الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
الحكومة الأفغانية

كابل ـ أعظم خان

وقف القائد الأعلى لتنظيم "داعش" في شمال أفغانستان وراء منبر مزين بدرع وكالة المخابرات الحكومية الأفغانية القوية، وعلى يساره كان قائد الشرطة المسؤول عن المقاطعة، وخلفه مجموعة متنوعة من الشخصيات البارزة، من الشرطة، والجيش، والشخصيات السياسية، ووضع أحدهم زجاجة من المياه المعدنية في مكان قريب، إذ عطش القائد بسبب ارتفاع حرارة الجو، وهكذا بدأ قائد "داعش"، مولوي حبيب الرحمن، حبسه، يوم الخميس، إلى جانب 250 من مقاتليه، وتسلم السيد رحمن في اليوم السابق من الحكومة الأفغانية مقاطعة جوزجان الشمالية، لتجنب استيلاء حركة طالبان عليها.

وشكر مضيفيه، وفي نبرة توبيخ، حذرهم من الالتزام بالاتفاق الذي أبرموه للتو، وقال السيد رحمن من المنصة "ادعمونا بالأمن الشخصي، وكذلك ظلوا أوفياء بالألتزامات التي قطعناها على أنفسنا بين بعضنا بعض، حتى نستعد للآخرين الذين يقاتلون ضد الحكومة، وإمكانية انضمامهم إلى عملية السلام".

رتّبت الحكومة لهم إقامة في دار للضيافة

وسلم السيد رحمن نفسه إلى الحكومة الأفغانية، بدلا من وقوعه أسيرا لحركة طالبان التي تشن هجوما على تنظيم "داعش" منذ شهر، والآن يدعو إلى عملية السلام، وانضم متمردون آخرون إلى الحكومة من خلال عملية سلام رسمية مفتوحة لأولئك الذين لا يتهمون بانتهاكات حقوق الإنسان، لكن هذا ليس أمرا محتملا مع "داعش"، حسب تصريحات المسؤولين.

وقال الجنرال فقير محمد جوزيجاني، قائد شرطة المحافظة، الذي شارك المنصة مع السيد رحمن "استسلموا للقوات الأفغانية، لكن لم ينضموا إلى عملية السلام، وهذان أمران مختلفان".

ورتبت الحكومة لهم إقامة في دار للضيافة في عاصمة مقاطعة شبرغان، وتم نشر حراس حولهم لمنع المتمردين من الدخول، وعلى الرغم من نزع سلاح المقاتلين فسُمح لهم بالاحتفاظ بالهواتف المحمولة وغيرها من الممتلكات الشخصية، وفي دار الضيافة، احتفل مقاتلو "داعش" بحظهم الجيد، واحتضن بعضهم البعض، كما أن أحد قادتها، المفتي نعمت، ارتدى قميصا ورديا، وساعة آبل، حمل هاتفا يعمل عبر الأقمار الصناعية، وأجرى اتصالات منتظمة لإجراء المقابلات.

وقالت الشرطة إن نحو 100 من السجناء كانوا أصغر من 18 عاما، وفاجأ العديد من المقاتلين الشباب برؤية الصحافيين والمسؤولين الذين ليس لديهم لحى، ونددوا بصوت عالٍ وجودهم، ووصفوهم بالكفار، مما أغضب بعض ضباط الشرطة، وقال أحد الضباط "لماذا لم ندع طالبان تقتلهم، بدلا من معاملتهم كضيوف شرف؟".

كان مقاتلو "داعش" في شمال أفغانستان يصل عددهم إلى 500 من أتباع قاري حكمت الله، حتى قتل في غارة جوية أميركية في أبريل/ نيسان الماضي، وظهر السيد رحمن والسيد نعمت، كقادة للمجموعة.

نُقلوا مِن ساحة المعركة بطائرات تابعة إلى الجيش الأفغاني

وقال نعمت إنهم قرروا الانضمام إلى جانب الحكومة، مؤكدا أن الولايات المتحدة تدعم طالبان، ولا أحد يدعمهم، فالعالم كله يقف ضدهم، وقال إنه انضم إلى تنظيم "داعش" لأنه يؤمن بأيديولوجية المجموعة التي شعر أنها أقرب إلى القيم الأفغانية من تلك التي لدى طالبان أو الحكومة.

وحارب السيد نعمت والسيد رحمن وأتباعهما من قبل إلى جانب طالبان والحكومة قبل الانضمام إلى "داعش" في عام 2016، وقال نعمت "نريد أن يقبل الآخرون أفكارنا بقلوبهم، وليس بالقوة، ليست هناك حاجة إلى إجبار الناس على قبولنا".

ووفرت الطبيعة المريبة لاستسلام الدولة "داعش" دعاية انتخابية لطالبان التي بدأت هجوما بجانب الآلاف من المقاتلين منذ نحو شهر للقضاء على "داعش" في الشمال، واستسلم جميع مقاتلي "داعش"، وتم توقيفهم من قبل طالبان أو قتلهم، وفقا للسيد نعمات، فضلا عن المتحدثين باسم الحكومة وطالبان.

وتم نقل مقاتلي "داعش" من ساحة المعركة بطائرات هليكوبتر تابعة إلى الجيش الأفغاني، لتجنب الرحلة المحتملة المخاطر على الطرق، وقال السيد نعمت "لقد وعدت الحكومة الأفغانية أنها لن تعاقبنا، يجب على الحكومة الأفغانية أن تنقذ حياتي وأن تزودني بالأمن".

وبدأت الخطوط بالفعل تتشكّل خارج مقر الشرطة الإقليمية، حيث قدم أشخاص مثل هذا الدليل، وقال الجنرال جوزجاني إنه تم استلام 50 شكوى الخميس: "في كل شكوى، سيتم استجواب المقاتلين والتحقيق معهم".

تُحقّق الحكومة الأفغانية مع أعضاء مِن "داعش"

وتلقت الحكومة الأفغانية 50 شكوى للتحقيق مع أعضاء "داعش"، ومن بين أصحاب الشكوى، يار محمد، 53 عاما، وهو مزارع من منطقة درزاب في محافظة جوزجان، معقل مقاتلي "داعش" في الشمال، إذ في 24 يوليو/ تموز، قال إن ابنة أخته الحامل، نورية، قُتلت بالرصاص على يد عبدالرحمن ومجموعة مقاتلي السيد نعمت أثناء زيارتها للطبيب، وقبل 5 أشهر، تم قطع رأس ابن عمه بركات الله من قبلهم للاشتباه في دعمه للحكومة.

وأضاف "خسرنا كل شيء بسبب داعش، والآن تنقذهم الحكومة وتساعدهم، توفر لهم الطعام والماية المعدنية وتناقلهم بالطائرات الخاصة، ونحن لا يمككنا الحصول على الطعام".

وأكد محافظ المحافظة، لطف الله عزيزي، أن أي جريمة لن يتم إغفالها، لكن الهجمات المنسقة التي تشنها القوات الخاصة الأميركية والأفغانية، المدعومة بالغارات الجوية قللت بشكل كبير من وجودهم في تلك المنطقة خلال الأشهر الأخيرة، ركزوا بدلا من ذلك على شنّ هجمات انتحارية على أهداف مدنية خفيفة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الملك محمد السادس يُوجه رسالة إلى المشاركين في المنـاظرة…
تجددت الاشتباكات بين القوى الأمنية الفلسطينية ومسلحين من كتيبة…
وفد دبلوماسي أميركي رفيع المستوى يصل دمشق للقاء ممثلين…
الأمم المتحدة تُصوت على مشروع قرار لطلب رأي محكمة…
دعوى قضائية تتهم إدارة جو بايدن بالتخاذل عن إجلاء…

اخر الاخبار

وزير الداخلية المغربي يؤكد الاهتمام الذي يوليه الملك محمد…
وفد برلماني شيلي يشيد بدينامية المشاريع التنموية بمدينة الداخلة
وزير الخارجية الأميركي يُشيد بالشراكة مع المغرب في مجال…
لفتيت يُبرز مجهودات وزارة الداخلية لمحاربة البطالة ودعم المقاولات…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري
أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
أحمد السقا يكشف عن مفاجأة حول ترشحه لبطولة فيلم…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة
المغرب يُنتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في أفريقيا

الأخبار الأكثر قراءة

غارات إسرائيلية على ضاحية بيروت تتسبب في مقتل عشرات…
ترامب يرشح روبيو لوزارة الخارجية ومايكل والتز مستشاراً للأمن…
دعوات في طهران للتفاوض مع ترامب للتغيير في العلاقات…
أميركا تستهدف منصات إطلاق صواريخ في الحديدة وتضرب أهدافاً…
دعوات إسرائيلية لضم الضفة والاحتلال يعترض مُسيّرتين في وادي…