الرباط - رشيدة لملاحي
تحوّل حفل تأبين الزعيم السابق لـ"حزب الاستقلال" الراحل محمد بوستة، في مسرح محمد الخامس في الرباط، إلى مكان لتبادل الرسائل المشفرة، حيث رفع أنصار الامين العام للحزب حميد شباط، شعارات تُمجده وتطالب ببقائه على رأس حزب "الميزان".
وعرف الحفل التأبيني برودة على مستوى العلاقات بين القيادات الاستقلالية، حيث جلس الأمين العام حميد شباط رفقة بعض الوزراء وشخصيات في الجهة اليمنى للمسرح، في حين ظهر كل من نزار بركة المرشح بقوة لخلافة حميد شباط في الجهة اليسرى إلى جانب معارضي زعيم حزب الاستقلال شباط، بزعماعة القيادي حمدي ولد الرشيد وكريم غلاب وعبد الصمد قيوح وياسمنة بادو ونعيمة الرباع.
وحضر الحفل كل من الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" عبد الإله ابن كيران والأمين العام لحزب "التقدم والاشتراكية" نبيل بنعبد الله، والوزيرة شرفات أفيلال والوزير السابق مصطفى الخلفي والوزير السابق خالد الناصري والقياي الاتحادي محمد اليازغي والزعيم السياسي اليساري محمد ابن سعيد ايت ايدر.
يُشار إلى أن الراحل محمد بوستة وزير الخارجية والأمين العام السابق، توفي بعد صراع مع المرض، وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس، تكفل بعلاج الراحل بوستة بعد زيارته له في المستشفى العسكري في الرباط، لتفقد حالته الصحية.
وكان الراحل محمد بوستة، الذي يعتبر أحد حكماء حزب الاستقلال،عمل برفقة العاهل المغربي الملك محمد السادس في عهد الراحل الحسن الثاني كوزير للخارجية، وكان الملك محمد السادس في تلك الفترة وليًا للعهد.
وفيما يلي نبذة مختصرة عن مشوار الزعيم السياسي الراحل محمد بوستة:
ولد الراحل محمد بوستة، عام 1925 في مدينة مراكش، درس المرحلة الابتدائية والثانوية في مراكش، وأكمل دراسته الجامعية في جامعة السوربون الفرنسية في تخصص القانون والفلسفة.
فتح عام 1950 مكتبا للمحاماة في الدار البيضاء، وأصبح فيما بعد نقيبا للمحامين، وتخرج من مكتبه محامون مشهورون منهم رئيس الوزراء السابق عباس الفاسي، وشغل مناصب مختلفة منذ فجر الاستقلال، فعمل وكيلا في الشؤون الخارجية في حكومة أحمد بلفريج عام 1958، ووزيرا للوظيفة العمومية والإصلاح الإداري عام 1961
كان نقيبا للمحامين، وشغل منصب وزير الخارجية في حكومة أحمد عصمان، لكنه قدم اسقالته منها عام 1963 مع علال الفاسي ومحمد الدويري، وعاد لوزارة الخارجية في الفترة 1977-1983، وعينه اجلالة لملك محمد السادس عام 2000 رئيسا للجنة الملكية لإصلاح مدونة الأسرة.
انخرط مبكرًا في العمل الوطني وهو تلميذ، وكان من بين المؤسسين لحزب الاستقلال، وأصبح عضو المكتب التنفيذي للحزب عام 1963، وبعد وفاة الزعيم التاريخي للحزب علال الفاسي عام 1972، قرر المؤتمر التاسع للحزب إعادة العمل بمنصب الأمانة العامة، وتمَّ انتخاب محمد بوستة بالإجماع أمينا عاما للحزب، وبقي كذلك لغاية المؤتمر الثالث عشر في شباط/فبراير 1998 ليخلفه عباس الفاسي، ولقب بالحكيم الصامت.
وبرز اسمه للمرة الأولى ضمن التشكيلة الحكومية لأحمد بلفريج، عام 1958 كوكيل في الشؤون الخارجية، جاب أغلب دول العالم لشرح تطورات ملف الصحراء، ولحشد الدعم للقضية الوطنية التي شغلته، وطرح تأسيس مجلس استشاري موحد بين المغرب والجزائر وتونس لتقوية العلاقات بين هذه البلدان.