أوتاوا - خليل شمس الدين
هزّ حادث الدهس في ترونتو، كندا، الثلاثاء، العالم أجمع، إذ لا يشهد هذا البلد أي أعمال متطرفة، ولذلك يحوم الغموض بشأن الحادث النادر، ووُجهت له 13 تهمة جميعها تدور بشأن محاولة القتل إلى المشتبه به أليك مينسان، 25 عاما، والذي قتل بالفعل 8 أشخاص في هجوم بشاحنة أثناء قيادتها في شارع مزدحم في ترونتو، وأُعلن عن الاتهامات في جلسة استماع في محكمة ترونتو.
الهجوم الأعنف في تاريخ كندا
ويعدّ الهجوم هو الأعنف المتعمد في التاريخ الكندي الحديث، وتعرفت الشرطة على مينسان، وهو من سكان حي ريتشموند هيل في تورنتو، وهو سائق الشاحنة التي صدمت مسيرة هادئة بعد ظهر الإثنين في تورنتو في شارع يونغ ستريت، أحد الطرق الرئيسية في المدينة، وسحب المشاة بالسيارة لامتداد ميل تقريبا، وقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وجرح 15 آخرون.
وأوقف الشاحنة على الرصيف بعد عملية القتل وسلم نفسه للشرطة بعد مواجهة متوترة ادعى فيها أنه كان مسلحا ويجرؤ على إطلاق النار على رأسه.
وقال المسؤولون الكنديون إن عملية القتل لا تبدو ذات صلة بالتطرف، رغم أن تصرفات السائق تبدو متعمدة، ولكن دوافع مينسان للهجوم غير واضحة، ومع ذلك، أثارت أعمال القتل المخاوف من تعرض تورونتو لهجوم متطرف، واستدعى الحادث ذكريات هجمات السيارات القاتلة التي قام بها متطرفون ضربت عددا من المدن الغربية الكبرى في الأعوام الأخيرة، بما في ذلك نيويورك ولندن وستوكهولم وبرلين وبرشلونة ونيس.
المتهم على وعي بما فعل
وعندما سأله القاضي ستيفن ويسبيرغ، في الجلسة التي نظرت فيها المحكمة بشأن ما إذا كان يفهم شروط حكم المحكمة بعدم الاتصال بأي من الناجين، أجاب السيد مينسان بصوت واضح وصاخب "نعم"، وكان يرتدي بدلة بيضاء ويداه مقيدتان خلف ظهره، وأحاط به سبعة من ضباط الشرطة بالزي الرسمي في غرفة الجلسة، ومثل مينسان في الجلسة محاميا عينته المحكمة، وهو محتجز دون كفالة.
وحضر رجل بدا أنه والد مينسان جلسة الاستماع لكنه لم يقدم أي تعليق للصحافيين بخلاف القول إنه لم يتحدث مع مينسان، وصور شهود عيان مقاطع فيديو باللهواتف المحمولة، لحادث يوم الإثنين واعتقال المشتبه به، وحينها أصاب ترونتو مشهدا مروعا.
صورة سلمية المدينة تتغير
كان ديفيد ألس، وهو مهندس شبكة يبلغ من العمر 53 عاما، ينتظر عند إشارة ضوئية في شارع يونغ، أثناء توجهه إلى الحديقة للاستمتاع بيوم مشمس، وحينها رأى سيارة بيضاء تتنقل عبر التقاطع، وفي نحو الساعة 1:20 بعد الظهر، قال السيد ألس، إنه تحول فجأة وصدم الناس وسحبهم على الأرض، موضحا "في البداية اعتقدت بأن السائق كان يعاني من نوبة قلبية قبل أن أدرك ما كان يحدث".
ولفت السيد ألس، وهو من مواطني أوتاوا، إنه انتقل إلى مدينة تورنتو منذ نحو 20 عاما، بسبب الجو السلمي للمدينة ونقص معدلات الجريمة، موضحا أن حادث الشاحنة دمر براءة مدينة إنسانية متعددة الثقافات، مضيفا "هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها شيئا مروعا، إنها خسارة للبراءة، ولتورنتو السلمية، كان هذا سبب حبي لها".
ولا يزال مواطنو تورنتو في حالة صدمة مما حدث، لكنهم أصروا على أن المدينة ستتعافى بسرعة، وفي صباح الثلاثاء كان من الممكن رؤية الركاب والسكان وهم يتوجهون إلى العمل.
من جانبها، قالت نانسي بروكس، 56 عاما، التي تعمل في إدارة الموارد البشرية لحكومة أونتاريو: "كندا تفتخر بالتنوع وروح التسامح لذلك كان الأمر مزعجا بشكل خاص"، مضيفة "هذا ليس شيئا يحدث هنا، نحن نعتقد دائما بأننا معزولون عن هذا النوع من الأشياء، نود الاعتقاد بأننا مثل سويسرا".