الدار البيضاء - جميلة عمر
اهتزت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، مساء الخميس، مباشرة بعد النطق بالحكم في ملف الصحافي حميد المهداوي المتابع على خلفية أحداث الحسيمة، بالصراخ والبكاء وشعارات تندد بالحكم الذي نطق به علي الطرشي على المهداوي. وأما زوجة المهداوي فانهارت بعد سماعها الحكم، داخل قاعة المحكمة وهي تصرخ وتبكي قائلة: "هادا ظلم هذا عار"
وكانت هيئة المحكمة التي يترأسها علي الأطرشي أصدرت حكمها في قضية الصحافي حميد المهداوي بثلاثة سنوات حبسا نافذا وغرامة ثلاثة آلاف درهم. وكانت المحكمة قد تابعت المهداوي، بتهمة عدم التبليغ عن تهديد يمس أمن الدولة، كما ضم ملفه لملف معتقلي "حراك الريف"، حيث لم يتم فصل الملفين إلا في الجلسة قبل الأخيرة.
وفي كلمة أخيرة منحتها له المحكمة، قبل أن تختلي للمداولة في قضيته، جدد المهداوي تأكيده على براءته من التهمة المتابع بها، حيث خاطب المحكمة قائلا: أنا بريء وأحكموا بما شئتم، ليس تحديا بل لأنني إذا كنت مجرما، ومذنبا بالفعل". وذكر المهداوي في كلمته الأخيرة خلال ساعة ونصف، على أنه بريء من التهم المنسوبة إليه، فعاد إلى مكالماته بالتفصيل مع المدعو البوعزاتي، وناقش قرار قاضي التحقيق القاضي بإحالته، وانتقد بشدة مرافعة النيابة العامة محاولا إظهار ماأسماه ب"مجانبتها للصواب".
وأشاد المهداوي بهيئة الحكم في ملفه عندما قال "أنا أحترم المحكمة حتى لو ظلمتني لأن الملك من يرأسها، ولأنني احترم القضاء". والمهداوي في لحظة جد مؤثرة وبينما يعرض بعض الوثائق في ملفه، ويطلب المساعدة من المحامي محمد المسعودي ليسلمها للقاضي علي الطرشي، خاطبه هذا الأخير، "هل الأستاذ المسعودي محامي أم مساعد مع المحكمة، ليرد المهداوي قائلا:” سأقول لك شيء مهم قد لا يعجبك سيدي الرئيس إن هذا الشخص المسعودي ملاك".
وتابع المهداوي، "هو ملاك لأنه يترك مكتبه ويأتي للدفاع عني من دون مقابل، وعندما يزورني في السجن يخبرني بأنه يترك لي مبلغ 1000 درهم، وزوجتي تخبرني أنه يقتني لأولادي الملابس ويمنحها مبلغ 2000 درهم، وما يمكن أن أقوله على الأستاذ المسعودي، أقوله على الهيني وحاجي، والنويضي وعدد من هيئة دفاعي وأصدقائي وعائلتي الذين ساعدوني ودعموني ماليا، إنهم ملائكة سيدي الرئيس". واعتبر المهداوي أن الدولة والنيابة العامة لا يمكنها أن تخطئ في يوم من الأيام وأن عليها أن تخرج منتصرة دائما وفي جميع الملفات.