بغداد ـ نهال قباني
نشرت صحيفة بريطانية، فيديو التقطته كاميرات مراقبة، لمسلح مجهول لحظة هروبه بالدراجة النارية، بعد إطلاق ثلاث رصاصات على عارضة الأزياء العراقية، تارا فارس، من خلال نافذة سيارتها والذي توفت في الحال، مشيرة إلى أن فارس قُتلت صباح يوم 27 سبتمبر/أيلول أثناء قيادة سيارتها "البورش" في العاصمة العراقية بغداد.
وتظهر لقطات الفيديو التي نشرتها صحيفة "ديلي ميل"، سيارتها في شارع سكني ضيق في حي "كامب سارة"، مباشرة بعد أن أطلق المسلح النار عليها، وهرب مع شريكه بدراجة نارية، لتتوقف سيارتها تدريجياً ويجري أحد المارة باتجاهها لمساعدتها.
وقال بيان صادر في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري من قبل وزارة الداخلية العراقية، التي تحقق في مقتل فارس ، إنها قتلت على يد "جماعة إجرامية متطرفة" معروفة. ولم تذكر الوزارة ما إذا تم اعتقال المسلحين.
وأثار مقتل فارس موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تمتلك 2.8 مليون متابع على "انستغرام". واتفق المتابعون على أن عارضة الأزياء دفعت الثمن غاليًا لرغبتها في أن تحيا كما تريد دون الإكتراث بما يمليه عليها الآخرون. فقد كانت معروفة بتعليقاتها الجريئة عن الحرية والحياة والدين. وجاءت وفاة فارس بعد يومين فقط من مقتل سعاد العلي ، الناشطة في مجال الحقوق المدنية ، بالرصاص من قبل مجهول في بلدتها جنوب البصرة.
ويظهر فيديو منشور على الإنترنت، رجلًا مجهولًا يطلق النار على الناشطة السياسية، عندما كانت في سيارة بالقرب من أحد المتاجر، كما تم إطلاق النار على سائقها. وقبل شهر ، في 17 أغسطس / آب ، عُثر على رفيف الياسري ، وهي (جراحة تجميل مشهورة يطلق عليها اسم "باربي العراق" وصاحبة صالون تجميل متخصص يدعى "عيادة باربي)، جثة مقتولة في ظروف غامضة في منزلها.
وقالت السلطات في بادئ الأمر إن الياسري ماتت بسبب جرعة زائدة من المخدر ، لكنها لم تعرض تحديثا منذ أكثر من شهر ، ما أدى إلى شائعات بأنها ربما تكون قد قتلت على يد مجهول.
وبعد أسبوع من ذلك ، في 24 أغسطس/آب ، عثر على رشا الحسن ، مديرة وصاحبة مركز تجميل في بغداد ، جثة هامدة في منزلها. وقالت السلطات في بادئ الأمر إنها "أصيبت بنوبة قلبية".
كانت النساء الثلاث معروفات بجهودهن الإنسانية ودعمهن لحقوق الإنسان ولا تزال ظروف وفاتهم غامضة. وبعدها قُتلت سعاد العلي في شهر أيلول / سبتمبر في منتصف النهار على يد رجل مجهول الهوية في بلدتها جنوب البصرة.
وعلى الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كانت هناك صلة بين تلك الوفيات، الإ أن الناشطة في مجال حقوق المرأة، هناء إدوار، قالت، إن "النساء الأربع ، بما في ذلك فارس ، استُهدفن لمنعهن من المشاركة في الحياة العامة العراقية وخاصة بعد آرائهم الجريئة والمعادية للانظمة السياسية والمجتمعية".
واضافت إدوار: "كان الهدف من تلك الآراء هو وقف التطرف والعزلة الاجتماعية والتحول إلى أفق اكثر انفتاحا، حيث يمكن للمرأة المشاركة بكفاءة في الحياة الاجتماعية من خلال الأنشطة الإنسانية والمجتمعية وحقوق الإنسان"، مشير إلى أن كل الضحايا شخصيات عامة ولأنهم شخصيات عامة يجب أن يكون هناك تفسير واضح حول سبب حدوث ذلك.
وطالبت إدوار وزارة الداخلية العراقية بالكشف عن نتائج التحقيق في وفاة فارس للحد من المخاوف العامة ومنع مزيد من النساء من التراجع عن الحياة العامة خوفا من استهدافهن.
كما وصفت تقارير وسائل الإعلام المحلية النساء بأنها "مستهدفة" ووصفت الوفيات الأربعة بأنها "عمليات قتل".