الدار البيضاء - جميلة عمر
نظمت في العاصمة الكونغولية كنشاسا أشغال المؤتمر الـ "21" للمجموعة الإفريقية للقضاة التابعة للاتحاد الدولي للقضاة، والذي انعقد هذه السنة حول موضوع:" آليات مكافحة اللاعقاب في الجرائم الجنسية
ووجَّه المؤتمر دعوة لمشاركة رئيس الودادية الحسنية للقضاة عبد الحق العياسي بالنظر إلى تاريخها الحافل والوازن في استقبال وتنظيم المؤتمرات العالمية والإفريقية للقضاة بكل من الدار البيضاء ومراكش، وباعتبارها أحد المؤسسين الثلاثة الأوائل للمجموعة الإفريقية في الاتحاد الدولي في إطار تفاعلها الدائم مع التزامات المملكة الدستورية والتاريخية والأخلاقية مع البلدان الإفريقية.
وتميزت مشاركة الوفد المغربي الذي تكون من نائب رئيس الودادية الحسنية الدكتور محمد الخضراوي ورئيس المكتب الجهوي في الرشيدية الأستاذ رشيد تومي و ممثل لجنة الشباب في الودادية الحسنية للقضاة الأستاذ خليل بوبحي ، بإلقاء مداخلة تركيبية أبرزت موقف القضاء المغربي من الجرائم الجنسية سواء على مستوى الإشكاليات المسطرية أو الموضوعية أو على مستوى فلسفة التجريم والعقاب مذكرا بالعديد من الاجتهادات القضائية الهامة التي صدرت في قضايا أثارت اهتمام الرأي العام الوطني ومنها القرار الذي أصدرته محكمة النقض المغربية ونشر بافتتاح السنة القضائية الأخيرة وكان موضوع تفاعل إعلامي واسع حيث اعتبرت فيه محكمة النقض الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال جناية وليس جنحة لاستحالة تصور وجود رضا من طرف ضحية يبلغ عمره 8 سنوات، وهو ما سيحقق مقاربة قضائية ردعية ناجعة
وشكل المؤتمر فرصة لدق ناقوس الخطر بخصوص الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تطال المحتجزين بمخيمات تندوف والتي تتطلب حماية قانونية وقضائية وإنسانية, وشهدت أعمال المؤتمر الدولي الهام الذي عقد بمقر الحكومة الكونغولية، مشاركة وازنة لشخصيات حقوقية وقضائية وعسكرية افريقية وأوروبية تفاعلت على مدى أيام المؤتمر مع موضوع ذي حساسية كبرى وهو مكافحة اللاعقاب في الجرائم الجنسية حيث تدخلت كل من ممثلة رئيسة جمهورية الكونغو الديموقراطية المكلفة بقضايا العنف الجنسي وكذا الكاتب العام للاتحاد الدولي للقضاة والقاضي بمحكمة ترينو بإيطاليا .
وخلال كلمته ركز نائب رئيس الودادية الحسنية للقضاة الدكتور محمد الخضراوي أمام المؤتمرين الذين يمثلون حوالي 15 بلدا إفريقيا إضافة إلى بلدان أوروبية حضرت هذا اللقاء، على حجم التغييرات الإيجابية التي تعرفها المملكة المغربية في كل المجالات بفضل الأوراش الإصلاحية الكبرى التي يقودها جلالة الملك مشددا على الانخراط التام للودادية الحسنية للقضاة وتفاعلها مع كل القضايا الأساسية ومنها القضية الوطنية مشيرا إلى الندوات واللقاءات المتعددة الوطنية والدولية التي نظمتها هذه السنة بشراكة مع عدد من الفعاليات الحقوقية والمدنية والمهنية بعدة مدن وجهات ومنها خاصة في حاضرة الصحراء المغربية مدينة العيون وجوهرة الجنوب مدينة الداخلة الأبية، والتي تؤكد وحدة المملكة من خلال قضائها
وأكدت الودادية الحسنية للقضاة موقفها المندد بتقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول وضعية حقوق الإنسان واتهاماتها الباطلة غير الموضوعية التي تدخل في باب التأثير على استقلال القضاء الذي يبقى مبدأ عالميا يناضل من أجله كل قضاة العالم من خلال تأطيراتهم الوطنية والدولية وعلى رأسها الاتحاد الدولي للقضاة، مطالبا بضرورة التصدي الجماعي لمثل هذه المزايدات التي تبخس مجهودات المؤسسات الوطنية ومنها المؤسسة القضائية.
وشهدت فعاليات هذا اللقاء الدولي الهام، استقبال رئيس الوزراء الكونغولي للوفود المشاركة الذي نوه بأشغال هذا المؤتمر الذي يعتبر دعما كبيرا لدولة افريقية تسعى إلى تحقيق الأمن القانوني والاستقرار والتنمية، كما حظيَ الوفد الممثل للودادية الحسنية للقضاة بشرف تسلم درع الزعيم الإفريقي باتريس لومومبا.