لندن ـ سليم كرم
حذّر ميشال بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، مِن أنه يتعين على المملكة المتحدة الموافقة على خُطة دعم لحدود أيرلندا الشمالية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كمسألة ملحة، وفي حديثه بعد جولة المفاوضات الأخيرة قال بارنييه إنه دون خطة مفصلة "لن يكون هناك اتفاق".
وتتعلق النقطة الشائكة بما يجب أن يحدث لحدود أيرلندا الشمالية إذا لم تتمكن المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي من الوصول إلى صفقة تجارية من شأنها أن ترسم حدود مفتوحة، وفي حديثه إلى جانب دومينيك راب، وزير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قال السيد بارنييه "يجب أن يكون لدينا حل دعم تفصيلي، والذي يعمل بشكل قانوني، في اتفاقية الانسحاب، رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، التزمت بهذا، كما فعل جميع قادة مؤسسة الاتحاد الأوروبي، البرلمان على سبيل المثال"، مضيفا "إنها مسألة ملحة.. علينا أن نعمل على صياغة مساندة تشغيلية، هذا الدعم هو أمر بالغ الأهمية، إنه ضروري لإبرام المفاوضات ودونه لن يكون هناك اتفاق".
وقال بارنييه إنه طلب من المملكة المتحدة توفير البيانات الفنية اللازمة للتخطيط لكيفية عمل الضوابط الجمركية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقال السيد راب إن المملكة المتحدة "ملتزمة" بالموافقة على الخطة، وأضاف "يجب أن تكون الحلول قابلة للتطبيق، يجب أن تكون قابلة للتطبيق للمجتمعات التي تعيش في أيرلندا الشمالية وتعيش في جمهورية أيرلندا، حيث الأشخاص المتأثرين في حياتهم اليومية من خلال ما نتفاوض أنا مع ميشيل نيابة عن الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في الوقت الحالي".
واقترح الاتحاد الأوروبي خطة الدعم التي من شأنها أن تجعل أيرلندا الشمالية مشاركة في الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة، وبالتالي إزالة الحاجة إلى التدقيق على الحدود، لكن حكومة المملكة المتحدة تقول إن أي ترتيب يمنح المنطقة وضعا مختلفا عن بقية البلاد غير مقبول، وبدلا من ذلك، اقترح الوزراء "ترتيبا جمركيا" من شأنه أن يرى أن المملكة المتحدة بأكملها تعتمد التعريفات نفسها التي يتبعها الاتحاد الأوروبي لفترة زمنية محددة إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق طويل الأجل، لكن بروكسل قالت إن هذا يعد "اختيارا للكرز"، وأوضحت أنه لن يقبل مساندة محدودة.
وأصبحت القضية واحدة من النقاط الشائكة الرئيسية خلال المفاوضات، فهناك حاجة إلى اتفاق بحلول أكتوبر/ تشرين الأول، لضمان حصول البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء على ما يكفي من الوقت للتصديق عليه قبل مغادرة المملكة المتحدة للكتلة في مارس/ آذار المقبل.
ورغم المخاوف من نفاد الوقت قال بارنييه إنه واثق من أنه يمكن التوصل إلى اتفاق بحلول الموعد النهائي ووعد بـ"شراكة لم يسبق لها مثيل" مع المملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقال "لدينا كما أعتقد كل طوب البناء الضروري لبناء علاقة وثيقة وفعالة بين الاتحاد والمملكة المتحدة على سلسلة من الموضوعات التي تعدّ مهمة للغاية بالنسبة إلى المواطنين، أسبوعا بعد أسبوع وخطوة خطوة، نزيل الخلاف.. أنا مصمم على أننا سنجد اتفاقا على انسحاب منظم أفضل بكثير من العكس، أنا ودومينيك نعتقد بأنه من الممكن الوصول إلى ذلك في أكتوبر/ تشرين الأول".
وأعرب السيد راب عن ثقته في قدرة المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على التوفيق بين خلافاتهما، وقال "ملتزمون بحل الاتفاق بحلول أكتوبر/ تشرين الأول، وفي نهاية المطاف، أنا متفائل بشدة بأن الصفقة في متناول أيدينا".