لندن ـ سليم كرم
استقال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، ليصبح الوزير الثالث الذي يستقيل في حكومة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، ويزيد عليها الضغوط بسبب مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ماي تصر على الاستمرار في منصبها
وأمضى جونسون الصباح متحصنًا في مقر إقامته الرسمية، وتصاعدت التكهنات بشأن مستقبل جونسون بعد فشله في الالتحاق بقمة غرب البلقان في لندن، و تعهدت ماي بالقتال ضد حجب الثقة، حيث طالبها النواب علانية بالتخلي عن منصب رئيس الوزراء.
و استقال ديفيد ديفيس، وزير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ لأنه شعر أنه لا يمكن الاستمرار في منصبه، كما أنه شعر بأن خطة ماي، التي كشفت النقاب عنها يوم الجمعة، بسيطة ومتساهلة للغاية مع الاتحاد الأوروبي.
وقال براندون لويس، رئيس حزب المحافظين، إن هناك إيجابية كبيرة لرئيسة الوزراء، من بين أعضاء مجلس النواب في أعقاب اجتماعها مع لجنة 1922، ويقول رئيس معسكر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، جيفري كلينتون براون، إن مؤيدي الخروج ليسوا متحدين، ويرحّبون باتفاق ماي الأخير.
دونالد تاسك يسنكر الاستقالات
و ينتظر الجميع رؤية الطريقة التي ستتصرف بها ماي، لحل المشكلة القائمة مع وزرائها,بخاصة بعد زيادة الضغوط عليها..
وأعرب رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، عن أسفه مما ييحدث في بريطانيا، قائلًا" يؤسفني أن فكرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم تستمر مع جونسون وديفيس."، مضيفًا "يأتي السياسيون ويذهبون ولكن المشاكل التي أوجدها الناس لا تزال قائمة".
وجاء في بيان صادر عن مكتب تيريزا ماي "قبلت رئيسة الوزراء بعد ظهر الإثنين استقالة بوريس جونسون من منصب وزير الخارجية. سيعلن قريبًا عن اسم من سيخلف, وتشكر رئيسة الوزراء بوريس على عمله".
ماي هددت بإقالة جونسون
ويبدو أن استقالة جونسون كانت متوقعة إلى حد كبير على ضوء خلافات حادة مع ماي التي أبدت حزمًا أكبر مع مؤيدي النهج "القاسي" لبريكست بعد موافقة حكومتها على المضي قدمًا في اقتراح إنشاء منطقة تجارة حرة مع بروكسل.
وأبلغت ماي كبار حلفائها أنها ستقيل وزير الخارجية بوريس جونسون إذا ما حاول تقويض الموقف التفاوضي بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي اتفق عليه مجلس الوزراء الجمعة الماضي.
جونسون يرفض التهاون مع الاتحاد الأوروبي
ويرى أنصار النهج "القاسي" لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبينهم جونسون أن تنفيذ مثل هذه الخطة سيبقي ارتباط بريطانيا بالاتحاد الأوروبي ويعطي ميزات للشركات العالمية على حساب المنتجين المحليين، وبعد محادثات ماراتونية لحكومتها في المقر الريفي لرؤساء الحكومات البريطانيين في تشيكرز، أعلنت ماي أن الاقتراح ينص على إنشاء "قواعد مشتركة للمنتجات الصناعية والزراعية".
وتابعت أن الوزراء اتفقوا كذلك على "نموذج جمركي جديد ملائم للأعمال التجارية" سيحافظ على المعايير المرتفعة لكنه سيتيح لبريطانيا "إبرام اتفاقات تجارية جديدة حول العالم" بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي في مارس/اذار 2019.
ويطالب وزير الخارجية المستقيل بخروج كامل من الاتحاد الجمركي الأوروبي حتى تعود بريطانيا قوة تجارية عالمية ولانجاز اتفاقات خالية من العوائق والتعقيدات.
وشدد في مقال سابق نشرته صحيفة "ديلي تلغراف" على أنه "حان الوقت ليس لكي نصبح أوروبيين بنسبة أقل، يمكننا انجاز اتفاق تجاري مهم مع الاتحاد الأوروبي يكون مفيدا للطرفين، بل لنعود حقا من جديد لاعبين عالميين".
و اعتبر أنه حان الوقت لانجاز اتفاقات مع "دول ديناميكية" في أميركا اللاتينية مثل تشيلي والبيرو والأرجنتين التي زارها قبل اسابيع خلال جولته اللاتينية، وتابع "لكن شركاءنا في أميركا اللاتينية موقفهم واضح: لكي ينجح الأمر علينا أن نخرج بالكامل من الاتحاد الجمركي للتكتل الأوروبي".
وأكّد جونسون "إذا أردنا أن نكون شركاء تجاريين فاعلين، كما تقول رئيسة الوزراء، علينا أن نستعيد السيطرة على رسومنا الجمركية وإنجاز اتفاقات خالية من العوائق والتعقيدات".