الرباط - المغرب اليوم
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، السبت بمراكش، أن المبادرة الدولية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي "تعد بتحول استراتيجي لبلداننا".
وقال بوريطة، خلال افتتاح أشغال اجتماع وزاري للتنسيق بشأن المبادرة الدولية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، بمشاركة مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، " إن هناك دوافع استراتيجية وبراغماتية كثيرة تجعل هذه المبادرة الملكية "تعد بتحول استراتيجي لبلداننا".
وأوضح أن أول هذه الدوافع يتمثل في "تقليد التعاون والتآزر والتضامن القائم على الدوام بين المغرب، وملوكه، وبلدان الساحل الشقيقة".
وأبرز أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس دأب على إيلاء الأهمية لهذه الروابط وتعزيزها، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن المبادرة الملكية تشكل امتدادا للالتزام الفاعل والمتضامن للمملكة، ولجلالة الملك شخصيا، إلى جانب بلدان الساحل الشقيقة.
وقال بوريطة إن الغرض من ذلك، " يكمن بكل بساطة وتواضع، في تثمين تقليد التعاون المتضامن، لتجسيد القناعة الثلاثية التي تنبني عليها المقاربة الملكية ".
وأوضح في هذا الصدد، أن القناعة الأولى هي أنه بالنسبة لجلالة الملك فإن منطقة الساحل ليست، ولم تكن أبدا منطقة مثل أي منطقة أخرى، ناهيك عن كونها منطقة عبور عادية بين شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء.
وتابع الوزير أن القناعة الثانية مفادها أن جلالة الملك، نصره الله، لطالما كان مقتنعا بالمؤهلات التي تزخر بها دول الساحل.
وأضاف أنه "حيثما يرى الكثيرون المشاكل، يرى جلالة الملك الفرص. وكلما تعلق الأمر باليأس، إلا ووقف جلالته عند المؤهلات، وكلما اختار البعض الحلول السهلة، فإن جلالة الملك يوصي بالمعالجة العميقة من أجل بلورة حلول حقيقية".
وبخصوص القناعة الثالثة لجلالة الملك محمد السادس، أكد الوزير أن جلالته يدافع عن التنمية باعتبارها مفتاحا لحل مشاكل منطقة الساحل.
وأشار في هذا السياق، إلى أن المبادرة الملكية تعد بأن يبذل المغرب كل طاقته وجهوده ويتقاسم كل خبرته، مؤكدا أن الأمر يتعلق بدعم شركاء الساحل من أجل تحرير القدرات الهائلة التي تزخر بها المنطقة، وبالتالي تسريع النمو والتنمية المستدامة والشاملة لاقتصادات المنطقة.
وتعكس هذه المبادرة فلسفة الرؤية الملكية، التي تم التعبير عنها بمناسبة انعقاد القمة التاسعة والعشرين للاتحاد الإفريقي، "من أجل انبثاق إفريقيا جديدة؛ إفريقيا قوية وجريئة تتولى الدفاع عن مصالحها، إفريقيا مؤثرة في الساحة الدولية."
وأشار في هذا السياق، إلى أنه "إذا تمكنت قوى الشر الإرهابية والانفصالية وغيرها من المفسدين من فرض تهديداتها على المستوى الإقليمي، فإنه لا يمكن أن تتخلف قوى الخير عن إشاعة النمو وتحقيق تنمية الساكنة إقليميا".
وقال " إن هذا هو الهدف الذي ترنو إليه مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس -نصره الله- لتسهيل ولوج دول الساحل الشقيقة إلى المحيط الأطلسي. لأنه من غير المعقول اليوم أن تظل أرض خصبة كمنطقة الساحل، معزولة لغياب التضامن والجرأة".
وأكد بوريطة أن المبادرة الملكية تقترح إعادة التفكير في النموذج والبناء، بشكل مشترك، لحلول مبتكرة وشجاعة.
وخلص بوريطة، إلى أن جلالة الملك " يفضل الاستثمار الحقيقي المنتج للثروة المشتركة والمستدامة. كما يفضل جلالته المشاريع المهيكلة وفق منطق "رابح-رابح"، ويركز جلالته أيضا على قوة تشكيل الوعي بدل المنطق الأمني فقط".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
وزير الخارجية المغربي يُجري مُباحثات مع نظيرته الأندونيسية