واشنطن -عادل سلامة
رحّب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان كوريا الشمالية استعدادها لوقف تجاربها النووية إذا أجرت محادثات مع الولايات المتحدة، وقال "أعتقد أن الكوريين الشماليين صادقون بتأثير العقوبات المفروضة عليهم، والمساعدة الكبيرة التي حصلنا عليها من الصين في تنفيذها"، وذلك على رغم تنديد وزارة الخارجية الأميركية بـ "استهتار" كوريا الشمالية في استخدام الأسلحة الكيمائية، استنادًا إلى تقرير أفاد بأن واشنطن "خلصت رسميًا إلى استخدام نظام بيونغيانغ غاز في إكس للأعصاب في قتل الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في مطار كوالالمبور العام الماضي".
ولكن الرئيس الكوري الجنوبي مون جي أون حذّر من "الإفراط في التفاؤل" في شأن عرض بيونغيانغ إجراء محادثات مع واشنطن، فيما أكد مسؤول في البيت الأبيض أن المناورات العسكرية التي تُجرى سنويًا بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، والتي أُرجئت إلى ما بعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، ستُستأنف كما كان مقررًا، على رغم من عرض الحوار الذي قدمته بيونغيانغ.
واعتبر الرئيس الكوري الجنوبي أن زيارة مستشاره شونغ إي يونغ الشمال أخيرًا، واتفاقه على عقد قمة بين الكوريتين نهاية نيسان/إبريل المقبل، "مجرد بداية، في حين لا يسمح الوضع السائد بأن نكون متفائلين"، مشددًا على أن هدف بلاده "هو نزع سلاح كوريا الشمالية النووي وليس أقل من ذلك".
ويصل الوفد الكوري الجنوبي الذي التقى الزعيم الكوري الشمالي إلى واشنطن، الخميس، وقال شونغ إنه "سينقل رسالة شفوية من كيم الثالث إلى المسؤولين الأميركيين"، علماً أنه لم يتضح إذا كان سيلتقي ترامب. وبعد عودته من الولايات المتحدة، يزور شونغ الصين وروسيا، بينما يتوجه رئيس جهاز الاستخبارات الكورية الجنوبية سوه هون إلى اليابان لإطلاع مسؤوليها على أجواء المحادثات.
وكان كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدا سوغا، قال: "من المهم جدًا أن تُظهر كوريا الشمالية التزامًا وتنفذ خطوات ملموسة للتخلي بلا رجعة عن تطوير صواريخها النووية، مع اعتماد طريقة مناسبة للتحقق منها بالكامل". وشدّد على ضرورة الرد على عرض بيونغيانغ "استنادًا إلى دروس محادثات الماضي التي لم تثمر في نزع السلاح النووي".
وفيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كل الأطراف إلى انتهاز فرصة إعلان بيونغيانغ استعدادها لوقف تجاربها النووية "من أجل المضي نحو سلام دائم والتخلي عن السلاح النووي"، مع إشادة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بـ "أولى المبادرات المشجعة" من كوريا الشمالية، ندّدت روسيا بعقوبات أميركية جديدة على بيونغيانغ بعد اتهام الأخيرة بقتل الأخ غير الشقيق لكيم. وقالت الناطقة باسم وزارة خارجيتها ماريا زاخاروفا: "فرض عقوبات أحاديًا، وبمعزل من الأمم المتحدة، أمر غير شرعي".