بانجول ـ عادل سلامة
تبدأ لاعبات فريق "العقارب الحمراء" لكرة القدم في غامبيا، الحفلة التمهيدية بالصلاة الحزينة تحت ظلال شجرة الباوباب، على الرغم من أنهن اعتدن على الرقص والغناء. وجاء ذلك عقب غرق حارسة مرمى الفريق، فاطمة جاوارا، قبل ثلاثة أشهر قبالة السواحل الليبية، بينما كانت تحاول الهرب إلى أوروبا في سبيل إنقاذ عائلتها من الفقر والاحتراف في الأندية الأوروبية. والآن تعيش أسرتها وفريقها معاناة حقيقة بسبب خسارتها.
وأوضحت أوامي جاوارا، شقيقتها، قائلة "الشيء الوحيد الذي كانت ستتحدث عنه هو اليوم الذي ستجعل أمها وستعجلنا جميعًا سعداء"، وذلك في إشارة إلى المخاوف التي راودت فاطمة جراء معاناة أسرتها من أزمة العيش. ويعتبر مصير فاطمة نفس مصير مئات آخرين في غامبيا وغرب أفريقيا، الذين لقوا حتفهم أثناء عبور البحر الأبيض المتوسط أو في وسط الصحاري الضارية للوصول إلى أوروبا. فوفقًا لإحصائيات المنظمة الدولية للهجرة، حاول مئات الغامبيين الهجرة إلى أوروبا، بينما بلغت نسبة الذين يعشون خارج البلاد أكثر من 4.3 في المائة، كثير منهم هرب إلى السنغال من القمع، وانعدام الفرص في غامبيا؛ وأن الرئيس الغامبي يحيى جامع سجن وقتل خصومه لأعوام عديدة.
وبعد فوز أداما بارو على جامع في الانتخابات الرئاسية في كانون الأول/ديسمبر، شعر العديد من الغامبيين الذين يعيشون في الخارج بالعودة إلى بلادهم، إلا أن جامع شكك في نتيجة الانتخابات. وتزامنًا مع تولي باور، قررت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إرسال قوات، لكنها الآن تراجعت عن ذلك، في حين يستعد الجميع للأسوأ. وتكسر فاطمة جاوارا الصورة النمطية لهذا للنوع التقليدي من المهاجرين الأفارقة. ولا يزال هناك عددًا كبيرًا من المهاجرين بما في ذلك الرياضيين يأملون في الاحتراف بالأندية الأوروبية وزيادة رواتبهم.