دمشق ـ نور خوام
قتلت قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، أحد المسؤولين الماليين في تنظيم "داعش" في سورية، حسب ما أعلن مسؤولون أميركيون، مساء الجمعة. وأوضح بيان للتحالف أن فواز محمد جبير الراوي قتل، في 16 يونيو/حزيران، في البوكمال في شرق سورية. وأفاد البيان أن الراوي "مسؤول مالي إرهابي متمرس" نقل ملايين الدولارات للإرهابيين، وأنه يملك محل صرافة في البوكمال "استخدمه مع شبكة من الاتصالات المالية العالمية لنقل الأموال إلى داخل وخارج المنطقة الخاضعة لسيطرة "داعش" وعبر الحدود". وكانت وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات على الراوي، وشركته في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفي دمشق، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي "فيلق الرحمن" من جهة، و القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، على محاور في حي جوبر الدمشقي عند الأطراف الشرقية للعاصمة، وفي محي وادي عين ترما بأطراف الغوطة الشرقية. كما قصفت القوات الحكومية بقذيفة منطقة في أطراف بلدة حزة، بالتزامن مع قصف للقوات الحكومية على مناطق في حي جوبر وأطراف بلدة عين ترما. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان ذكر أمس الجمعة أن مقاتلي "فيلق الرحمن" تمكنوا من استعادة 3 نقاط كانت خسرتها لصالح القوات الحكومية، وذلك خلال هجمة للأخير في ساعات الليلة الفائتة، وترافقت الاشتباكات العنيفة مع قصف مكثف ومتبادل بين طرفي القتال، حيث قضى وأصيب عدد من مقاتلي الفيلق ومعلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها.
وكانت رجحت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن هذا التصعيد يأتي كتمهيد، لتنفيذ القوات الحكومية عملية عسكرية تتحضر لها، لإنهاء تواجد الفصائل المقاتلة والإسلامية” في شرق العاصمة دمشق، عبر التقدم في حي جوبر، وإجبار الفصائل على الانسحاب إلى الغوطة الشرقية، كما جاء هذا التصعيد، بعد 52 يوماً من الهدوء الذي تخلله قصف متقطع محدود من القوات الحكومية على حي جوبر. وقصفت القوات الحكومية بأربع قذائف مناطق في مزارع بلدة كفربطنا في غوطة دمشق الشرقية، كما قصفت بقذيفتين مناطق في مزارع بلدة جسرين، عقبها قصف للقوات الحكومية على منطقة في سوق بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية، ما تسبب بإصابة شخص بجراح.
كذلك قصفت الطائرات الحربية مناطق في بادية السويداء الشمالية الشرقية، ما تسبب بأضرار مادية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. وفي محافظة حمص، تعرضت مناطق في مدينة تلبيسة بالريف الشمالي لحمص، لقصف من القوات الحكومية بعدد من القذائف، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، فيما تتواصل الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، على محاور في طريق تدمر السخنة، في بادية تدمر الشمالية الشرقية، تمكنت خلالها القوات الحكومية من تثبيت نقاط تقدمها في محيط حقل غاز الآرك وتحصين مواقعها، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل نحو أسبوع من الآن أن القوات الحكومية حققت تقدماً جديداً قربها من مدينة السخنة التي تعد آخر مدينة يسيطر عليها تنظيم "داعش" في محافظة حمص، بحيث باتت على مسافة نحو 25 كلم من المدينة، وقاطعة منذ بدء هجومها قبل 5 أيام مسافة 15 كلم من طريق تدمر السخنة، حيث ترافقت الاشتباكات مع عمليات قصف مكثفة استهدفت مواقع التنظيم الذي أجبر على الانسحاب تحت ضغط القصف المكثف والاستهدافات المتواصلة من قبل القوات الحكومية والطائرات الحربية والمروحية
وكان المرصد السوري أشار قبل عدة أيام، أن هذا التقدم نحو مدينة السخنة التي سيطر عليها تنظيم "داعش" في النصف الأول من شهر أيار / مايو من العام المنصرم 2015، بعد عملية عسكرية واسعة، يأتي بعد سلسلة غارات وضربات جوية نفذتها الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام والطائرات المروحية وقصف من القوات الحكومية خلال الأيام والأسابيع الفائتة، على السخنة، والتي كان سببها الأول هو فشل القوات الحكومية المتكرر في تحقيق تقدم نحو المدينة التي تعد بوابة القوات الحكومية للوصول إلى ريف محافظة دير الزور، فيما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الرابع من حزيران / يونيو من العام الجاري 2017، أن منطقة السخنة الواقعة على بعد نحو 60 كلم شمال شرق مدينة تدمر التي استعادتها القوات الحكومية قبل أسابيع، تشهد قصفاً يومياً من قبل الطائرات الحربية، التي تعمد إلى استهداف البلدة التي ومحيطها، الأمر الذي تسبب بأضرار في ممتلكات مواطنين ووقوع إصابات، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها، أن الضربات الجوية اليومية التي تستهدف مناطق في البلدة وفي القرى والمرتفعات المحيطة بها، جاءت بعد فشل القوات الحكومية البعيدة نحو 40 كلم في جنوب غرب المدينة، من تحقيق تقدم جديد والوصول إلى البلدة، التي تهدف القوات الحكومية للتقدم نحوها وفرض سيطرتها عليها، كما علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن استعادة القوات الحكومية سيطرتها على بلدة السخنة بريف حمص الشرقي، في حال تمت في الفترات المقبلة، ستتيح للقوات الحكومية التقدم نحو الحدود الإدارية للبادية السورية مع محافظة دير الزور، وتنفيذ عملية عسكرية في محافظة دير الزور التي يسيطر تنظيم "داعش" على معظمها، ويشار إلى بلدة السخنة تبعد نحو 50 كلم عن الحدود الإدارية للبادية مع دير الزور.
أما محافظة درعا، فقد قتل 4 أشخاص وأصيب آخرون بجروح، في القصف المكثف من قبل الطائرات الحربية على منطقة معبر نصيب الحدودي في ريف درعا الجنوبي، ليرتفع إلى 6 هم مواطنة ورجل مسن استشهدا في سقوط قذائف على مناطق سيطرة القوات الحكومية بمدينة دير الزور، و4 أشخاص استشهدوا في الغارات على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، في حين قصف الطيران المروحي بنحو 10 براميل متفجرة على مناطق في حي طريق السد ودرعا البلد بمدينة درعا، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، في حين قصفت القوات الحكومية بصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض أرض، مناطق في مدينة درعا، كما استهدفت الفصائل بعدد من القذائف مناطق سيطرة "جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "داعش" في الريف الغربي للرقة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وعلى صعيد متصل، عُلم أن مقاتلي "جيش خالد بن الوليد" تمكنوا من تحقيق تقدم عبر نفق، مكنهم من التقدم وقطع الطرق الواصلة بين بلدة حيط بريف درعا الغربي، حيث رصد مقاتلو "جيش خالد بن الوليد" الطريق بالرشاشات، ومنعوا من دخول أو خروج أي أحد، أو إدخال مواد غذائية إلى المنطقة،كما وردت معلومات عن قيامهم بقطع المياه عن القرية، حيث يحاول مقاتلو هذا الجيش السيطرة على البلدة.
كذلك استشهد رجل جراء إصابته في انفجار لغم به في منطقة المحوكية الواقعة في ريف الرقة الغربي. كما استشهد شخصان اثنان على الأقل نتيجة انفجار ألغام بهم في منطقة الكسرات بجنوب مدينة الرقة عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، كما تعرضت مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في مدينة الرقة، لقصف من قوات عملية "غضب الفرات"، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، فيما تتواصل الاشتباكات بين "قوات سورية الديمقراطية" والقوات الخاصة الأمريكية على محاور في أطراف حيي البريد وحطين بالقسم الغربي من مدينة الرقة، إثر هجمات معاكسة لتنظيم "داعش"، ترافقت مع تفجير آليات مفخخة من قبل التنظيم، في محاولة لاستعادة المواقع التي خسرها لصالح قوات عملية “غضب الفرات”، كذلك شيع في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، 4 من مقاتلي "قوات سورية الديمقراطية"، ممن قضوا في قصف وتفجيرات واشتباكات مع تنظيم "داعش" في مدينة الرقة، كما قصفت طائرات التحالف الدولي مناطق في مدينة الرقة، وأماكن أخرى في أطراف المدينة الجنوبية.
أما في محافظة دير الزور، فقد تعرضت مناطق في مدينة دير الزور لقصف من القوات الحكومية، حيث استهدفت أحياء العرضي والحويقة والشيخ ياسين والحميدية، لقصف بصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض أرض، ما تسبب بأضرار مادية، وإصابة عدة أشخاص بجروح، في حين قصفت طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي صهريجاً للنفط بالقرب من مسجد في قرية الطواطحة بريف مدينة البوكمال الواقعة في الريف الشرقي لدير الزور، ما تسبب في تدمير الصهريج وأضرار مادية في المسجد، ومعلومات عن إصابات جراء القصف.