الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
الشرطة المغربية

الرباط -المغرب اليوم

لاعتبارات أمنية وجيو إستراتيجية معقدة، شاركت المملكة في قمة دول السّاحل الإفريقي (مالي وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد) وفرنسا، إلى جانب شركاء دوليين، وذلك من أجل بحث مكافحة الحركات الجهادية والتنظيمات الإرهابية، التي مافتئت تتصاعد مع وجود تحالف خفي بين القاعدة و”داعش” في الغرب الإفريقي.وتبقى المسألة الأمنية حاضرة بقوة في اجتماعات دول الساحل الإفريقي، خاصة أن مراكز إستراتيجية دولية عديدة كانت حذرت من الارتباطات بين الجماعات الإرهابية العاملة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل وميليشيات “البوليساريو” التي يتم تجنيد أفرادها في مخيمات تندوف، مشيرة إلى “تزايد وتيرة وجود تنظيم القاعدة و الجماعات المتطرفة التابعة له في المنطقة”.

وتهدف مجموعة الخمس في الساحل، التي تأسست في نواكشوط شهر فبراير 2014، وتضمُّ بالإضافة إلى موريتانيا كلا من مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، إلى تنسيق سياسات البلدان الأعضاء من أجل تعزيز الأمن والسلم والتنمية في فضاء الساحل والصحراء.الشرقاوي الروداني، الخبير في الشّأن الأمني الإستراتيجي، أكد أنّ “قمة دول الساحل الإفريقي تأتي في سياقات متعددة من بينها تطور العمليات الإرهابية في المنطقة برمتها”، مبرزا أن الضربات الإرهابية لجماعات “نصرة الإسلام والمسلمين” بقيادة إياد أغ غالي، وتنظيم الدولة في الصحراء الكبرى لعدنان أبو وليد الصحراوي، “شهدت ارتفاعا مهولا في موبتي، كيرينا وغوسي وشمال غرب بوركينافاسو، خصوصا بارسولوخو؛ زيادة على أن تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا والساحل عرف تغيير القيادة من خلال تولي يوسف العنابي، الذي أبدى استعدادا لشن ضربات إرهابية في المنطقة”.

وأورد الخبير ذاته أن “هناك ملامح صراع كبير بين التنظيمات الإرهابية الموالية للقاعدة وتلك التابعة لداعش في الساحل الإفريقي وجنوب الصحراء، وهو ما يشكل تحولا جديدا من شأنه خلق تنظيمات أخرى في المنطقة، على غرار تنظيم ‘ولاية إفريقيا الوسطى’، الذي أصبح يشمل دول تنزانيا، والكونغو الديمقراطية وموزنبيق”، موضحا أن “ملامح شريط إرهابي جديد أصبحت تظهر وقد يهدد مجموعة من الدول في البحيرات الكبرى إن لم يكن هناك تحرك دولي محكم وإستراتيجي يعالج جميع محددات قوة الجماعات المسلحة والإرهابية”.

وأوضح المحلل ذاته أن “الأجوبة الأمنية منذ عمليات سرفال برخان وعمليات دولية أخرى لم تعط أكلها في محاربة الجماعات الإرهابية في الساحل الإفريقي وجنوب الصحراء؛ ومن ثم فإن وجود مقاربات جديدة لاستعادة دور دول المنطقة ومركزيتها في محاربة نشاطات الجماعات الإرهابية أصبح مهما”.


 
كما قال المتحدث إن “مشاركة المملكة المغربية في هذه القمة لدول الساحل الإفريقي تأتي في سياقات مختلفة؛ فهي أولا أصبحت دولة فاعلة في محاربة الإرهاب والتطرف على المستوى الإقليمي، القاري والدولي، ولعل تجنيب الولايات المتحدة الأمريكية ضربة إرهابية من خلال توفير المؤسسات الأمنية المغربية معلومات دقيقة للمؤسسات الأمنية الأمريكية يبرز الدور الريادي الذي أصبحت تلعبه الرباط في محاربة الإرهاب التطرف والشبكات الدولية للاتجار بالمخدرات والسلاح”.

ويقر الخبير ذاته بأن “الأمن القومي للمملكة المغربية مرتبط بأمن هذه الدول، التي تعد عمقا إستراتيجيا لها، على اعتبار أن لها علاقات ثنائية جد متميزة مع جميع دول الساحل وغرب إفريقيا، كما أنها شريك في عمليات التنمية المهيكلة لاقتصادياتها، لأنها أول دولة ذات استثمارات ضخمة في المنطقة؛ كما أن المشروع الجيو إستراتيجي للغاز بين نيجيريا والمملكة المغربية محدد في بنية اقتصاد العديد من الدول”.

ويتوقف الخبير ذاته عند “اهتمام الرباط بالأمن والاستقرار في هذه المنطقة برمتها”، مضيفا أن “هذا الاهتمام يجسد عمق العلاقات الثنائية وأهمية هذه الدول كشريك إستراتيجي في محددات معدلات مهمة دولية، وهو ما جعل الأمم المتحدة تتجه إلى فتح مكتب أممي بالمغرب يعنى بمحاربة الإرهاب والتطرف في إفريقيا”، وتابع: “هذا التوجه يظهر فهم المنتظم الدولي الدور الكبير الذي تقوم به المملكة المغربية في استتباب الأمن والاستقرار الدولي”، مشيرا إلى أن “تطور العمليات الإرهابية في المنطقة أصبح يهدد أمن واستقرار مجموعة من الدول، خصوصا أن منطقة الحدود الثلاثة المعروفة بلبتاكو غورما أصبحت نقطة ارتكاز للجماعات المسلحة والإرهابية، وهو ما أصبح يلقي الضوء على احتمال تمدد نشاطات الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة العابرة للحدود”.

وشدّد المحلل ذاته على أن “المغرب يشكل نموذجا يملك ذاكرة استخباراتية مكنته من تفكيك شفرات ورموز لشبكات تحركات جماعات وخلايا إرهابية دولية”، معتبرا أن مشاركة المغرب في هذه القمة محددة لمسارات جديدة ولأدوار كبرى سيلعبها في استتباب الأمن والاستقرار في القارة، خصوصا أن هناك تطابقا في وجهات النظر والتحليل الميداني ومحددات الردع بين واشنطن وباريس والرباط، وختم تصريحه قائلا: “الرباط محورية في محاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة برمتها، وأهميتها تكمن في الرؤية الاستباقية، والذاكرة الاستخباراتية وضبط تحركات الخلايا والشبكات الإجرامية والإرهابية العابرة للحدود والقارات”.

قد يهمك ايضا:

إجهاض عملية للتهريب الدولي للمؤثرات العقلية في طنجة

التحقيق في عمليات نصب هوليودية باسم مسؤولين في المغرب

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مجلس الشيوخ الأميركي يمرّر مشروع التمويل المؤقت للحكومة ويتجنب…
إغلاق مطار قازان في روسيا وأوكرانيا تعلن إسقاط عشرات…
هجوم على سوق الميلاد في ألمانيا يحصد عشرات القتلى…
الملك محمد السادس يُوجه رسالة إلى المشاركين في المنـاظرة…
تجددت الاشتباكات بين القوى الأمنية الفلسطينية ومسلحين من كتيبة…

اخر الاخبار

حزب التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة المغربية بالكشف عن مَبالغُ…
إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…
وزير الداخلية المغربي يؤكد الاهتمام الذي يوليه الملك محمد…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري
أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
أحمد السقا يكشف عن مفاجأة حول ترشحه لبطولة فيلم…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

هوكشتاين متفائل باتفاق قريب في لبنان وميقاتي يدعو للضغط…
الأمم المتحدة تحذّر من تصاعد العنف في السودان واتهامات…
الانفجارات تهزّ كييف ورفع حالة التأهب الجوي في أوكرانيا…
القوات الأميركية تنفذ غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية في…
ترمب يعلن تشكيل إدارته الجديدة ويختار ماسك للكفاءة الحكومية…