الرباط- رشيدة لملاحي
كشف رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، إمكانية احتضان جهة فاس مكناس لمنطقة متخصصة في صناعة الطيران، وأكد في كلمة ألقاها أمام منتخبي ومكونات المجتمع المدني ومسؤولين إداريين محليين، على هامش زيارته لجهة فاس مكناس، أنه في إطار مابُرمج لفائدة الجهة هو إحداث منطقة صناعية في مجال الطيران، موضحًا أن “هناك تفكيرًا في إحداثها في جهة فاس مكناس، وأنه بدأ التنسيق بين وزارةالصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي وبين قطاع التعليم العالي وبين الجهة”.
وتمنى رئيس الحكومة أن ينجح هذا المشروع، على اعتبار أن العقار متوفر لاحتضان هذه المنطقة الصناعية، وأيضًا لتشييد مؤسسة لتكوين الأطر والكفاءات في مجال صناعة الطيران، "وجميع الجهات المعنية بهذا المشروع ستعمل على تسريعه وإقناع المستثمرين بالاستثمار في الجهة، إذ لابد من تحفيزات، ومن مفاوضات لجلب المستثمر إلى المناطق التي نريد، وهذا”، يضيف “يحتاج منا بذل جهود يومية وإجراء نقاشات ومحاولات، وأتمنى أن ينجح مشروع المنطقة الصناعية، دون إغفال الأولويات الأخرى للمنطقة والحاجيات، سواء تلك التي تهم الجهة ككل، أو تهم بعض الأقاليم والجماعات الترابية والدواوير الموجودة بها”.
وفي هذا الصدد، شدد العثماني على ضرورة بلورة مختلف الأفكار التي ستنبثق عن هذه الزيارة، خصوصًا تلك الواردة في مخطط التنمية الجهوية، “في إطار برنامج تعاقدي واضح، بين الجهة والإدارة المركزية، تحدد فيه المسؤوليات والآجال والتمويل والبرامج والمشاريع، وكذا تعتمد من خلاله آليات مراقبة واضحة تربط المسؤولية بالمحاسبة، ومن أجل ذلك، نعمل على تطوير آلية للتعاقد بين الجهات وبين السلطات المركزية في القريب العاجل”.
وأشار رئيس الحكومة إلى وجود حاجيات آنية، ومسائل مستعجلة من الضروري الوقوف عندها، خاصة مع وجود أقاليم تعيش ظروفًا صعبة، وتضاريس وعرة وتشكو تأخرًا نسبيًا في مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأقاليم وجماعات أقل تنمية من غيرها، وهي أمور تحتاج إلى معالجة، في أفق تحقيق تقارب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بين مختلف الأقطاب والمناطق الموجودة داخل الجهة.
إلى ذلك، وجه رئيس الحكومة بضرور وجود جهود كبيرة بذلتها الدولة على مستوى الجهة وأقاليمها، ولو أن هذه الجهود لا تواكب دائمًا التطورات والتحولات الجارية، بالرغم من ذلك، أكد رئيس الحكومة “على ضرورة تبني خطاب منصف معتدل سواء كنا مسؤولين أو غير ذلك، أو كنا في الأغلبية أو في المعارضة، علينا الاعتراف بالأمور الإيجابية وانتقاد النقائص أو التأخر أو جوانب الضعف باعتدال، لأن الخطاب المعتدل يكون دائمًا بناء سواء كنا هنا أو هناك”.
ويقول رئيس الحكومة الذي لاحظ أن جهة فاس مكناس تتوفر على مخططها التنموي، وكذا مخططها الجهوي لإعداد التراب، وبعد أن استحضر المؤهلات التاريخية والتراثية والسياسية والاقتصادية لجهة فاس مكناس، أوضح أن الهدف من الزيارة هو تحقيق الإنصات المباشر والعمل على تطوير البرامج الموجودة، إذ رغم الجهود الكثيرة التي بذلت وتبذل والمشاريع العديدة التي برمجت، “يبدو أنه في بعض المناطق بالذات، تبقى هذه الجهود غير كافية، ونهدف من خلال هذه الزيارة الوقوف على الملامح والنقاط التي يجب الانتباه إليها”، مؤكدًا أن “جميع أعضاء حكومته وكافة المسؤولين في الإدارات المركزية يشتغلون بجد ويبذلون جهدهم، وكثير منهم يتفانون في عملهم لتحقيق الأهداف المرجوة. ومن خلال مثل هذه الزيارات، نتعرف إن وقع أي خطأ أو تقصير، أو تم التركيز على مجال تنموي دون آخر، ومن جانبكم عليكم أنتبهوننا إلى ذلك، فالمسؤولية بيننا اليوم جماعية، علمًا أن للحكومة مسؤولية، وقد تكون الأكبر، ونحن لا نتهرب منها، لكن اليد الواحدة لا تصفق، وإذا كان هناك تعاونًا جماعيًا وإنصاتًا وتنبيهًا مشتركًا، سيعم الخير على الجهة وعلى مختلف مناطقها، فمسؤوليتنا جميعًا يجب أن تركز على خدمة المواطنات والمواطنين”.