الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي

لندن - سليم كرم

ظهرت أكثر الأفكار تألقا لـ"أنفر هوكسا"، ديكتاتور ألبانيا الصغيرة، في فترة الستينات، وذلك أثناء تحالفه مع الرئيس ماو، إذ تفاخر بنفوذ بلاده الدولي، حيث قال إنّ تعداد سكان بلاده بجانب الصينيين يشكّل تعداد ربع سكان العالم، وتتشابه حالة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، والاتحاد الأوربي الحالة الألبانية، لأن الأخير يعتقد بأنه يسيطر بقوتته غير العادية على أوروبا، وبالتأكيد هذا نوع من الوهم.

الاتحاد الأوروبي ليس قويا
وتجتمع ماي مع مجلس وزرائها الجمعة المقبلة لتحديد طبيعة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والموافقة على الورقة البيضاء، التي يجب أن تتجنبها لأنها تعني خروج بريطانيا دون صفقة.

ولا يزال هناك انطباع لدى الكثير من الطبقة السياسية البريطانية، بأن الاتحاد الأوروبي منظمة قوية وثابتة ومستقرة، وهذا يحافظ على فكرة أنه إذا خرجت المملكة المتحدة بأكملها من الاتحاد الأوروبي، ما الذي سيفعله 17.4 ملايين شخص صوتوا للمغادرة في استفتاء عام 2016، مع هؤلاء السياسيين، وكذلك موقف السياسيين من الخراب والعزلة التي قد تحل بالمملكة المتحدة لمغادرتها الكتلة القوية.

ولا يجب أن لا يكون لأفكار هوكسا أي مكان في أي خطاب سياسي عقلاني، لأنه يعني أنه على بريطانيا اتباع قواعد الاتحاد الأوروبي، بدلا من تحديد طريقها الخاص في العالم، إنها النهاية الخافتة لما يسمى بمشروع الخوف.

ولا تحتاج ماي إلى استرضاء الاتحاد الأوروبي، ويجب على حكومتها أن تكون ذكية بما فيه الكفاية، وأن تلاحظ ما يكفي من مبادئ الديمقراطية، فالاتحاد الأوروبي مؤسسة ضعيفة غير قادرة على إلقاء ثقلها مع بريطانيا أو أي دولة أخرى، رغم الفائض التجاري بين البلدين.

دلائل على ضعف الكتلة الأوروبية
وساعدت ماي، في الأسبوع الماضي، المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، لتتمكن من حل أزمة الهجرة، بترتيبات غير واقعية، ولكن لمجرد إنقاذ دولة قائدة في الاتحاد الأوربي الذي يدعي القوة، حيث نص على معالجة مراكز الهجرة في ليبيا، وتقديم الدعم للدولة الشمال أفريقية؛ للحد من المهاجرين، وفي المقابل، بدأت دول أوروبية تتساءل عن طريقة تنفيذ هذا المشروع، ومن بينها إيطاليا وحكومتها الجديدة المناهضة بشدة للهجرة، ومن المؤكد أن روما لديها القدرة على تقويض مستقبل منطقة اليورو، وكذلك أن النمسا والمجر، بجانب أن اليونان لا تزال غير مستقرة.
وتتوقع الحكومة الانتهازية اليسارية في إسبانيا، الحاصلة على دعم نقدي للمساعدة في حل مشكلة البطالة المستوطنة في بلدها من الاتحاد الأوروبي "القوي"، ولكن ذلك لن يحدث، وكذلك محاولات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بدعم ميركل، كل هذه الإخفاقات تذكر البريطانيين بأن قرار التصويت بترك الاتحاد الأوربي كان صحيحًا، ولا ينبغي حتى التفكير في المساومة عليه، وبالتالي يجب أن تكون السياسة الداخلية للحكومة أكثر قوة.

تزاد المؤسسة التي تريد بريطانيا تركها ضعفًا، ولا يوجد أي معنى سياسي للرضوخ لمطالبها، ولا ينبغي لماي محاولة التوصل لحل وسط، لأنها عليها أن تدير حكومتها وحزبها بكل القوة، وأيضًا على الحزب تحقيق إرادة الشعب.

الحدود الأيرلندية أداة لتهديد بريطانيا
ويؤكد العديد من نواب حزب المحافظين أن بريطانيا ليس لديها ما تخشاه من مغادرة الاتحاد الأوروبي، لأنها ستتحرك بحرية أكبر مع بقية العالم.

وليست وظيفة وزراء الحكومة، سواء كانوا من كبار رجال الخزتنة، منع رغبة الشعب البريطاني التي يريد أن تصبح حقيقة، مهما أختلفوا معهم، وإذا كان أي شخص يخشى من عدم التوصل إلى أي صفقة إمكانية أن يؤدي ذلك إلى الخراب الاقتصادي، فدعهم يتذكرون أن الشركات الخاصة تعمل بشكل أفضل دون رقابة غير ضرورية من الحكومات أو البيروقراطيات المركزية، ولذلك فهي فرصة أن تثبت بريطانيا نفسها، وسيكون وفقا لقواعد منظمة التجارة العالمية، وبالنسبة إلى الحدود الأيرلندية، ستعيد بروكسل فرضها دون رغبة البريطانيين، ولذلك يجب على الأيرلنديين التعامل مع ميشال بارنيه، وليس مع بريطانيا، إنها خدعة قديمة للحكومات، حيث التحذر من التنازلات لتبقي شروطها القاسية.

وإذا تمكنت ماي من إتمام كل ما سبق، فإنها ستحظى باحترام الأغلبية الديمقراطية، وستكون أيضًا على دراية ومعرفة بما تقوم به.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مجلس الشيوخ الأميركي يمرّر مشروع التمويل المؤقت للحكومة ويتجنب…
إغلاق مطار قازان في روسيا وأوكرانيا تعلن إسقاط عشرات…
هجوم على سوق الميلاد في ألمانيا يحصد عشرات القتلى…
الملك محمد السادس يُوجه رسالة إلى المشاركين في المنـاظرة…
تجددت الاشتباكات بين القوى الأمنية الفلسطينية ومسلحين من كتيبة…

اخر الاخبار

الأردن يؤكد ضرورة دعم سوريا بدون تدخلات خارجية ويدين…
حزب التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة المغربية بالكشف عن مَبالغُ…
إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في "جاني…
هبة مجدي تكشف أسباب مشاركتها في الجزء الخامس من…
بشرى تكشف عن أمنياتها الفنية في المرحلة المقبلة
الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

هوكشتاين متفائل باتفاق قريب في لبنان وميقاتي يدعو للضغط…
الأمم المتحدة تحذّر من تصاعد العنف في السودان واتهامات…
الانفجارات تهزّ كييف ورفع حالة التأهب الجوي في أوكرانيا…
القوات الأميركية تنفذ غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية في…
ترمب يعلن تشكيل إدارته الجديدة ويختار ماسك للكفاءة الحكومية…