دمشق - نور خوام
يعاني تنظيم “داعش” بشدة وتراجعت إيراداته، مما دفعه إلى اللجوء لفرض ضريبة على المواطنين بسبب إرتكابهم جرائم بسيطة مثل عدم إغلاق الأبواب، وكذلك الفشل في إجتياز إختبارات أحكام الشريعة الإسلامية. وكشف تقرير جديد عن الجماعة المتطرفة إستمرار فقدان تنظيم “داعش” للسيطرة على الأراضي داخل العراق وسورية، لتصل الخسائر في الإيرادات إلى الربع. كما تراجعت أعداد السكان في المناطق التي تخضع لسيطرة تنظيم “داعش” من تسعة ملايين العام الماضي إلى ستة ملايين شخص هذا العام، ما دفع الجماعة المتطرفة إلى فرض ضريبة على المخالفات البسيطة.
ووفقًا للتقرير الذي أعده مركز الأبحاث العالمي IHS، فإن واحدة من الضرائب الجديدة تشمل تغريم المواطنين 100 دولار ( 69 جنيهًا إسترليني ) عن ترك أبوابهم الأمامية مفتوحة. بينما تتعلق الغرامات الأخري بالسلوك الإجتماعي، وتشمل تغريم الرجال 50 دولارًا ( 34 جنيهًا إسترليني ) عن تشذيب اللحي، في حين قد يتم إجبار النساء على دفع مبلغ 25 دولارًا ( 17 جنيهًا إسترليني ) عن إرتدائهم عباءة ضيقة، أو دفع مبلغ 30 دولارًا عن مغادرة المنزل من دون إرتداء جوارب وقفاز، مع معاقبة السيدات التي تكشف عينيها بمبلغ 10 دولارات ( 6 جنيهات إسترليني ).
كما تشمل الجرائم الغريبة أيضًا وضع جرس حول رقبة الغنم، وتصل غرامتها إلى 10 دولارات ( 6 جنيهات إسترليني ) مع مصادرة الحيوان. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أي مواطن يفشل في الإجابة عن سؤال في إختبار لمدي الإلمام بأحكام الشريعة الإسلامية يتم تغريمه 20 دولارًا ( 14 جنيهًا إسترليني ) عن الإجابة الخطأ. بينما أي مسلم غير سني أو أي شخص عمل في السابق لصالح الحكومة العراقية أو السورية يتعين عليه شراء شهادة " التوبة " التي تتراوح تكلفتها ما بين 200 دولار ( 138 جنيهًا إسترليني ) و 2,500 دولار ( 1,722 جنيهًا إسترليني ).
وأوضح لودوفيكو كارلينو وهو أحد كبار المحللين في مركز الأبحاث IHS لموقع "ماركت ووتش" الخاص بمراقبة الأسواق بأن الضرائب تشكل ما يقرب من حوالي 50 بالمائة من مصادر الإيراد الشهري لتنظيم “داعش” ، وتتطرق إلى كافة الجوانب تقريبًا في حياة السكان. ومع خسارة الجماعة المتطرفة السيطرة على الأراضي، فقد تراجعت الإيرادات بنسبة 23 بالمائة.
ويأتي التقرير في أعقاب شن القوات العراقية لمواجهاتٍ برية عنيفة الشهر الماضي من أجل إستعادة السيطرة على مدينة الفلوجة من قبضة تنظيم “داعش” . وقد أصدرت أمس الفوات العراقية على الأطراف الشمالية للمدينة بيانًا أعلنت فيه بأن تنظيم “داعش” قد تم إجلاؤه من حي الصقلاوية، كما أفاد البيان أيضًا رفع العلم العراقي أعلى المنطقة. ومع ذلك فإن دخول قوات النخبة العراقية لمكافحة التطرف إلى وسط المدينة لا يزال بوتيرة ضعيفة، بسبب تتصاعد المخاوف بشأن مصير عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين داخل المدينة بحسب ما قال رئيس الوزراء حيدر العبادي.