الدار البيضاء - جميلة عمر
دخل نقيب المحامين في الدار البيضاء، حسن بيراوين، في بلاغ له، الجمعة، على خط محاكمة بوعشرين وما تعرفه مؤخرًا القضية من تصريحات صحافية على إثر بث الفيديوهات الجنسية في جلسات المحاكمة السرية، أن" بعض المحامين من هذا الجانب أو ذاك حادوا عن جادة الصواب وفقدوا الهدوء والتبصر الذين يتحلى بهما المحامي وجوبًا، وهو يؤدي واجبه المهني وفقًا لما يمليه عليه قسم المهنة وقواعدها".
وأضاف بيراوين "مما يزيد الأمر استفحالًا في الخطورة، أن بعض هؤلاء داسوا بأقدامهم بذلة المحاماة، وهي بذلة الرمز، حينما يتراشقون، فيما بينهم، بألفاظ بذيئة وإيماءات حقيرة تتنافى وضوابط المهنة، بل أبسط قواعد الأدب والأخلاق"، متابعًا أن بعض هؤلاء لم يعودوا يستحضرون أن أوامر النقيب يجب الامتثال له دون التهرب تحت ذريعة عدم خضوعه لسلطة النقيب بهيئة الدار البيضاء"، موضحًا "والأنكى من كل هذا وذاك، أن من بين هؤلاء المحامين من يحمل ألقابًا مهنية مشرفة، وكان من المفروض أن يكونوا قدوة للآخرين، وأنه مع الأسف، فإن العكس هو الذي حدث إذ أججوا مسار الملف بتصريحات مخجلة يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان".
وأوضح نقيب هيئة البيضاء بصفته كمسؤول أول على قطاع المحاماة في الدائرة التي تجرى فيها المحاكمة، أنه "يرفض بكل قوة أي تجاوز للمؤسسات، وأي خرق للقانون أي مساس كيفما كان نوعه"، مبرزًا أن "الهيئة تتحمل كل مسؤولياتها غير المنقوصة لفرض الاحترام الواجب على المحامين تجاه موكليهم، وإزاء المؤسسات المهنية والقضائية، وأيضًا تجاه الرأي العام الذي بدوره عن استيائه الكبير لما يسمعه أو يشاهده أو يقرأه من استعمال ألفاظ مخلة بالحياء، وإيماءات تخدش الأخلاق".
وجاء في بلاغ أن النقيب "أدرج من بين نقط جدول أعمال اجتماع المجلس المنعقد بتاريخ 24 مايو، نقطة تتعلق بالظروف والملابسات التي تجري فيها المحاكمة المعروفة بقضية توفيق بوعشرين".
ويعد مناقشة مستفيضة، يضيف بلاغ النقيب من مجلس الهيئة ومداولاته واستحضار واجب المسؤولية، قرر هذا الأخير، إصدار بيان يوجهه إلى كل من يهمه الأمر، وخاصة إلى بعض أعضاء هيئة الدفاع من المحامين الذين ينوبون عن الأطراف المدنية والذين يؤازرون المتهم، كما أن الموقف الذي اتخذه مجلس الهيئة موقف مسؤول املته عليه رسالة المحاماة ومبادئ الكرامة والشرف واللياقة، وما تقتضيه الأخلاق الحميدة وأعراف المهنة وتقاليدها، وفرضته عليه المسؤولية التاريخية.