واشنطن ـ يوسف مكي
تشهد الولايات المتحدة الأميركية أكبر عملية إجلاء جماعي من أي وقت مضى قبل إعصار "إرما"، الذي بات قريبا من ولاية فلوريدا حاليًا، وذلك وفقا لما اشارت اليه جريدة "التلغراف" البريطانية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وصل الى منتجع "كامب ديفيد" الليلة الماضية، وعقد اجتماعا لمجلس الوزراء.
وحثَّ مستشاره لشؤون الأمن القومي توم بوسرت في مؤتمر صحفي للبيت الأبيض الناس على تنفيذ أوامر الإجلاء.
وقال: "يرجى الاستماع إلى السلطات المحلية ". واشار الى ان السكان "تحتاج إلى الإخلاء من الجنوب إلى الشمال - وهي عملية متداخلة ومدروسة بعناية. وتقوم شرطة غرب "بالم بيتش" بالتنقل بين منزل وآخر، لحث الناس على إطاعة أمر الإخلاء الإلزامي.
وتواصل فرق الإنقاذ أعمالها بغية مساعدة المتضررين من الإعصار، في الوقت الذي أرسلت فيه دول مثل فرنسا وهولندا وبريطانيا مساعدات. كما تبحث البحرية الهولندية إمكانية الرسو في جزيرة "سان مارتن"، أكثر الجزر تضررا، والتي أصيب ميناؤها بأضرار بالغة. ودمر الإعصار، وهو من الفئة الخامسة من الأعاصير وأعلى مستوى محتمل، جزيرتي باربودا وأنغيلا، ويمر حاليا شمال جمهورية الدومينيكان ويهدد جزر توركس وكايكوس (وهي جزر بريطانية) وقيل إن جزيرة باربودا أصبحت "بالكاد صالحة للسكن". وقال مسؤولون إن جزيرة سانت مارتن قد دمرت بالكامل تقريبا، ومن المتوقع زيادة أعداد الضحايا.
ورفعت هايتي وكوبا وولاية فلوريدا الأميريية، التي تقع جميعها في مسار الإعصار، الاستعداد تحسبا لحدوث فيضانات وهبوب رياح شديدة. وقال ريك سكوت، حاكم ولاية فلوريدا، انهم يعملون لضمان توفير الوقود للسيارات للوصول الى الملاجئ. وقال للناس يجب أن لا تنتظر، وينبغي أن تترك الولاية الآن. وقد ارسل الجيش الاسرائيلى عدة طائرات مساعدات الى المنطقة بعد ان تعرضت الاراضى البريطانية لجزر تركس وكايكوس لانهيار "الرياح" التى تصل الى 175 ميلا فى الساعة و 20 قدما فى وقت مبكر من يوم الجمعة. وتقوم ايرما حاليا بتتبع مسار على طول ساحل كوبا باتجاه جزر البهاما حيث من المقرر ان تصل الى وقت مبكر من يوم السبت قبل ان تصل الى جنوب فلوريدا يوم الاحد.
والعدد الرسمي للقتلى بسبب اسوأ عاصفة على الاطلنطى هو 14، ولكن من المتوقع ان يرتفع هذا العدد.
وقد حذرت الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ من أن أكثر من 100 ألف شخص قد يحتاجون إلى المأوى بعد أن يصل الإعصار إلى الولايات المتحدة، مضيفا أن "إرما" سيدمر الاملاك في فلوريدا و بعض الولايات الجنوبية الشرقية". وفي الوقت نفسه ارسلت قوات اضافية الى جزيرة سانت مارتن المدمرة يوم الجمعة للسيطرة على عمليات النهب الخطيرة، حيث بدأت ثلاث طائرات تابعة للقوات الجوية الملكية بنقل القوات والمعدات الى الاراضي البريطانية التي ضربتها بشدة.
وقد وصلت قوات "المارينز" البريطانية أيضا إلى أنجيلا للبدء في إصلاح المباني. وفي الوقت الذي تخترق فيه عاصفة إرما منطقة البحر الكاريبي، تمت ترقية عاصفتين أخريين في المنطقة إلى حالة إعصار: كاتيا في خليج المكسيك وخوسيه، التي تتبع إرما في المحيط الأطلسي، ولها بعض الجزر التي تعرضت للضرب بالفعل في طريقها المتوقع. وقال الصليب الاحمر ان ما يقدر ب 1.2 مليون شخص قد تأثرت بالفعل من قبل ايرما وهذا الرقم يمكن ان يرتفع بشكل حاد الى 26 مليون شخص وسط مخاوف من انتشار المرض في المناطق التي تنهار فيها مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي.
وأدى الإعصار المدمر إلى رفع التصنيف لرقم خمسة على مقياس الإعصار للمرة الأولى في وقت مبكر من يوم الجمعة.
أعلنت جزر "فرجن" البريطانية، التي شهدت انخفاضا في منازلها، وأصبحت العديد من الطرق غير صالحة بعد العاصفة "المدمرة"، حالة الطوارئ. وكان الاعصار قد انخفض يوم الجمعة الى عاصفة من الفئة الرابعة، ولكنه مازال "قويا" مع رياح تصل الى 155 ميلا فى الساعة. وقد أعلنت حالات الطوارئ في كوبا وفلوريدا وجورجيا. وحث دونالد ترامب الناس على "الخروج من الطريق".
وتخلت وزارة الأمن الداخلي مؤقتا عن القيود الفيدرالية على نقل السفن الأجنبية للبضائع من أجل المساعدة في توزيع الوقود على الولايات والأقاليم المتأثرة بالأعاصير هارفي وإرما. وفي بيان، قالت وزيرة الامن الداخلي بالانابة الين دوك: "ان هذا اجراء وقائي لضمان توافر ما يكفي من الوقود لدعم جهود انقاذ الارواح، والرد على العاصفة، واستعادة الخدمات الحيوية والبنية الاساسية الحيوية".
ويؤثر التنازل لمدة سبعة أيام بالتحديد على شحنات المنتجات المكررة، مثل البنزين، في المناطق المتضررة من الأعاصير. ويحظر قانون جونز هذه الشحنات بين النقاط الأمريكية على متن سفن أجنبية. وكان آخر إعفاء من هذا القبيل في كانون الأول / ديسمبر 2012، بالنسبة للمنتجات النفطية التي سلمت بعد إعصار ساندي.
وتحارب السلطات النهب مع استمرار جهود المساعدات الكاريبية، وقد بدأ مئات من تعزيزات الشرطة وفرق الانقاذ فى الوصول الى سانت مارتن وهي جزيرة مقسمة بين فرنسا وهولندا وسط تقارير عن نهب ونقص فى مياه الشرب والغذاء والوقود. وشاهد مصور وكالة "فرانس برس" حشدا من حوالى عشرة اشخاص اقتحموا "سوبر ماركت" صغيرًا في منطقة كوارتييه-دورليانز في الجزيرة يوم الخميس. ونقلت الصحيفة الهولندية اليوم الجمعة عن احد الشهود قوله ان "اشخاصا مسلحين بالمسدسات والمناجل هم فى الشوارع ... ولا احد يشعر بالامان". وقال رئيس الوزراء الهولندى مارك روت عندما سئل عن النهب "ان الوضع خطير". وقال "لن نتخلى عن سانت مارتن"، مشيرا الى اسم الجزيرة البديل باللغة الهولندية.
وقال وزير اقاليم ما وراء البحار الفرنسية انيك جيراردين ان "النهب وقع امامنا" خلال رحلة قامت بها يوم الخميس الى سانت مارتن حيث فقدت غالبية السكان البالغ عددهم 80 الف شخص منازلهم. ذكرت الشرطة اليوم الجمعة ان رجلين، احدهما ضابط صغير في شرطة الحدود، اعتقلا الليلة الماضية بينما كانوا يسرقون معدات القوارب. واشار ترامب: ان الولايات المتحدة "مستعدة على أعلى مستوى" للتعامل مع إيرما، وقد تحدث السيد ترامب لفترة وجيزة للصحفيين يوم الجمعة قبل ان يستقل مارين وان للسفر الى كامب ديفيد فى نهاية الاسبوع. وقال للصحافيين "نأمل ان تسير الامور بشكل جيد". تلقى الرئيس ترامب إحاطة حول إرما في وقت سابق من أمس الجمعة. وهو يقضى عطلة نهاية الاسبوع في معسكر الجبل الذي تملكه الحكومة في مريلاند حيث سيتابع تداعيات العاصفة، ويعقد اجتماعا لمجلس الوزراء اليوم السبت.