دمشق ـ نور خوام
استهدفت القوات الحكومية السورية بالرشاشات الثقيلة مناطق في درعا البلد في مدينة درعا، ما أدى لأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، بينما شهدت جبهات حيط وسحم الجولان وجلين، في القطاع الغربي من ريف درعا، تبادلًا لإطلاق النار بين كل من الفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة، وجيش خالد بن الوليد من جهة أخرى، وسط قصف من قبل الأخير على بلدة حيط.
ورصد المرصد السوري إلقاء الفصائل منشورات على مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية على مدينة درعا، حيث جاء فيها "إلى أهلنا في مدينة درعا المحتلة..انظروا كيف فعل بشار الأسد وعصابته المجرمة من قتل وتدمير وتشريد للملايين من أبناء الوطن، ندعوكم للثورة ضد هذه العصابة الحاكمة".
وكان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 25 من أيار / مايو الجاري تحليق مروحيات في سماء محافظة درعا، وإلقائها لمنشورات ورقية مكتوبة، كتحذير للفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في المحافظة، وجاء في المنشورات التي ألقيت نسختان منها، "لا تكن كهؤلاء، هذه هي النهاية الحتمية، لكل من يصر على الاستمرار بحمل السلاح، ضمان حياتك فرصة لا تعوض، فلا تفقدها بعنادك، اترك سلاحك وغادر قبل فوات الأوان"، "حياتك ومصير أبناؤك أهم من عنادك، أيها المسلح من أجل من تقامر بحياتك؟! لماذا لا تعيش مع أسرتك وأطفالك كغيرك؟! أين هم من دفعوك للموت، وزينوا لك مهنة القتل والتخريب والتدمير؟! جميعهم تخلوا عنك، ورحلوا للموت، أمامك خياران، إما الموت الحتمي أو التخلي عن السلاح، رجال الجيش العربي السوري قادمون، اتخذ قرارك قبل فوات الأوان".
وعاد الهدوء ليسود بلد جرابلس الواقعة في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، بعد اقتتال عنيف جرى بين فصائل في المدينة من جهة، ومجموعة من حركة أحرار الشام الإسلامية من جهة أخرى، وترافق الاشتباكات العنيفة مع قصف متبادل بقذائف الهاون من قبل الطرفين، ما تسبب في مقتل شاب وإصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، كما أصيب شخصان على الأقل بجراح، نتيجة المناوشات التي شهدتها مدينة الباب بين جيش عامل في المدينة وينحدر معظم مقاتلوه من محافظة دير الزور من جهة، وعناصر الشرطة الحرة من جهة أخرى.
ونشر المرصد السوري أنه تشهد بلدة جرابلس الحدودية مع تركيا، انفجارات وإطلاق نار على خلفية اقتتال داخل البلدة، الواقعة في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن اشتباكات عنيفة تجري بين مجموعة من حركة أحرار الشام الإسلامية من جهة، ومجموعات ثانية من لواء الشمال وفصائل مساندة لها من جهة أخرى، على محاور في بلدة جرابلس، حيث تتزامن الاشتباكات مع عمليات قصف متبادل بني الطرفين بقذائف الهاون، وسط نداءات عبر مكبرات المساجد بوقف الاقتتال، فيما لا تزال المعلومات متضاربة حول سبب الاشتباك، فيما تحدثت مصادر عن أن الاقتتال هو بهدف “إزالة مجموعة فاسدة من أحرار الشام”، وتسببت الاشتباكات في سقوط خسائر بشرية، حيث أصيب مواطنون مدنيون بجراح، ومعلومات مؤكدة عن مقتل أحدهم، ومعلومات كذلك عن سقوط خسائر بشرية من طرفي القتال، ويتزامن هذا الاقتتال مع مناوشات بين الشرطة الحرة ومجموعة من فصيل ينحدر مقاتلوه من محافظة دير الزور، في مدينة الباب القريبة من جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، دون ورود معلومات عن إصابات، وسط معلومات عن أسباب الاقتتال هو توقيف عناصر من الفصيل المقاتل من قبل الشرطة الحرة بدعوى مخالفات مرورية.
وسُمع دوي انفجار على الأقل في الضفاف الشرقية لنهر الفرات، ناجم عن استهداف طائرة مسيرة لسيارة تابعة لتنظيم "داعش"، ما أسفر عن مقتل عنصر من تنظيم "داعش"، في حين تجددت الاشتباكات على محاور في غرب نهر الفرات، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان معاودة تنظيم "داعش" تنفيذ هجمات في بادية دير الزور الشرقية، حيث استهدف الهجوم هذه المرة كل من بادية صبيخان وبلدة العشارة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، نجم عنها اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جانب آخر، في محاولة من التنظيم إيقاع المزيد من الخسائر البشرية في صفوف القوات الحكومية السورية وحلفائها السوريين وغير السوريين، وتترافق الاشتباكات مع استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، دون ورود معلومات إلى الآن عن حجم الخسائر البشرية.
وكان نشر المرصد السوري في الـ 29 من أيار الجاري، أنه يواصل تنظيم "داعش" تصعيد نشاطه في غرب نهر الفرات، بالقطاع الشرقي من ريف محافظة دير الزور، ضمن عملياته المتتالية لتشتيت القوات الحكومية السورية وحلفائها، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال ساعات الليلة الماضية، تنفيذ تنظيم "داعش"، لهجومين جديدين ومتزامنين، استهدف الأول بادية بلدة صبيخان في غرب نهر الفرات، فيما استهدف الآخر بادية بلدة الصالحية الواقعة إلى الشرق من الأولى، ودارت على إثرها اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى، ترافقت مع استهدافات متبادلة على محاور القتال بينهما، وسط قصف من القوات الحكومية السورية على المنطقة، في محاولة منها لصد هجمات التنظيم التي يحاول من خلالها تشتيت النظام وحلفائه وإيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية في صفوف الاشتباكات، حيث أن مصادر موثوقة أكدت للمرصد السوري أن القتال بين الطرفين تسبب بوقوع خسائر بشرية مؤكدة، حيث قتل ما لا يقل عن 8 من المسلحين الموالين للنظام من جنسيات سورية وغير سورية، ومعلومات مؤكدة عن مقتل عناصر من التنظيم، بالإضافة لسقوط جرحى من الطرفين، ليرتفع إلى 84 من عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، من ضمنهم 9 من الجنود والمسلحين الروس، خلال مواجهات واشتباكات ترافقت مع تفجير عناصر من التنظيم لأنفسهم بأحزمة ناسفة وعربات مفخخة، في مواقع القتال.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 25 على الأقل من عناصر التنظيم خلال هذه الهجمات التي نفذها بشكل مباغت، في ريفي حمص ودير الزور الشرقيين، منذ الـ 22 من أيار / مايو الجاري وحتى اليوم، وبذلك يرتفع إلى 1014 عدد القتلى الذين وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان من الطرفين، في محافظات دمشق ودير الزور وحمص إذ وثق المرصد السوري ارتفاع أعداد قتلى النظام إلى 618 على الأقل ممن قتلوا خلال شهرين من المعارك في بادية البوكمال وريف دير الزور وجنوب العاصمة دمشق وأطراف شرق حمص، كذلك ارتفع إلى 396 على الأقل عدد عناصر تنظيم "داعش" الذين قتلوا في المعارك ذاتها، منذ انتعاش التنظيم في الـ 13 من شهر آذار / مارس الماضي، كما أصيب العشرات من الطرفين، بعضهم لا تزال جراحهم خطرة، إضافة لوجود مفقودين وأسرى من الطرفين.