واشنطن - المغرب اليوم
بعد مرور ثلاثة أسابيع من زيارة كاتب الدولة الأمريكي في الخارجية، مايك بومبيو، للمغرب، نشرت الإدارة الأمريكية النص الكامل للحوار الذي دار بين مسؤولين اثنين في الخارجية الأمريكية، وصحافيين، خصّص بشكل خاص لهذه الزيارة وكواليسها. الحوار نفى بشكل قاطع ما حاولت إسرائيل ترويجه على أنه أجندة للضغط على المغرب من أجل حمله على التطبيع معها خلال هذه الزيارة، وكشف في المقابل أن بومبيو جاء إلى الرباط حاملا أجندة أخرى لمحاولة محاصرة الصين وإقناع المغرب بعدم فتح الباب أمام نفوذها في المنطقة، وخاصة ذراعها التكنولوجي، “هواوي“، وماتعرٍضه من تكنولوجيا للاتصالات من الجيل الخامس.
أما موضوع التهديدات الإيرانية التي ظهرت في جل البيانات المشتركة الصادرة في الفترة الأخيرة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، فكشف فيه المسؤولان الأمريكيان معطى مثيرا، حيث قالا لمخاطبيهم إن زيارة بومبيوالأخيرة للمغرب شهدت ولأول مرة مبادرة المسؤولين المغاربة إلى طرح التهديد الإيراني. “عندما قلت هناك تصور مشترك للتهديدات، فإنني أقصد وجهة نظرهم حول إيران. فكما تعلمون قام المغرب عام 2017 بتسليمنا لبنانياداعما لحزب الله وتم ترحيله من المغرب إلى أمريكا. هناك سلسلة من الأشياء التي قام بها المغرب، وبالتالي، فهوشريك كبير…”، يقول أحد المسؤولين الأمريكيين. أما عندما سئلا عن ملف الصحراء وما إن كان مقبلا على تطورات،رد أحد المسؤولين بالنفي، مضيفا أن الوقت الحالي يعرف انتظار تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة، “لكن لم يحدث أي تطوّر منذ هذه الزيارة“.
الموظفان الكبيران في الخارجية الأمريكية، نفيا وجود أي نية أمريكية للضغط على المغرب من أجل التطبيع مع إسرائيل. وحين وُجّه إليهما السؤال بشكل مباشر، قال أحدهما إنه لا يرغب في الدخول في التفاصيل، “لكن حتىأقول لكم الحقيقة، إن الأمر (أي التطبيع) لم يكن موضوع مباحثات. لقد استيقظت صباح اليوم، وقرأت ما قالته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” كما فعلتم أنتم تماما، وقد فاجأني ذلك باعتباره تسريبا إسرائيليا موجها للصحافة خدمة لقضاياهم. لقد تزامن الأمر مع رحلتنا إلى المغرب، لكن الأمر لم يكن ضمن أجندتنا“. ومباشرة بعد هذ االحديث، تدخّل المسؤول الثاني الذي حضر اللقاء، ليقول إن الموضوع الذي طُرح بالفعل خلال الزيارة ولم يتم الانتباهإليه، هو أن بومبيو تطرّق إلى موضوع التأثير الصيني، مضيفا أن أمر الجيل الخامس للاتصالات الذي تسوّقه شركة“هواوي” الصينية كان موضوعا للمباحثات.
أحد المسؤولين الأمريكيين عاد إلى هذا الموضوع في مرحلة أخرى من المحادثة، وقال إنه لن يخوض في التفاصيل،“لكنهم أدركوا على ما أعتقد (يقصد المسؤولين المغاربة) التحديات التي يطرحها التدخل الصيني“. ومباشرة بعد ذلكعقّب المسؤول الثاني بالقول: “بالتأكيد“. أعتقد أننا التقينا مسؤولي استخباراتهم، وقد فهموا ذلك“، في إشارة منهإلى اللقاء الخاص الذي جمع بومبيو ومرافقيه، بالمدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني، عبداللطيف الحموشي، في مقر هذه الأخيرة بالرباط.
إحدى أهم رسائل هذه المحادثة المنشورة، تتمثل في كون واشنطن تعوّل على الدور المغربي في عمليات مرتقبة فيالمستقبل القريب، لمحاربة الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء. وتوقّف المسؤولان الرفيعان في الإدارة الأمريكية مرارا عند المناورات العسكرية المكثفة التي جرت بين الجيشين المغربي والأمريكي في السنوات الأخيرة،وقالا إن هناك تطابقا في وجهات النظر، من حيث تقييم المخاطر الأمنية المقبلة من منطقة الساحل والصحراء.
وردا عن سؤال ما إن كانت المعدات والأسلحة التي حصل عليها المغرب أخيرا من الولايات المتحدة الأمريكية ترتبط بمواجهة تهديدات إيرانية محتلمة في المنطقة، ردّ المسؤلان بالخارجية الأمريكيىة بالقول إن المغرب لا يكتفي بنشر عددكبير من قواته ضمن بعثات حفظ السلام بالقارة الإفريقية، بل يشارك بنشاط في مبادرات محاربة الإرهاب بالقرب منحدوده. وحين سأل أحد الصحافيين مقاطعا: “من هم مثلا هؤلاء الخصوم بالقرب من حدود المغرب؟“، ردّ أحدالمسؤولين بالقول إنهم القاعدة وداعش. وأضاف أن المغرب سبق له أن اشتكى من دور حزب الله المقرب من إيران فيتدريب البوليساريو، “لكنهم (أي المسؤولين المغاربة) منشغلون أيضا بالتطورات التي تطرأ في الجنوب من حدودهم،في الساحل، حيث يتزايد عدد الإرهابيين والدول الهشة. هل تلاحظون ذلك؟ لقد قرأت اليوم في عناوين الصحف حدوث انفجار في بوركينافاصو على سبيل المثال، هل اطلعتم عليه؟“.
النص الكامل للحوار كما نشره موقع الخارجية الأمريكية، يحمل تاريخ 5 دجنبر 2019، وهو اليوم، الذي جرت فيه زيارة بومبيو للمغرب، لكن مضمون الحديث الذي دار بين المسؤولين الرفيعين والصحافيين، يوحي بأن اللقاء جرى فيوقت لاحق، كما يكشف أحد مقاطع الحديث أن اللقاء جرى في الغالب يوم، أول أمس الأربعاء 25 دجنبر، حيث يشيرأحد المسؤولين إلى تفجير يقول إنه وقع “اليوم” في بوركينافاصو، حيث شهدت هذه الأخيرة تفجيرا إرهابيا كبيرا أولأمس الأربعاء. فيما تكشف نهاية اللقاء، أنه كان مخصّصا بشكل حصري لموضوع المغرب، حيث ينهي أحد المسؤولينالكبيرين محادثته مع الصحافيين الذين طرحوا مواضيع أخرى تتعلق بالشرق الأوسط وإيران، “إننا خرجنا عنموضوع المغرب“.
قد يهمك أيضًا :
واشنطن تفرض عقوبات على قادة ميليشيات عراقية تدعمها طهران "روعوا المتظاهرين"
قناة إسرائيلية تُؤكّد أنّ مَلَك المغرب ألغى لقاءً مع بومبيو بسبب نتنياهو