دمشق - نور خوام
تواصل الأجهزة الأمنية السورية، تضييقها على أبناء محافظة درعا، من تفتيش دقيق ومضايقات عند الحواجز فضلاً عن المداهمات والاعتقالات. ورصد المرصد السوري لحقوق الانسان اعتقال الأمن العسكري لمدني من بلدة "جلين" عند أحد الحواجز في ضاحية درعا، فيما لم تمنع بطاقة "التسوية" التي يحملها المواطن القوات الحكومية السورية من اعتقاله. كذلك اعتقلت القوات السورية مدنياً آخر ينحدر من بلدة "المسيفرة" في ريف درعا، وجرى اعتقاله في منطقة "نهر عيشة" في دمشق.
اقرا ايضا :مئات المدنيين يفرون من مدينة عفرين جراء تقدم القوات التركية باتجاه المدينة
حرب باردة بين تحرير الشام والجبهة الوطنية في ريف إدلب
تواصل الأطراف المتناحرة في مناطق ريفي إدلب وحلب، استنفاراتها المسلحة، حيث عملت "هيئة تحرير الشام" و"الوطنية للتحرير" على تحصين وتدشين مواقعهما واستقدام التعزيزات اللوجستية والعسكرية إليها، فيما رصد المرصد السوري مرور رتل عسكري يتبع لفصائل ومجموعات معارضة عند طريق جسر الشغور أريحا، ويضم الرتل أكثر من 10 سيارات تحمل على متنها مقاتلين أوزبكيين وتركمنستانيين، فيما علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "هيئة تحرير الشام" استولت على مطحنة وفرن الأتارب الآلي في ريف حلب الغربي، وعمدت إلى إتباعه لحكومة الأنقاذ، فيما جرى الاستيلاء على مبالغ مالية من الصندوق المالي لمطحنة الأتارب.
ونشر المرصد السوري منذ ساعات، أن هيئة تحرير الشام، فرضت سيطرتها على بلدة في ريف إدلب، قرب الحدود الإدارية مع ريف حلب الغربي، حيث أكدت نقلاً عن مصادر موثوقة أن الهيئة أتبعت بلدة "حزانو" الى سيطرتها، من خلال اتفاق مع وجهاء وأعيان من البلدة.
وكان المرصد السوري رصد مساء أمس الأحد، استمرار التحضيرات والاستنفار والتجهيزات، من قبل الأطراف المتناحرة ضمن ريف محافظتي إدلب وحلب، بعد تمكن تحرير الشام من السيطرة على مساحات واسعة من القطاع الغربي من ريف محافظة حلب، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن هيئة تحرير الشام استقدمت تعزيزات إلى منطقة أريحا الواقعة في القطاع الجنوبي من ريف إدلب، ومناطق بسنقول وبسامس وقرصايا، ورجحت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن التعزيزات هذه تأتي في إطار تحضيرات من قبل هيئة تحرير الشام لتوسعة سيطرتها من جديد ضمن محافظة إدلب، فيما رصد المرصد السوري تعزيز الفصائل الموالية لتركيا لما تبقى من نقاط ومواقع ومناطق تواجدها في القطاع الغربي من ريف حلب، فيما كان رصد المرصد السوري خروج أكثر من 400 مقاتل من حركة نور الدين الزنكي من ريف حلب الغربي ووصولهم لمناطق سيطرة فصائل عمليتي “غصن الزيتون ودرع الفرات” في ريفي حلب الشمالي الغربي والشمالي الشرقي كجنديرس ومحيطها وعفرين وريفها، قادمين من الريف الغربي الحلبي عقب استسلامهم في الاقتتال الذي جرى مع هيئة تحرير الشام، فيما خرج أكثر من 100 مقاتل من مدينة الأتارب أكبر مناطق ريف حلب الغربي، وذلك بعد أن دخلت هيئة تحرير الشام إلى المدينة بأرتال عسكرية ضخمة صباح الأحد، السادس من الشهر الجاري عقب اتفاق جرى بعد منتصف ليل أمس مع فصيلي ثوار الشام وبيارق الإسلام.
كما نشر المرصد السوري صباح الأحد، أنه تم التوصل إلى اتفاق بين هيئة تحرير الشام وفصائل مدينة الأتارب عبر ممثلين من الطرفين بعد ساعات من الاقتتال العنيف إثر هجوم لتحرير الشام للسيطرة على المدينة الأكبر غرب حلب، ونص الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بعد منتصف ليل السبت الأحد، على حل فصيل "ثوار الشام" و"بيارق الإسلام" وإبقاء سلاح الكتائب المرابطة ضد السلطة فقط، وتبعية مدينة الأتارب أمنياً وعسكرياً لهيئة تحرير الشام، وتبعية مدينة الأتارب إدارياً وخدمياً وقضائياً لحكومة الإنقاذ، وعدم السماح لعناصر وقادات كتائب درع الفرات البقاء في مدينة الأتارب، وتضمن هيئة تحرير الشام تأمين عناصر ثوار الشام وبيارق الإسلام وعدم ملاحقتهم، وتحويل القضايا الجنائية والدعاوي إلى القضاء.””
ولاقى هذا الاتفاق استياءً شعبياً لدى أهالي الأتارب من تبعية المنطقة إلى هيئة تحرير الشام، بالتزامن مع معلومات للمرصد السوري أكدت بدء دخول تحرير الشام إلى المدينة، فيما نشر المرصد السوري خلال الساعات الفائتة، أنه رصد عودة الاشتباكات بوتيرة عنيفة إلى القطاع الغربي من ريف حلب، في أعقاب فشل التفاوض بين هيئة تحرير الشام وممثلين عن فصائل مدينة الأتارب، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن اشتباكات عنيفة تدور بين هيئة تحرير الشام من جانب، وكتائب ثوار الشام وبيارق الشام التابعة للجبهة الوطنية للتحرير من جانب آخر، على محاور في محيط وأطراف مدينة الأتارب، التي تعد أكبر مدينة في القطاع الغربي من ريف حلب، والتي تسعى الهيئة من خلال هجومها ضمن 4 محاور عليها، للسيطرة عليها، بعد إخفاق الجولة الأولى من التفاوض في الوصول إلى نقطة تلاقي بين الطرفين المتفاوضين، إذ تشترط الهيئة تسليم عشرات المطلوبين لها من مقاتلي الفصائل العاملة في الأتارب ومن ضمنهم مواطنات، وسط رفض شعبي لدخول الهيئة التي كانت اشتبكت قبل سنوات مع الفصائل العاملة في الأتارب وراح ضحية الاقتتال حينها أكثر من 100 مقاتل من جبهة النصرة حينها وخصومها في البلدة، كما رصد المرصد السوري تجدد الاقتتال بين هيئة تحرير الشام من جهة، وفصائل منضوية تحت راية الجبهة الوطنية للتحرير من جهة أخرى، وذلك على محاور في القطاع الشمالي من الريف الإدلبي، إذ تتركز الاشتباكات بوتيرة متصاعدة في محيط وأطراف منطقة أطمة الحدودية مع لواء اسكندرون، وسط استهدافات متبادلة بين الطرفين بالقذائف والرشاشات الثقيلة.
"سورية الديمقراطية" تواصل هجماتها ضد "داعش" في دير الزور
وفي محافظة دير الزور، تتواصل الاشتباكات بين قوات سورية الديمقراطية المدعومة من قبل التحالف الدولي من جانب، وتنظيم "داعش" على محاور ضمن آخر ما تبقى للتنظيم في جيبه الأخير عند ضفاف نهر الفرات الشرقية بريف دير الزور الشرقي، وسط عمليات قصف واستهدافات متواصلة من قبل "قسد" في محاولة مستمرة لتنفيذ ضربة قاضية تنهي تواجد التنظيم في المنطقة، فيما شهد أمس الاثنين عمليات دخول أرتال جديدة للتحالف الدولي إلى محيط مناطق التماس مع التنظيم، حيث دخلت 15 عربة "همر" و2 زيل عسكري وآليات آخرى. وقد دخلت الآليات هذه عبر فترات متفرقة من أمس الاثنين، فيما استهدفت طائرات التحالف الدولي مناطق سيطرة التنظيم في جيبه الأخير.
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات لا تزال متفاوتة العنف، بين قوات سورية الديمقراطية من جانب، وعناصر تنظيم “داعش” من جانب آخر، على محاور في محيط بلدتي الباغوز فوقاني والسوسة، واللتين تعدان آخر منطقتين مأهولتين بالسكان يسيطر عليها التنظيم على الأراضي السورية، فيما عدا ذلك لا يتواجد التنظيم إلا في جيب كبير ممتد بين باديتي دير الزور وحمص وعلى شكل خلايا نائمة في عدة مناطق سورية، حيث لا يزال التنظيم يستميت في محاولة البقاء ضمن آخر منطقتين، ومعاودة توسعة سيطرته عبر استغلال الأحوال الجوية وتنفيذ هجمات معاكسة، والتي كان آخرها ما شهدته ساعات الليلة الفائتة من هجمات خلال عاصفة رملية ضربت المنطقة، ضمن سعي التنظيم لاستعادة بلدة الشعفة التي خسرها قبل هجومه بنحو 24 ساعة بشكل كامل وفقد معها الكثير من المناطق التي كان يحكم سيطرته عليها وبقي محصوراً ضمن بلدتين هما السوسة والباغوز فوقاني.
ورصد المرصد السوري تمكن مئات المدنيين من الخروج من جيب تنظيم “داعش”، والفرار نحو مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية، حيث أفاد بخروج نحو 500 مدني معظمهم من الأطفال والمواطنات، وجرى نقلهم إلى مخيمات منطقة الهول بريف الحسكة الجنوبي، ليرتفع إلى 13750 على الأقل تعداد الأشخاص الذين خرجوا وفروا من جيب التنظيم منذ مطلع شهر كانون الأول / ديسمبر من العام 2018، من جنسيات مختلفة سورية وعراقية وروسية وصومالية وفلبينية وغيرها من الجنسيات الآسيوية، من بينهم أكثر من 11650 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سوريا في الـ 19 من ديسمبر من العام 2018، من ضمنهم نحو 550 عنصراً من تنظيم “داعش”، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين، بعد تعرف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلم نفسه بعد تمكنه من الخروج من الجيب الأخير للتنظيم.
وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن التنظيم يعمد لاستخدام من تبقى من المدنيين في مناطق سيطرته، كدروع بشرية عبر إجبارهم على التجول في المناطق التي لا يزالون يتواجدون بها، في محاولة لمنع التحالف الدولي من استهدافهم، فيما كانت المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن تنظيم “داعش” ينقسم فيما تبقى من عناصره، في جيبه الممتد على جزء من الضفة الشرقية لنهر الفرات، إلى قسمين رئيسيين أحدهما يؤيد عم الاستسلام لقوات سورية الديمقراطية، فيما يرفض القسم الآخر الاستسلام، ويعمد لقتال قوات سورية الديمقراطية بشكل عنيف، في محاولة صد تقدمها ضمن ما تبقى من الجيب، الذي في حال خسارته سيفقد التنظيم على آخر المناطق المأهولة بالسكان له ضمن الأراضي السورية، فيما عمد تنظيم “داعش” في وقت سابق لتنفيذ عمليات إعدام بحق عدد من عناصره ممن سمحوا للمدنيين بالفرار نحو مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية، كما أكد أهالي أنه جرى إعدام مقاتلين اعترضوا على الاستمرار في القتال حتى النهاية وفضلوا الاستسلام
كما أن المرصد السوري وثق مزيد من الخسائر البشرية ليرتفع إلى 1078عدد قتلى من مقاتلي تنظيم “داعش” ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات ضمن الجيب الأخير للتنظيم منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر من العام 2018، كما ارتفع إلى 579 من عناصر قوات سورية الديمقراطية الذين قضوا منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت، في حين رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تمكن قوات قسد من تحقيق تقدمات هامة تمثلت بالسيطرة على قرية أبو الحسن وقرية البوخاطر وبلدة الشعفة، والواقعة إلى الشرق من بلدة هجين، التي كانت "قسد" سيطرت عليها قبيل قرار الانسحاب الأميركي من المنطقة، كما أن المرصد السوري كان رصد تمكن قوات قسد من تحقيق تقدم في مواقع ونقاط في أطراف جيب التنظيم، ضمن محاولة تضييق الخناق بشكل أكبر على التنظيم لحين بقاء السوسة والباغوز فوقاني تحت سيطرة التنظيم.
قد يهمك ايضا :مقتل 6 جنود سوريين في إدلب وموسكو لا تأسف على انسحاب القوات الأميركية من سورية
سكان إدلب يواجهون أحد خيارين إما الاستسلام لسلطة دمشق أو تدميرها