الرباط - المغرب اليوم
عائدات اقتصادية، إشعاع دولي، وتطور هام، هي النتائج التي سيحصدها المغرب من المشاركة في تنظيم مونديال 2030، سواء على المدى القريب أو المتوسط وحتى البعيد، وهو ما تبين من خلال تجارب سابقة، كانت آخرها في قطر التي استضافت كأس العالم 2022، وبلغت عوائدها المالية نحو 17 مليار دولار، كعوائد مستقبلية وآنية.
وفي هذا الإطار قال محمد جدري، المحلل الاقتصادي، إن مشاركة المغرب في استقبال هذا الحدث العالمي ستعود بالنفع على الاقتصاد الوطني بدرجة أساسية من خلال خلق كثير من الثروة ومجموعة من مناصب الشغل للشباب المغاربة، متحدثا ضمن تصريح عن انعكاسات إيجابية قبل التنظيم وإبانه وأيضا بعده.
وقال جدري إنه “قبل التنظيم سيتم تسريع تجهيز مجموعة من البنيات التحتية، كالطرق والفنادق والمطاعم، وهو ما سيخلق مجموعة من مناصب الشغل”.
وحسب المحلل ذاته فإنه إبان الحدث “سيكون هناك إشعاع عالمي للوجهة المغربية كوجهة سياحية بامتياز، إذ إن أنظار ملايير من سكان المعمور ستتجه للمملكة المغربية، ناهيك عن مجيء المشجعين والمشجعات”.
كما أشار المتحدث إلى أنه “بعد التنظيم ستكون هذه الوجهة معروفة، وستكون هناك مجموعة من البنيات التحتية التي ستسمح للمواطنين بولوج سلس لعدد من الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والثقافية والرياضية، وبالتالي المساهمة في تحقيق هدف الوصول إلى 26 مليون سائح في أفق 2030”.
من جانبه قال رشيد ساري، محلل اقتصادي، إن “قطاع الرياضة بالمغرب لا يساهم إلا بـ0.5 في المائة في الناتج الداخلي الخام، حسب آخر تقرير للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي”، موردا أن “فرصة تنظيم كأس العالم بعد سبع سنوات تطرح إيجابيات على المستوى القريب والمتوسط وأيضا البعيد”.
وأردف ساري ضمن تصريح بأنه “على المستوى القريب ستكون هناك على مدى سبع سنوات مجموعة من الأشغال من أجل تقوية البنية التحتية، ليس فقط في جانب الملاعب، بل أيضا الطرق والمؤهلات السياحية داخل البلد وقطاعات اقتصادية أخرى”، وزاد: “هذا العمل سيوفر انتعاشة لمجموعة من المقاولات التي تعمل خاصة في مجال الأشغال، وسيمكن كذلك من خلق مجموعة من فرص الشغل”.
أما على المستوى المتوسط فأشار المحلل الاقتصادي إلى أن المشاركة في تنظيم كأس العالم “فرصة سانحة لخلق الإشعاع للبلد”، وتابع: “إشعاع أي دولة بات يمر عبر الرياضة، وخاصة كرة القدم، وهو ما يتطلب تشجيع المجال الكروي من قبل الدولة، فمجموعة من التجارب داخل إسبانيا والمملكة العربية السعودية بينت كيف يوظف المال بشكل كبير في مجال كرة القدم لتحقيق الإشعاع”.
ولفت المتحدث إلى أن الحدث العالمي سيساهم في استقطاب مجموعة من السياح، “وهي فرصة لنتمكن من التعريف بخصوصيات المملكة، وعقد مجموعة من الندوات للتعريف بمؤهلات المغرب الاقتصادية في المجال الصناعي والفلاحي والسياحي وغيره”، مردفا: “هذه فرصة يجب أن نستغلها بشكل كبير، فمثلا دولة قطر حينما نظمت كأس العالم كانت بجانب هذا التنظيم مجموعة من الورشات والاجتماعات واللقاءات للتعريف بما تتوفر عليه البلاد”.
وخلص ساري إلى القول: “على المدى البعيد يجب أن نستغل هذه الفرصة بشكل كبير جدا لتسويق جيد لما نتوفر عليه من مؤهلات وطاقات. إذا لم يتم استغلال الفرص بشكل كبير ستكون كل الاستثمارات بدون جدوى”.
قد يهمك أيضا
سلطنة عُمان تهنئ المملكة المغربية والبرتغال وإسبانيا على فوزهم بتنظيم كأس العالم 2030