مدريد - لينا العاصي
أعلن قاضٍ إسباني بأنه تمَّ إلقاء القبض على أحد الإرهابيين المشتبه بهم في التخطيط لعملية طعن جماعي فى جزيرة "مايوركا" في إسبانيا،على غرار ما حدث في "سوق بورو" في لندن. ويُقال أن عبد القادر محمودي المغربي قد مٌنع من تنفيذ خطة لطعن مواطنين في الساحة المركزية في مدينة "أنكا"، وهي ثالث أكبر مدينة في مايوركا.
وتعتقد السلطات الاسبانية أن واحدًا من بين أربعة إرهابيين مشتبه بهم، قال إن رجل الدين طارق تشادليوي، الذي يعيش في بريطانيا، هو الذي جنّده في مايوركا. وقال قاض إسباني إن عملية القبض أوقفت مخطط عملية طعن المواطنين التي كانت ستكون بنفس الطريقة التي ذبح بها الإرهابيون المواطنين في لندن في 3 يونيو/حزيران الماضي. وتشتهر مدينة أنكا بتدفق السياح اليها حيث مصانع الجلود الشهيرة وسوقها الأسبوعي.
وقال القاضي سانتياغو بيدرازا، المقيم في مدريد، والذي أودع محمودي و ثلاثة رجال آخرين السجن، بعد استجوابهم فى التحقيق: "لقد كشف عبد القادر محمودي عن نيته في أن يصبح شهيدا، وأشار الى أنه خطط لأعمال عنف منها تنفيذ مذبحة وطعن المارة في الساحة المركزية فى مدينة إنكا حيث يوجد مجلس البلدية". ولم يقدم القاضي مزيدا من التفاصيل حول الهجوم المخطط له، في حكمه المكون من أربع صفحات حول سبب إرسال المقبوض عليهم، في مايوركا يوم الأربعاء، إلى السجن. وذكر أيضًا إنه "يُشتبه في أنهم أعضاء فى مجموعة اسسها تشادليوي، (44 سنة)، تُقدم الدعم للتنظيم الإرهابي "داعش" عن طريق تحسين أسلوب الدعاية والقيام بعمليات غسيل دماغ للأعضاء الجدد".
وقبُض على إمام المسجد الذي كان يذهب إليه أحد المسلحين الذين شاركوا في قتل 89 شخصا في مسرح "باتاكلان" في باريس في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، في منزله في "برمنغهام" يوم الأربعاء الماضى. وأُرسل الرجال الأربعة إلى السجن بعد مثولهم أمام المحكمة الوطنية في مدريد اليوم، بعد القيام بغارات مداهمة متزامنة على أربعة منازل في مايوركا ونُقلوا على متن طائرة هليكوبتر إلى العاصمة الإسبانية. كما تم القبض على رجل سادس في ألمانيا.
وقالت الشرطة الإسبانية في بيان بعد العملية: "بدأ التحقيق في عام 2015 عندما تم اكتشاف سلسلة من أشرطة الفيديو على موقع شبكة الانترنت التي أظهرت القيام بعمليات غسيل دماغ وتجنيد يتبعها القيام برحلة إلى سورية للشباب المسلمين الذين يعيشون فى إسبانيا". وأضافت الشرطة الإسبانية: "تبين أن الذي قام بالترويج للفيلم، هو إمام سلفي وهو الآن قيد الاعتقال في المملكة المتحدة وتجري العديد من الدول الأوروبية التحقيق معه. وكان قد سافر إلى مايوركا وبدأ في تفعيل نشاط المجموعة التي تم القبض عليها، والتي مارست أنشطة تتراوح بين التجنيد، وعمليات غسيل دماغ، ونشر عقيدة التطرف لصالح "داعش"، وانطلاقا من ذلك الدور أصبح زعيمهم الروحي. ".
وتبين أن رجل الدين تشادليوي، فيما بعد يحمل جواز سفر بلجيكيًا عندما ظهر أمام قضاة محكمة "وستمنستر" بعد اعتقاله. وزعم الأب لثمانية أبناء، والذي هو الآن قيد الاعتقال، من خلال محامٍ ادعى أن عملية تسليمه إلى حكومته تُشكل انتهاكا لحقوقه الإنسانية.