الدار البيضاء - جميلة عمر
تسببت رشوة صغيرة في فضح مبلغ مالي تجاوز الـ17 مليار سنتيم في منزل البرلماني زين العابدين الحواص ، وهو رئيس بلدية حد السوالم التابعة لجهة الدار البيضاء سطات. وحسب مصدر أمني ، فقد تفجرت فضيحة في مدينة حد السوالم المحسوبة إداريا على إقليم برشيد حيث تورطت مجموعة من المسؤولين و الأعيان يتقدمهم البرلماني زين العابدين الحواص بالرشوة والتزوير.
وقُدمت في حق البرلماني زين العابدين ، قرابة 200 شكوى تتهمه بالفساد و الرشوة و استغلال النفوذ و الشطط في استعمال السلطة و الترهيب و النصب و التزوير و سوء التدبير برفقة تسعة أشخاص أخرين يشغلون مناصب مختلفة في هرم السلطة المحلية سواء في بلدية السوالم أو بعمالة إقليم برشيد. وقد سقط أصحاب الشكاوى ضحية زين العابدين ومن معه ، بحيث تعرضوا الى النصب ، كما تم النصب على شركات و مقاولين و منعشين عقاريين الذين وجدوا أنفسهم ضحية لوبي على شكل شبكة متفرعة .غير أن اعتقال زين الدين حواص لم يتم سوى بعد بروز قضية رشوة مؤكدة بقيمة 80 مليون سنتيم.
هذه الرشوة الصغيرة ـــ 80 سنتيم ــ لزين الدين أسقطته في فخ الاعتقال ، وجعلته يفقد المجد والعز والحماية البرلمانية. كما اعتبر زين الدين 80 مليون السنتيم بمثابة هدية و ليست رشوة و هو الأمر الذي فنده صاحب المبلغ، مؤكدا أنه تعرض للابتزاز من طرف حواص الذي أجبره على تقديم 80 مليون سنتيم إن هو أراد الحصول على ترخيص لبناء تجزئة سكنية.
لكن الفرقة الوطنية ، خلال الاستماع إليه حاصرته بعدد من المعطيات و الوثائق التي لم يجد من خلالها بدا من الاعتراف بالمنسوب إليه و من ضمنها وثيقة تؤكد وجود تحويل مصرفي في حسابه الخاص بقيمة 80 مليون سنتيم من المنعش العقاري صاحب الشكوى، فضلا على تسجيلات صوتية تؤكد عملية الابتزاز
وطوقت الفرقة الوطنية رئيس بلدية السوالم بعدة أسئلة ، بحيث وجهت له أيضا تهمًا باختلاس المال العام و الإرتشاء خصوصا في ملفات التجزئات العقارية، إذ أكد عدد من المنعشين و المقاولين العقاريين في شكاويهم ، أنه لا يمكن الحصول على التراخيص المطلوبة و إنهاء الأشغال و رخص مطابقتها و رخص السكن بمنطقة السوالم إلا بعد دفع مبالغ مالية كبيرة ناهيك عن اقتطاع بقعة من كل تجزئة رخصت بها البلدية لصالح شخصيات الشبكة المتورطة في هذا اللوبي.
كما أظهرت التحقيقات الجارية وجود تلاعبات في عدد من الصفقات العمومية التي أنجزت لفائدة الجماعة دون أن تؤدي الأخيرة ما بذمتها رغم مرور الأجال المتفق عليها فضلا على استفادة بعض الشخصيات المقربة من الرئيس المتورط من الإعفاء الضريبي خاصة في ما يتعلق برسوم الأراضي غير المبنية. كما أن عناصر الفرقة الوطنية قد حلت في ساعات مبكرة لفيلا الحواص حيث تم العثور على مبالغ مالية ضخمة من فئة 200 درهم قدرتها بعض المصادرالمطلعة بحوالي 17 مليار سنتيم في خزانة حديدية فضلا على مصادرة مبلغ 3 ملايير سنتيم كان مودعا في حسابه المصرفي الخاص.
كما أجري بحثا قضائيا بأوامر من الوكيل العام للملك لإحصاء الممتلكات التي في حوزة زوجة زين الدين الحواص و في اسم ربيبته و أم زوجته و بعض من أفراد عائلته و الكشف عن حساباتهم البنكية في ظل معطيات تؤكد أن الحواص كان يضع جزءا مهما من مدخراته المالية و العينية في حساباتهم لتجنب الشبهات.
و كان البرلماني الذي سبق و ترشح بلوني الأصالة و المعاصرة قبل أن يجرده الحزب من عضويته بعد أن تورط في قضايا كشفتها لجان التفتيش التابعة لوزارة الداخلية و بلون الاستقلال فيما بعد قبل أن تجرده محكمة النقض من منصبه كرئيس بلدية في ما بات يعرف بفضيحة الصفقات العمومية و التعمير بمنطقة السوالم ، قد تعرض للمنع قبل أيام من السفر بمطار محمد الخامس الدولي و هو يهم بمرافقة أسرته للديار المقدسة قصد أداء مناسك العمرة.
و تعرض البرلماني و رئيس بلدية السوالم المجرد من صفتيه للمنع من طرف أمن و جمارك المطار، و ذلك تماشيا مع تعليمات الوكيل العام للملك بإغلاق الحدود في وجهه في انتظار التحقيقات التي باشرتها عناصر الفرقتين الوطنيتين للدرك و الشرطة القضائية التي تهم مجموعة من قضايا الفساد الإداري في منطقة السوالم.