دمشق ـ نور خوام
قُتل شخص جراء انفجار لغم أرضي به في قرية "كسرة عفنان" جنوب غرب مدينة الرقة، فيما أكدت مصادر مطلعة أن تنظيم "داعش" يستميت في منع تقدم قوات عملية "غضب الفرات" داخل المدينة ، والتي دارت فيها اشتباكات عنيفة الاثنين، تركزت في حي البتاني شرق الرقة وفي القسم الغربي من حي البريد الواقع شمال غرب المدينة، بين تنظيم "داعش" من طرف، و"قوات سورية الديمقراطية" والقوات الخاصة الأميركية من طرف آخر، وبين عناصر التنظيم من جهة، وقوات النخبة السورية المدعومة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة أخرى، على محاور في غرب حي الصناعة عند أسوار المدينة القديمة، حيث يعتمد التنظيم على شن هجمات مضادة بغرض منع قوات “غضب الفرات” من التقدم في المحاور سابقة الذكر.
وترافقت الاشتباكات العنيفة مع قصف جوي مكثف من قبل طائرات التحالف الدولي بالإضافة للقصف الصاروخي على مناطق سيطرة التنظيم في مدينة الرقة. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل 45 عنصر من تنظيم "داعش" خلال القصف الجوي والاشتباكات في الأحياء ذاتها خلال الـ 24 ساعة الفائتة غالبيتهم قتلوا بقصف جوي لطائرات التحالف الدولي، حيث تعبر الخسائر البشرية هذه أعلى حصيلة يومية لقتلى التنظيم منذ إعلان معركة الرقة الكبرى. وكان المرصد السوري وثق أمس الاثنين 3 مقاتلين من "قوات سورية الديمقراطية" ممن قضوا في قصف وتفجيرات واشتباكات مع تنظيم "داعش" في مدينة الرقة وريفها، ليرتفع إلى 14 على الأقل عدد المقاتلين الذين جرى توثقيقهم خلال الـ 24 ساعة الفائتة ممن قضوا في الظروف ذاتها.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل ساعات أن تنظيم "داعش" بدأ هجوماً عنيفاً ومعاكساً على مواقع قوات عملية “غصب الفرات” في محيط المدينة القديمة، في محاولة لإجبارها على التراجع، بينما تأتي هذه الاشتباكات بعدما تمكنت قوات النخبة السورية العاملة ضمن عملية “غضب الفرات”، من فك الحصار عن 15 من مقاتليها، كانوا محاصرين في منطقة باب بغداد عند أسوار المدينة القديمة في الرقة، حيث تعرض المقاتلون للحصار من قبل عناصر تنظيم "داعش" الذي تمكنوا من تطويقهم بعد التسلل عبر أنفاق إلى خلف نقاط تمركزهم، خلال محاولة قوات النخبة السورية التوغل نحو داخل مدينة الرقة والوصول إلى المدينة القديمة الواقعة إلى الغرب من حي الصناعة، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلاً من قوات النخبة السورية قضى وأصيب 4 آخرون خلال عملية فك الحصار التي جرت منذ ساعات الليل وحتى الصباح، ويعد هذا أول مقاتل يفقد حياته في معركة الرقة الكبرى، ورابع مقاتل يفارق الحياة منذ بدء عملية “غضب الفرات” في تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016، حيث كان قضى 3 منهم في معارك السيطرة على بلدة الكرامة بريف الرقة الشرقي في الـ 25 من آذار / مارس من العام الجاري 2017، كما يعد هذا المقاتل الـ 13 الذي يفارق الحياة من قوات النخبة منذ بدء تأسيس هذه القوات في كانون الأول / ديسمبر من العام 2016.
وفي محافظة دير الزور، سقطت قذائف أطلقها تنظيم "داعش" على أماكن في حي الجورة الخاضع لسيطرة القوات الحكومية والمحاصر من قبل التنظيم، في حين علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم "داعش" قام بجلد “أمير ديوان العلاقات العامة” في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، 100 جلدة في ساحة الفيحاء بالمدينة أمام تجمهر العديد من المواطنين بينهم أطفال. وأبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري أن عملية الجلد هذه جاءت على خلفية شكوى تقدم بها “أمير ديوان العلاقات العامة” تجاه أحد عناصر التنظيم بسبب قيام الاخير بمصادرة منزل شقيق الأول عقب خروجه إلى خارج مناطق سيطرة التنظيم، في حين استشهد شخص في حي هرابش الخاضع لسيطرة القوات الحكومية جراء إصابته برصاص قناص تنظيم "داعش".
أما في محافظة حماة، فقد استهدفت الفصائل بعدة قذائف وبالرشاشات الثقيلة تمركزات للقوات الحكومية في محور المصاصنة بالريف الشمالي لحماة، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، وكانت القوات الحكومية قد قصفت بشكل مكثف اليوم مناطق في بلدة اللطامنة بالريف ذاته. وفي محافظة حلب، جددت "قوات سورية الديمقراطية" استهدافها بالقذائف المدفعية أماكن في مدينة مارع بريف حلب الشمالي، ومعلومات عن سقوط جرحى، وكان شخص استشهد وأصيب آخرون بجروح أمس جراء القصف من قبل قوات سورية الديمقراطية على أماكن في المدينة.
وقصفت القوات الحكومية أماكن في منطقة الضهر الأسود في ريف دمشق الغربي، دون معلومات عن خسائر بشرية، وسط اشتباكات في محور المنطقة، بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب آخر، بينما سقطت قذيفتان اثنتان أطلقتهما القوات الحكومية على أماكن في أطراف مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، ما أسفر عن أضرار مادية.
وفي محافظة إدلب، قصفت القوات الحكومية أماكن في محيط بلدتي الناجية وبداما في ريف مدينة جسر الشغور الواقعة في الريف الغربي لإدلب، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، في حين انفجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة لهيئة "تحرير الشام" على طريق بلدة أرمناز بريف إدلب، ما أسفر عن إصابة من كان بداخلها، وفي سياق متصل نشر المرصد السوري صباح اليوم أنه حاول مجهولون اغتيال قيادي في "فيلق الشام"، وذلك إثر زرع عبوة ناسفة بسيارته في بلدة الدانا بريف إدلب الشمالي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، حيث تشهد محافظة إدلب العديد من حالات الاغتيال وتفجير العبوات الناسفة وإطلاق النار من قبل مسلحين مجهولين.
وكان المرصد نشر منذ يومين انه رجلاً من مدينة خان شيخون، قتل بعد منتصف ليل الجمعة – السبت، إثر إطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين، في منزله بمدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، فيما اغتال مسلحون مجهولون قيادياً في الفرقة الساحلية الأولى بإطلاق النار عليه في محيط بلدة بداما بريف جسر الشغور الغربي، ثم قاموا بسرقة سيارته، كما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ نحو 3 أيام أنه أصيب عدة عناصر من هيئة تحرير الشام، إثر إطلاق النار عليهم، بعد منتصف ليل الخميس الجمعة، من قبل مسلحين مجهولين في بلدة سرمين بريف إدلب الشرقي، كذلك نشر المرصد السوري في نفس اليوم أن مسلحين مجهولين اغتالو فجراً قاضياً في “محكمة الدانا”، بريف إدلب الشمالي أثناء خروجه من صلاة الفجر، أيضاً نشر المرصد منذ نحو 4 أيام أنه أقدم مسلحون مجهولون بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي في مدينة إدلب، ما أسفر عن استشهاد طفل وإصابة والدته بجروح
أما في محافظة حمص، فقد سقطت عدة قذائف أطلقها تنظيم "داعش" بشكل مكثف على مناطق في قرية المسعودية الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية بريف حمص الشرقي، ما أسفر عن أضرار مادية دون معلومات عن خسائر بشرية، بينما تتواصل الاشتباكات في البادية الشرقية لتدمر وعلى محاور بطريق السخنة تدمر في ريف حمص الشرقي، بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر، وسط استمرار القصف الصاروخي من قبل القوات الحكومية على محاور القتال، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية بين الطرفين، فيما استهدفت القوات الحكومية بالرشاشات الثقيلة والقصف الصاروخي أماكن في منطقة الحولة بالريف الشمالي لحمص.
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات حربية نفدت بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء 8 غارات على الأقل، حيث استهدفت بـ 6 منها أماكن في درعا البلد بمدينة درعا، وبغارتين اثنتين منطقة سجن غرز والطريق الواصل بين بلدتي صيدا والنعيمة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، كذلك قصفت القوات الحكومية صاروخياً أماكن في درعا البلد بمدينة درعا بعد منتصف ليل أمس، وأبلغت مصادر متقاطعة المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه كان من المفترض تمديد الهدنة الأميركية الروسية الأردنية في مدينة درعا تلقائياً بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء إلا أن القصف الجوي والصاروخي حال دون ذلك، وكان المرصد السوري نشر اليوم الاثنين أن الهدوء لازال مستمراً في مدينة درعا، بعد تمديد الهدنة الروسية الأميركية الأردنية لمدة 24 ساعة أخرى، عقب انتهاء الساعات الـ 48 الأولى المحددة مسبقاً، لتطبيق الاتفاق الذي بدأ عند الساعة 12 ظهراً من ظهر أمس الأول الـ 17 من حزيران / يونيو الجاري من العام 2017، ولم يسجل المرصد السوري في أول ساعتين من التمديد، أية خروقات في مدينة درعا، التي شهدت هدوءاً خلال الـ 50 ساعة الفائتة، سقوط قذائف أطلقتها القوات الحكومية على عدة جولات، مستهدفة مناطق سيطرة الفصائل في المدينة، فيما كانت الساعة الأولى من تطبيق الاتفاق الإقليمي – الدولي، شهد قصفاً بعدة قذائف من قبل القوات الحكومية على مناطق في درعا البلد، وتنفيذ الطائرات الحربية عدة غارات استهدفت مناطق في محيط مخيم درعا ومناطق في مدينة درعا.