الرباط -المغرب اليوم
منذ اعتلائه على عرش أسلافه الميامين، أشرف جلالة الملك محمد السادس، على اتخاذ عدد من القرارات التاريخية وأعطى تعليماته للقيام بمجموعة من الانجازات الكبرى.إنجازات كثيرة ومكاسب كبيرة حققتها المملكة في عهد الملك محمد السادس، و لقيت إشادة وتنويها كبيرين من الدول العظمى و الشقيقة، وعمقت حقد وحسد البلدان المعادية والجهات المعلومة.إنجازات وقرارات لا تحتاج مقالا أو سلسلة للحديث عنها والتغني بها، لأنها تتحدث عن نفسها بأرض الواقع، غير أننا ارتأينا تخصيص سلسلة بحلقات أسبوعية لتسليط الضوء عليها بغية تذكير المتناسين وتمكين “الفضوليين”الذين ينامون ويستقظيون بأخبار المملكة المغربية من الاطلاع على انجازات عاهل البلاد وتلقينهم دروسا في الدبلوماسية والاقتصاد والاستثمار وغيرها من المجالات التي شهدت تقدما ملموسا وساهمت في تحقيق قفزة نوعية للبلاد.
6 – النموذج التنموي الجديد
في 12 دجنبر 2019، تفضل الملك محمد السادس، بإحداث اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، عقب تعيينه في 19 نونبر 2019 لشكيب بنموسى رئيسا لهذه اللجنة.وتكتسي هذه اللجنة طابعا استشاريا وترتكز مهامها، على رسم ملامح نموذج تنموي متجدد وفق مقاربة تشاركية وشاملة.
ولإنجاح هذا الورش الوطني الهام، ستقوم اللجنة بتشخيص دقيق وموضوعي للوضع الحالي، بكل صراحة وجرأة وموضوعية، بغية رصد الاختلالات التي يجب تصحيحها وتحديد معالم القوة من اجل تعزيز المكتسبات، في أفق صياغة مقترحات واقعية وقابلة للتنفيذ.وتضم اللجنة المحدثة بتعليمات من جلالة الملك، أسماء وشخصيات هامة، في مقدمتها الوزير الأول السابق والرئيس الحالي للمجلس الأعلى للحسابات، إدريس جطو، والرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، والوزير السابق و رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أحمد رضا الشامي، ورجل الأعمال كريم التازي، الى جانب السياسي محمد الطوزي، والمفكر والروائي فؤاد العروي، والخبير الاقتصادي العربي الجعايدي.
وحسب بلاغ للديوان الملكي، فأعضاء اللجنة على دراية واسعة بالمجتمع المغربي وبالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.كما وصف البلاغ، أعضاء اللجنة التي تعمل داخل الوطن وبالخارج، بالكفاٌئات المشهود لها بالعطاء والالتزام، و تنخرط في القطاعين العام والخاص، أو في المجتمع المدني”.ووفق ذات البلاغ، فستنكب هذه اللجنة، على بحث ودراسة الوضع الراهن، بصراحة وجرأة وموضوعية، بالنظر إلى المنجزات التي حققتها المملكة، والإصلاحات التي تم اعتمادها، وكذا انتظارات المواطنين، والسياق الدولي الحالي وتطوراته المستقبلية.
ومنذ تعيينها، عقدت اللجنة عددا من اللقاءات والمشاورات مع مختلف الأحزاب السياسية المغربية والمؤسسات والهيئات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، الى جانب عدد من الشخصيات وممثلين عن المجتمع المدني.
وفي دجنبر الماضي عقدت اللجنة ذاتها آخر جلساتها العامة، لمناقشة التفاصيل النهائية، ووضع اللمسات الأخيرة على تقريرها المنتظر رفعه للملك.
وحسب بلاغ للجنة، فإن مشاوراتها أسفرت عن تنظيم 70 جلسة استماع، و113 ورشة عمل، و35 جلسة استماع مواطنة عقدت في مختلف مدن المملكة، مشيرة إلى أن أعضاءها انتقلوا إلى أكثر من 30 موقعا داخل المغرب، وأن الجلسات، والورشات مكنت من الالتقاء، والاستماع إلى ما يفوق 10.000 شخص.ولتعميق أشغالها ونقاشاتها حول تبعات جائحة كورونا، بالإضافة إلى الدروس المستخلصة، وافق الملك محمد السادس في يونيو الماضي، على تمديد المهلة، التي تم تحديدها للجنة الخاصة بالنموذج التنموي لمدة ستة أشهر إضافية.
الغاية من تجديد النموذج التنموي هو تقدم المغرب، وتحسين ظروف عيش مواطنيه، والحد من الفوارق الاجتماعية والمجالية، يقول الملك في خطاب ألقاه الملك بمناسبة الذكرى السادسة والستين لثورة الملك والشعب، في غشت 2019، مضيفا بالقول : “لقد حرصنا على جعل المواطن المغربي في صلب عملية التنمية، والغاية الأساسية منها. واعتمدنا دائما مقاربة تشاركية وإدماجية في معالجة القضايا الكبرى للبلاد، تنخرط فيها جميع القوى الحية للأمة”.
وشدد جلالته بالقول : “إننا نتطلع أن يشكل النموذج التنموي، في صيغته الجديدة، قاعدة صلبة لانبثاق عقد اجتماعي جديد، ينخرط فيه الجميع: الدولة ومؤسساتها، والقوى الحية للأمة، من قطاع خاص، وهيئات سياسية ونقابية، ومنظمات جمعوية، وعموم المواطنين”.
وأوضح الملك أن “الغاية من تجديد النموذج التنموي، ومن المشاريع والبرامج التي أطلقناها، هو تقدم المغرب، وتحسين ظروف عيش المواطنين، والحد من الفوارق الاجتماعية والمجالية”، لافتا إلى أن الفئات التي تعاني أكثر من صعوبة ظروف العيش، تتواجد على الخصوص في المجال القروي، وبضواحي المدن، مشددا على أن هذه الفئات تحتاج إلى المزيد من الدعم والاهتمام بأوضاعها، والعمل المتواصل للاستجابة لحاجياتها الملحة.
قد يهمك ايضا:
الملك "محمد السادس" يتلقى الجرعة الثانية من لقاح "كورونا"
خطاب ملكي صنع "الاستثناء المغربي" في إحداث تغييرات جذرية وإصلاحات عميقة