الرباط - المغرب اليوم
كشف الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، عبدالكريم بنعتيق، في الرباط، أن المغرب مستعد لتقاسم تجربته في مجال الهجرة مع البلدان الأفريقية، ومساعدة القارة على امتلاك رؤية مشتركة في هذا المجال، مبرزًا بمناسبة اختتام أشغال المؤتمر الوزاري من أجل أجندة أفريقية حول الهجرة، استعداد المملكة لوضع تجربتها من أجل تمكين القارة الأفريقية من بلورة رؤية مشتركة في مجال الهجرة وتكون قادرة على الدفاع عنها على الصعيد الدولي.
وأكد الوزير أن المغرب مستعد للتعاون مع أشقائه الأفارقة في هذا المجال وأنه مقتنع بأهمية التنسيق سواء على الصعيد المحلي أو الوطني أو القاري أوالدولي بهدف تدبير أمثل لتدفقات الهجرة، مشيرًا إلى أن تدبير مسألة تدفقات الهجرة لم تعد قضية بلد لوحده، أو منطقة أو قارة لوحدها، وإنما يتعلق الأمر بمسؤولية دولية يتوجب تقاسمها بين كافة بلدان العالم.
وقال الوزير إن "اجتماعنا اليوم يمثل استمرارية "لمسار بين-أفريقي للتشاور"، معربًا عن قناعته بأن الجواب على قضايا الهجرة "يجب أن يكون أفريقيًا بالأساس" على أن يتم بلورته خلال القمة الأفريقية المقبلة في صورة أجندة أفريقية حول الهجرة، لافتًا الانتباه إلى أنه "لا يمكننا أن نقبل بردود أمنية محضة، أو أيضًا بإغلاق للحدود لكوننا نعيش في عالم تسوده العولمة "، مشيرًا إلى أنه يتعين على الذي قبلوا بالعولمة أمس القبول اليوم بتدفقات الهجرة المؤطرة والمنظمة والمنتظمة.
وشدد الوزير على ضرورة أن ينطلق كل عمل لتأطير تدفقات الهجرة من هاجس أول يتمثل في ضمان احترام كرامة المهاجرين، مذكرًا أن الهجرة تساهم في تنمية بلدان الاستقبال والمصدر على حد سواء، مبرزًا أن 258 مليون مهاجر عبر العالم ضمنهم 32 مليون من أصل أفريقي، يساهمون بـ 9,4 في المئة من الناتج الداخلي الخام العالمي.
وأعرب الوزير، في هذا السياق، عن الأسف لكون "أنه رغم هذه المساهمة، فإن التصور حول الهجرة على الصعيد العالمي لا يزال سلبيًا، من حيث تفشي العنصرية، وغياب التسامح والتمييز"، مضيفًا أن المغرب، وبفضل الملك محمد السادس، اعتمد منذ 2013 سياسة متميزة في مجال الهجرة مكنت من تسوية وضعية المهاجرين ومكنتمن تحقيق نتائج جيدة وواعدة من خلال ادماج 7600 طفلًا مهاجرًا في المنظومة التعليمية المغربية.
وتميز حفل اختتام أشغال المؤتمر الوزاري من أجل أجندة أفريقية حول الهجرة، بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين الأفارقة، ويندرج المؤتمر في إطار استمرارية المشاورات مع الشركاء الأفارقة بهدف بلورة، في أفق القمة المقبلة للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا في يناير 2018، أجندة أفريقية حول الهجرة.