الدولي للنشر والكتاب المقام في الدار البيضاء، حول واقع الثقافة في هذه الدول وإسهام الوزارات الأخرى في النهوض بهذا القطاع.
وتبادل المشاركون، في هذا اللقاء المنظم على هامش المعرض تحت عنوان "الصناعات الثقافية والتنمية بأفريقيا"، مختلف التجارب التي راكموها والمقاربات التي اعتمدوها لتطوير وتعزيز الحركة الثقافية، إضافة إلى السياسات العمومية والشراكات الموقعة بين مختلف الوزارات للإسهام في مرافقة الثقافة على مستوى كافة الجوانب.
وأجمع المشاركون في هذا اللقاء، الذي حضره أيضًا عدد كبير من كبار مسؤولي المؤسسات العمومية والخاصة المغربية، أنّ الثقافة تعد ركيزة أساسية في تنمية البلدان الأفريقية ومكونًا رئيسيًا في تحقيق تطورها الاقتصادي والاجتماعي.
واستعرض كل من وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي، ووزير السكن والتعمير وسياسة المدينة نبيل بن عبد الله، ووزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني فاطمة مروان، التجربة المغربية في هذا السياق من خلال التطرق لمختلف الاتفاقيات الموقعة والخطوات المعتمدة والمساهمة في النهوض بالثقافة باعتبارها مكونًا أساسيًا في تحقيق التنمية داخل المملكة المغربية.
وتحدث وزراء المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، عن المؤهلات الثقافية لكل بلد والمعيقات التي تواجه هذا المجال في بلدانهم من نقص في البنيات التحتية والتكوين لهيكلة هذا المجال، وإحاطته بالنصوص القانونية لحمايته والتوعية بأهميته، خصوصًا في بلدان أفريقية تعرف تنوعًا ثقافيًا وتلاقحًا غنيًا.
واعتبر المشاركون في هذا اللقاء أن المعيقات التي تواجه الثقافة نابعة من عدم الوعي بالدور المحوري الذي تقوم به باعتبارها تشكل هوية البلدان اعتمادًا على الاهتمام بالتراث المحلي لكل دولة ومساهمتها في تحقيق الاستقرار من خلال توفير فرص الشغل والإبداع وتنمية القدرات الفردية للمواطنين.
وضمت قاعة أفريقيا، على التوالي، ندوة أخرى حول "إسهام النساء الكاتبات في بلدان المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، وأخرين حول "لغات الكتابة والتنوع الثقافي في وسط أفريقيا" و"الدخول الثقافي للمجموعة في القرن 21، أو نهاية العصر ما بعد الكولونيالي" ، وندوة "الإنتاجات الثقافية في وسط أفريقيا ومحيطاتها الطبيعية .. الصحراء والساحل والمناطق المدارية" ، وندوة "التعاون الثقافي أفقًا للوحدة الأفريقية" (15 فبراير)، وندوة "الحركات الأدبية بوسط أفريقيا وتحول الهجرة الكونية" (16 فبراير)، وندوة "الاندماج والتحولات الثقافية بين وسط أفريقيا".
يُذكر أنّ المجموعة، وهي تكتل اقتصادي دولي يسعى لإنشاء هياكل إقليمية قد تؤدي بالتدريج إلى سوق مشتركة، تضم كلًا من أنغولا والتشاد وبوروندي وساوتومي برانسيب والكامرون وجمهورية أفريقيا الوسطى والغابون وجمهورية الكونغو وجمهورية الكونغو الديموقراطية وغينيا الإستوائية ورواندا.