لندن ـ سليم كرم
أكد رئيس وزراء جبل طارق، فابيان بيكاردو، وهي منطقة حكم ذاتي تابعة للتاج البريطاني، على استعداده استخدام حق النقض بشأن الاتفاق الذي أجرته رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إذا لم يصب في مصلحة الإقليم، مضيفا أنه لن يقبل بأي اتفاق يضر بنظام التجارة أو الرعاية الاجتماعية في جبل طارق.
وأعرب رئيس الوزراء عن أمله في التوصل لاتفاق جديد مع الاتحاد الأوروبي، وتشير تصريحاته إلى التوتر في مختلف المناطق التابعة للمملكة المتحدة، حول ما إذا كانت صفقة ماي يمكن أن تحقق الفوائد الاقتصادية التي تتمتع بها حاليا بريطانيا خلال وجودها في كتلة الاتحاد الأوروبي.
ودعا السيد بيكاردو، والذي يرأس منطقة حققت أعلى نسبة تصويت لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وهي 96%، وتطالب أيضا بإجراء استفتاء ثان على الشروط النهائية لخروج بريطانيا من الاتحاد.
وأضح أنه سيكون مستعدا للاستناد إلى دستور الإقليم لاستخدام حق النقض على شروط أي اتفاق مستقبلي، له تأثير سلبي على جبل طارق، حيث تسمح له المادة 47 من الدستور إعلان القيادة الذاتية في مجموعة من مجالات السياسة العامة، بما في ذلك الأعمال التجارية والرعاية الاجتماعية، والتي يمكن أن تحدد تعريفات ولوائح مختلف قطاعات الخدمات المالية المهمة.
وأضاف "ما سيحدث في جبل طارق سيحدده مجلس الوزراء والبرلمان في الإقليم"، وهناك أيضا تشجيع من الدول التي تم تقويضها لمنع أي اتفاق لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وقعته ماي من أن يكون سلبيا على الأقاليم التابعة لإنجلترا في الخارج، وبالتالي فإن موقف السيد بيكاردو من المرجح أن يزيد من تشجيع السياسيين في كارديف وإدنبرة على اتباعه.
ولفت المتحدث باسم الحكومة البريطانية أن دستور جبل طارق لعام 2006، والذي أقره الشعب من خلال استفتاء ينص على إقامة علاقة حديثة وناضجة بين المملكة المتحدة وجبل طارق، مضيفا أن جبل طارق تتمتع بديمقراطية برلمانية نشطة، وهي المسؤولة عن كل شيء عدا الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الداخلي وبعض التعيينيات العامة.
وذكر رئيس الوزراء أنه من الصواب جدا أن يطالب المواطنون البريطانيون باستفتاء ثان حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، آملا أن يتم الاتفاق على الشروط النهائية لأي اتفاق مع بروكسل.
تأتي دعوته لإجراء استفتاء آخر بعد أن أيد الزعيم السابق لأوكيب، نايغل فراج، تصويتا ثانيا لوقف الإيقاع والتخلي عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما أن كبار السياسيين من حزبي العمل والمحافظين تركوا ثقلهم وراء فكرة أن الشعب البريطاني لديه رأيه في تقرير فكرة الاستفتاء أو الانتخابات الثانية.
ويرى السيد بيكاردو أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يقيد أنواع الفرص المتاحة لشباب جبل طارق، مؤكدا أنه دخل إلى مجال السياسة لاستمرار ضمان ازدهار إقليم جبل طارق، لافتا إلى أن الأمر يتعلق بوضع جبل طارق على مدى الخمسين عاما المقبلة.
ويأمل السياسي المتفائل في أن يوفر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مزيدا من الأسواق المالية الجديدة لجبل طارق، قائلا "أرى أنها فرصة لبناء جسور مع بلدان أخرى خارج الاتحاد الأوروبي، فقط ألقِ نظرة على البلدان التي ترغب المملكة المتحدة في إقامة أعمال تجارية معها مثل الصين ونيوزيلندا وأستراليا والهند والولايات المتحدة وكندا، تلك الدول تشكل وحدها ملياري نسمة والبعض الآخر في أوروبا لم يعودوا من عملائنا".