بروكسل ـ عادل سلامه
تتعرض مصداقية مشروع بروكسل لإعادة المهاجرين الأفارقة في ليبيا إلى بلادهم للخطر، بعد إدعاءات عدم القدرة على الوفاء بوعودهم، ويهدف مشروع الاتحاد الأوروبي التطوعي المساعد إلى إقناع الآف المهاجرين في ليبيا إلى العودة إلى جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا بدلا من محاولة عبور البحر المتوسط وصولا إلى أوروبا، وهاجم بعض الغوغاء من العائدين المسؤولين مديري المشروع، حيث اتهموهم بعدم الوفاء بتعهداتهم بتوفير حزم الضمانات والتدريبات في حال عودتهم إلى بلادهم.
وتوجهت الشرطة في بانغول عاصمة غامبيا إلى المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة والتي تدير مشروع العودة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، بعد بلاغ يفيد بإلقاء الحجارة عليها من قبل بعض المتظاهرين، منذ ستة أسابيع.
ويدعي المهاجرين في ليبيا أنه تم إخبارهم بحصولهم على مبلغ 2600 جنيه استرليني عند العودة إلى بلادهم؛ لمساعدتهم في بدء عمل جديد، وما حصلوا عليه فقط مبلغ 50 جنيها كمحفظة أموال للطوارئ أثناء العودة.
ومقارنة بوضع المهاجرين غير الشرعين في الممكلة المتحدة، في حال قرروا العودة إلى بلادهم بموجب برنامج مماثل يحصلون على مبلغ 2000 جنيه استرليني، أما في ألمانيا 4400 جنيه استرليني.
وعلى الرغم من عودة 2300 مهاجر إلى غامبيا منذ بدء المشروع في مطلع العام الماضي، تم توفير 300 مكان فقط لبرامج التدريب على العمل، ولكن لم تبدأ أي منها حتى الآن، ومع ذلك، هناك مخاوف من عدم وجود مصادر أو قوة لتوفير تدريبات أعمال مناسبة في 23 دولة أفريقية مشاركة في المشروع.
ويتوجه تمويل التدريبات إلى الحكومات والداعمين المحليين لهذه الدول في المنطقة، وفي الغالب عليهم الاستثمار في هذه البرامج بحذر، وسط عدم وجود خبرة كافية لجعل هذه البرامج ذات فاعلية، ومعاناتها بالفعل من نسبة البطالة المرتفعة.
وفي هذا السياق، قال مامودو إدريسي نيجي، من شبكة التعاون العالمية للشباب" يرى العائدين إلى البلاد هذا المشروع عديم القيمة، حيث لم يحظوا على الدعم المتوقع، ويقولون ذلك للمواطنين الآخرين في غامبيا، والذين يتخذون قرار احتمالية محاولة العودة إلى أوروبا بعد ذلك".
ويقول مصطفى صلاح، أحد العائدين وفقا لهذا المشروع، إنه تم إخبارهم بأن لهم الحق بالالتحاق بتدريبات الوظائف، على الرغم من عدم دخول البرنامج حيز التفيذ في تلك المرحلة، وأضاف "أخبرونا أن هناك حزم بانتظارنا، ولكن هذه المعلومات كانت خاطئة، أعتقد أنها كانت لمجرد إقناعنا بالعودة".
وتقدر منظمة الهجرة وجود نحو مليون مهاجر الآن في ليبيا، معظمهم من منطقة الصحراء الجنوبية، وهناك ضغط لعودتهم بعد انتشار فيديو في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لسوق "العبيد" حيث تم بيع النيجيريين للعمل كمزارعين مقابل 400 دولار أميركي للفرد.
ويشكل النيجيريين أكبر مجموعة بين المهاجرين الأفارقة المتجهين إلى ليبيا، وهم يحاولن العبور من هناك إلى إيطاليا من خلال البحر، وأعادت نيجيريا، السبت المئات من مواطنيها إلى البلاد، بعد وعد وزير الخارجية باحتواء كافة الراغبين في العودة.
ويحصل العائدين على رحلات مجانية للعودة إلى بلادهم، وفقا للبرنامج الأوروبي، ولكن هناك فرق شاسع بين العائدين من ليبيا ودول الاتحاد الأوروبي، فيما يخص المبالغ التي يحصلون عليها مقابل العودة.
وفي إشارة إلى الهجوم على مبنى منظمة الهجرة في غامبيا، قال المتحدث باسم المنظمة، باول ديلسون "إنه تم التوضيح مقدما للمهاجرين العائدين إلى البلاد أنهم سيحصلون على مبلغ 50 جنيه استرليني على المدى القصير، ولكن انتشرت الشائعات على شبكات التواصل الاجتماعي بين المهاجرين، بأنهم سيحصلون على بدلات مماثلة للعائدين من أوروبا".