الدار البيضاء - جميلة عمر
من المنتظر أن تحمل الذكرى الــ 13 للأحداث الدموية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء يوم 16 مايو/أيار 2003 تطورات تتعلق بإعدام "عاشق ذبح الأبرياء" المجرم يوسف فكري. فبعد قرار تنسيقيات السلفية الجهادية بتنظيم وقفات احتجاجية أمام مساجد المملكة المغربية خلال هذا اليوم المأساوي الذي عرفه شهدته مدينة الدار البيضاء خلال 13 سنة الماضي، خرج أمير الدم ، أخطر ارهابي عرفه المغرب ليوجه رسالة إلى وزارة العدل يطلب فيها التعجيل بإعدامه.
وحسب مصدر من وزارة العدل ، أن يوسف فكري الملقب بأمير الدم" أخطر الإرهابيين في المغرب والمدان بعقوبة الإعدام، وجه رسالته من السجن المركزي في آسفي، يطالب وزارة العدل بالتعجيل في تنفيذ العقوبة بوضع حد لحياته. ولم تكن المرة الأولى التي أرسل فيها أمير الدم بمثل هذه الرسالة والمطالبة بإعدامه.
ولم يشرح أمير الدم من خلال رسالته أسباب مطالبته بالإعدام، بل اقتصر على طلب التعجيل بذلك، إذ قال في رسالته : " أنا المسمى يوسف فكري، مع علمي انه لن تموت نفس إلا في أجلها، ولكن أخدا بالأسباب أطالبكم بتعجيل هذه العقوبة".
وجاءت هذه المطالبة كمحاولة استفزاز الدولة ، مع العلم هو يعلم أن هناك قوانين ومساطر، واتفاقيات دولية وغيرها مما يؤطر عمل الدولة وقراراتها التي تبقى سيدة عليها، كما أن وزير العدل ليس من اختصاصه هو الآخر تسريع تنفيذ الحكم أو إبطاؤه، وأن " فكري" يحاول ممارسة الضغط، لعلمه المسبق أن هناك أحكامًا مماثلة علق تنفيذها منذ 1993
ووصف يوسف فكري بأمير الدم، لعشقه الكبير ذبح الأبرياء دون سبب، ولضلوعه في جرائم إرهابية حتى قبل أحداث 16 ماي في البيضاء. في حين أوقفت المصالح الأمنية فكري، ذهل الرأي العام لبشاعة جرائمه الإرهابية، وحين توالت الأبحاث معه صدم مرة أخرى، فلم يسلم من القتل حتى أقرب المقربين منه. لم يجتز فكري المستوى الثالث من التعليم الإعدادي حين بدأ يفتي في الدين الاسلامي، بل يتذكر المتتبعون لمحاكمته جبروته وتطاوله أمام هيأة المحكمة حتى اضطرت، أكثر من مرة ، إلى طرده من القاعة المحكمة، ولحظة إصدار الحكم كبر ثم اختفى عن الأنظار.
ويصنف فكري الأكثر اقترافا لجرائم بشعة في صفوف المتطرفين في المغرب، إذ تعددت جرائمه واختلفت بشاعتها، ورغم ذلك كان يتفاخر بها بين أتباعه، إذ اعترف بجرائمه أمام هيأة المحكمة ولم ينكرها، وصرح أنه اقترفها، بدءا من مدينة اليوسفية ووصولا إلى طنجة بدعوى محاربة الطاغوت حتى أنه لم يكن ينتهي من جريمة حتى يشرع في التخطيط لأخرى، ولم يسلم من يده حتى عمه. خطط فكري بكل إتقان للنيل من عمه بدعوى خيانته لزوجته، ففي سنة 1998 تسلل يوسف فكري ليلا إلى دار عمه بمدينة اليوسفية، حيث ولد، رفقة أحد أتباعه وعلى وجهيهما جوارب نسائية شفافة لإخفاء معالمهما، واقتحما المنزل حيث كان العم في جلسة حميمية رفقة عشيقته يشربان النبيذ ويستمعان إلى الموسيقى، فكبلاه ووجها إليه طعنات قاتلة بالسكين
وتظاهر فكري بالحزن أمام المعزين في مقتل عمه، بل تلقى التعازي وشيع جنازة عمه، إلا أنه أجبر المشيعين على عدم الصلاة على الجنازة باعتبار أن عمه كان فاسقا وكافرا. وعندما بدأت الشكوك تحوم حوله فر من اليوسفية إلى الدار البيضاء. وهناك تولى إمارة جماعة التكفير والهجرة، ورافقه في رحلته يوسف عداد الذي نفذ معه عددا من الاعتداءات باليوسفية، ثم تعرفا على عبد الملك بويزكارن المتورط في عمليات الدار البيضاء. وشكل الثلاثي محورا خطيرا في تنظيم التكفير والهجرة، إذ اقترفوا عددا من الجرائم الشنيعة والاعتداءات، قبل عودة أميرهم فكري إلى مسقط رأسه باليوسفية
اكترى أفراد الخية باليوسفية منزلا وشرعوا في التخطيط لتصفية شخص اتهموه بالشذوذ الجنسي، وهو عامل بالمكتب الشريف للفوسفاط، إذ اتجه فكري رفقة أتباعه إلى منزل الضحية، وبعد أن فتح الباب هاجموه، فطعنه عبد الملك بويزكارن طعنة مميتة. وكانوا ينوون تصفية الشخص الذي يقطن معه كذلك لولا غيابه لحظة القيام بفعلتهم
وبعد تنفيذ جريمتهم غادروا اليوسفية متجهين إلى الناظور لاقتراف جريمة أخرى. وكان الضحية رفيقا سابقا لهم حل بالمدينة من أجل العمل، فاعتقد الأمير أن تصرفاته تتنافى مع المبادئ الإسلامية وأمر بتصفيته، إذ تم ذبحه وتقطيع جثته قبل التخلص منها في أماكن مختلفة.
وبعد توقيف نشاطهم لمدة سبعة أشهر، توجه فكري رفقة يوسف عداد إلى تازة وشفشاون، ثم سلا وأخيرا حلا في مدينة الدار البيضاء. وهناك كان اللقاء من جديد بعبد الملك بويزكارن، وفي آواخر سنة 2001 خرج الثلاثة بصحبة رابع لتصيد المومسات بشارع محمد الخامس بعد أن سرقوا سيارة لاستعمالها، فتوقفوا عند إحدى الزوايا في انتظار ضحيتهم. وحين خرج عبد العزيز أسدي من المطعم اتجهوا نحوه وأمروه باصطحابهم لكنه رفض، فاختطفوه رفقة شابتين خرجتا بدورهما من المطعم. وأجبروهم على الركوب بالسيارة المسروقة وقادوهم إلى ساحة فارغة فأشبعوا الشابتين ضربا قبل إخلاء سبيلهما، وقرر يوسف فكري قتل الضحية، فاستل سكينا بنفسه لنيل أجر تصفيته كما زعم، وذبحه من الوريد إلى الوريد ورمى الجثة ببئر مهجور