الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
دومينيك شيلكوت يسلم خطاب اعتذار إلى عبد الحكيم بلحاج

لندن ـ كاتيا حداد

اعتذرت بريطانيا عن دورها في إساءة معاملة المقاتل الإسلامي السابق الذي انتقل إلى العمل السياسي، عبدالحكيم بلحاج، الذي اختُطف في تايلاند في 2004، ونقل إلى ليبيا إذ تعرض للتعذيب، في رسالة تلاها المدعي العام جيريمي رايت أمام البرلمان الخميس.

يعدّ أكثر الاعتذارات خزية

وقرأ المدعي العام البريطاني، بيان رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الخميس، قائلا: "نأسف على تواطؤ بريطانيا في عملية اختطاف رجل حر عاش في السجن ست سنوات، وتعرض للتعذيب، على يد ديكتاتور، كنّا نأمل في الحصول على معلومات عن جريمته، فقد كان عدوًا لنظام قاتل قضت عليه السياسة الواقعية".

كان هذا الاعتذار من أكثر الاعتذارات خزية، تم تقديمه في مجلس العموم، فالسيدة ماي لم تكن أكثر صرامة، حيث كتبت نيابة عن حكومة جلالة الملكة "أعتذر بلا تحفظ.. ما حدث لكما (بلحاج وزوجته) مثير للقلق العميق، ومن الواضح أنكما تعرضتما لمعاملة مروعة، وعانيتما كثيرا"، واعترفت ضمنا أن بريطانيا تواطأت في التعذيب المنهجي، حتى أنها كانت طرفا في استخراج معلومات من خلال عملية التعذيب، على الرغم أن البيان لم يصل إلى حد ربط البحث عن المعلومات مع التعذيب، وأضافت ماي: "كان ينبغي أن نفهم الكثير في وقت أقرب حيث الممارسات غير المقبولة لبعض شركائنا الدوليين.. ونأسف لفشلنا، شاركنا معلومات عنكما.. كان يجب علينا فعل المزيد لتقليل خطر تعرضكما لسوء المعاملة.. نقبل أن هذا كان فشلًا من جانبنا، وفي وقت لاحق، أثناء احتجازكما في ليبيا، طلبنا معلومات منكما وعنكما، ولكن الفرص المفقودة بشكل خاطئ لم تخفف من محنتكما.. ولم يكن يجب أن يحدث ذلك".

حضور بريطانيين عمليات التعذيب

كان الحاكم وقتها معمر القذافي، والرجل هو عبدالحكيم بلحاج، الرجل الليبي المنشق في عام 2004، وأبلغت حكومة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، المخابرات الأميركية "سي آي إيه" عن مكان وجود بلحاج وزوجته الحامل، وتم اختطافهم وإرسالهم إلى ليبيا، وكانت زوجة بلحاج مسجونة في زنزانة بالقرب منه، وسمعت صراخه، وبعد الولادة أُطلق سراحها لتعيش في ليبيا تحت المراقبة، ولم تغادر منزلها أبدا وحضر عملاء بريطانيون بعض جلسات التعذيب، على أمل أن يكشف بلحاج عن روابط مع تنظيم القاعدة.

فرحة بلحاج للاعتذار ورفضه التسوية المالية

كان رد فعل بلحاج كريما جدا، حين سمع اعتذار الحكومة البريطانية، وهو في ليبيا، قائلًا "في النهاية تحققت العدالة بعد ست سنوات.. لا يمارس المجتمع العظيم التعذيب ولا يساعد الآخرين على التعذيب، وحين يرتكب أخطاء، فإنه يقبل بها ويعتذر عنها.. فعلت بريطانيا اليوم شيئا صحيحًا، وضربت مثالا تحتذي به الدول الأخرى".

ورفض بلحاج التسوية المالية، وأصر على الاعتذار، في الوقت الذي تهدد فيه دعوة قضائية، بأن ما فعلته بريطانيا يتعارض مع حملة "ريبريف" لحقوق الإنسان، والحقيقة أن النظام القانوني البريطاني لا يزال يمنح العدالة، ولكن ببطء وبتكلفة مرتفعة.

بريطانيا تفقد المبادئ الأخلاقية لمشاركتها في التعذيب

وبعد انهيار نظام القذافي في عام 2011، تمكنت جماعات حقوق إنسان من الحصول على الوثائق التي تثبت تورط المخابرات البريطانية والليبية والأميركية في خطف بلحاج وأسرته، ودون هذه الوثائق، لكان وزير الخارجية آنذاك، جاك سترو، يواصل نفي تورط بريطانيا في تعذيب بلحاج.

وتواجه بريطانيا قضايا شائكة بعد الاعتذار، حيث يحظر القانون الدولي واتفاقيات جنيف، استخدام التعذيب تحت أي ظرف من الظروف، وهنا القضية الأخلاقية لا نزاع عليها، فلا يمكن أن يكون من الصواب أن تتم الإساءة إلى إنسان أو يلحق به ألما لا يحتمل، كما أن التعذيب يضع الدماغ تحت ضغط كبير لا يمكن تحمله، كما أن المعلومات المقدمة تحت التعذيب غير مجدية، وبالنسبة إلى المبادئ الأخلاقية والدولية، يعلن القانون البريطاني أن الأدلة التي تم الحصول عليها تحت التعذيب غير مقبولة، وهذا الرأي يدعمه بشكل كبير الشعب البريطاني، ومع ذلك أسهم بلير وستر والمخابرات البريطانية، في اختطاف بلحاج، وهو عمل كان يجب أن يعرفوا أنه سيقود إلى تعذيب الرجل.

وتوجد رسالة مُرسلة عن طريق الفاكس، مُحرجة جدا من السير مارك ألين، رئيس وحدة مكافحة التطرف في المخابرات البريطانية، إلى رئيس استخبارات القذافي، يرحب فيها بوصول بلحاج سالمًا.

وفي هذا السياق، يقول لي كين ماكدونالد، مدير النيابات العامة في ذلك الوقت، إن هذا الموقف "عزز تحولاً في المشهد الأخلاقي حول نهجنا للأمن القومي، وجاء ذلك من وجهة نظر مبالغة للغاية حول التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة على الدول القومية الغربية، مما أدى إلى تدهور احترام الوكالات للحقوق التقليدية".

تواطأت بريطانيا في التعذيب، وخالفت المعايير الأخلاقية، وشنت حربا على دولة ذات سيادة، وهي العراق، وكذبت على الشعب، وأسهم انعدام الثقة في أوساط السياسيين والمذابح في سورية والعراق اليوم، إلى وجود أزمة اللاجئين التي أسهمت في صعود اليمين الشعبوي في أوروبا، متجذر من تلك السنوات الاستثنائية والكذب على الشعب، وتدفع بريطانيا الآن ثمنا باهظًا؛ لإبعاد الإيمان المعلن بسيادة القانون وحقوق الإنسان والتصرف وفقا للمبادئ الأخلاقية، وحتى المسيحية.​

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إسرائيل تُؤكد علي وجود "نصر الله" في أثناء قصّفها…
فشل نتانياهو في إستهداف نصرالله و مبان سويت بالأرض…
موجات نزوح في لبنان ومعظم مراكز الإيواء الجماعية المخصصة…
إنعقاد أول حوار استراتيجي بين المغرب ومكتب الأمم المتحدة…
الجيش الاسرائيلي يُعلن القضاء على نائب قائد الوحدة الصاروخية…

اخر الاخبار

رئيس الوزراء الفلسطيني يُشيد بالجهود المتواصلة للملك محمد السادس…
وزير الخارجية الأميركي يدعُو إسرائيل وحزب الله لوقف إطلاق…
النمسا تُؤكد دعمها لمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب
الرئيس الفرنسي يزور المغرب نهاية أكتوبر المُقبل لتعزيز العلاقات…

فن وموسيقى

يحيى الفخراني يُعيد تقديم مسرحية "الملك لير" للمرة الثالثة…
منال بنشليخة تحتل الترند المغربي بثلاث أغاني من ألبوم "قلب…
إيمان العاصي تتألق في أولى بطولاتها المطلقة "برغم القانون"…
حميد الشاعري يتنازل عن بصمة صوته لتقديم أغانٍ جديدة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يخرج عن صمته ويتحدث عن أزمة فيلم…
شيرين عبد الوهاب وشمس الكويتية تغنيّان من أجل لبنان
سمية الخشاب تكشف عن موقفها من المشاركة في موسم…
كندة علوش تعود للدراما بعد غياب 3 سنوات بـ…

رياضة

المغربي ياسين بونو ضمن قائمة أغلى 10 حراس مرمى…
حكيم زياش يحذف تدوينته المنتقدة للحكومة المغربية
حكيم زياش ينتقد المغرب والدول التي تدعم الإبادة الجماعية…
هاري كين وجريزمان يتنافسان على جائزة لاعب الجولة في…

صحة وتغذية

ممارسة الرياضة في عطلات نهاية الأسبوع بُقلل خطر الإصابة…
علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة…

الأخبار الأكثر قراءة

ترمب يتهّم هاريس بالشيوعية ويتوقع أن تكون هزيمتها في…
إسرائيل ترغب في الإحتفاظ بالسيطرة على ممر فيلادلفيا وحماس…
بايدن يُؤجل خطاب الوداع المُبكر أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي…
زيلينسكي يُعلن سيطرتة على أكثر من 1250 كلم مربعًا…
بلينكن يُؤكد قبول إسرائيل مُقترح بايدن بشأن صفقة غزة…