الرباط ـ رشيدة لملاحي
يعيش "حزب الاستقلال" على وقع خلافات، تُتخذ فيها قرارات بسرعة، وتلغى بالسرعة نفسها، في الوقت الذي أعلن فيه الأمين العام حميد شباط عبر بيان رسمي تشبثه بقرار عقد المؤتمر يوم السبت 15 نسيان/أبريل الجاري، رغم لقائه بزعيم معارضيه حمدي ولد الرشيد والاتفاق على تأجيل الدورة الاستثنائية، ظهر محضر آخر يحمل توقيع عبد القادر الكيحل نيابة عن الأمين العام وتوقيع حمدي ولد الرشيد واسم القيادات التي تدخلت لإيجاد حلّ للتوتر اللذي يشهده الحزب وهم عبد الواحد الفاسي وبوعمرتغوان ومحمد السوسي، يُعلنون تأكيدهم تأجيل الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني من جديد.
وتوصل الطرفان إلى إلغاء المجلس الوطني الاستثنائي، وعودة الوزيرين السابقين كريم غلاب وياسمينة بادو على اللجنة التنفيذية. وبخصوص الشباب المعتصمين في مقر حزب الاستقلال في الرباط، عقب الأحداث العنيفة، أكد محضر الاتفاق أن كل من زعيم حزب الاستقلال حميد شباط وحمدي ولد الرشيد سيعقدون لقاءً مع المعتصمين لمعرفة خلفيات احتجاجهم.
وأصدر زعيم حزب الاستقلال في ساعات متأخرة، من ليلة خميس الجمعة، بيانًا جديدًا يؤكد من خلاله، أنه "عملا بمقتضيات الاتفاق الموقع يوم الخميس في الرباط لتجاوز الصعوبات التي تعرقل التحضير العادي للمؤتمر الوطني السابع عشر، وخاصة النقطة الأولى منه، فإنني أخبر أعضاء المجلس الوطني بتأجيل الدورة الاستثنائية التي كان من المنتظر تنظيمها يوم السبت 15نيسان/ أبريل الجاري- عند الساعة الثالثة عصرًا"، حسب البلاغ .
يُشار إلى أن الاتفاق بين الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط ومتزعم معارضيه حمدي ولد الرشيد، قد تم تراجعه عنه، عقب رفض زعيم الحزب توثيق المحضر، على خلفية رفض أنصاره بعض الشروط التي تضمنها الاتفاق ومن بينها تعديل المادة 96، المتعلقة بتشكيلة عدد أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر المقبل لتشمل كل أعضاء برلمان الحزب.
وعبّر معارضو حميد شباط عن غضبهم من موقف حمدي ولد الرشيد خلال الاجتماع المذكور خصوصا الوزيرين السابقين ياسمينة بادو وكريم، اللذين رفضا تقديم اعتذار عقب تصريحاتهما في حق الأمين العام على خلفية انتقادهما تصريحاته بخصوص موريتانيا، مؤكدين أن موقفهما كان في سياق الدفاع عن مصلحة الوطن وسمعة الحزب.
يُذكر أن منزل الوزير السابق بوعمر تغوان، شهد اجتماعًا عاصفًا بين الأمين العام حميد شباط، ومتزعم جناح معارضيه حمدي ولد الرشيد، تبادلا خلاله الاتهامات وتطور الأمر إلى مشادات كلامية، قبل تدخل الوسطاء وإقناعهم بإنهاء الخلافات الداخلية، بالرجوع لوصية الراحل بوستة أن وحدة الحزب هي الأهم، وانتهى الاجتماع بتحديد المؤتمر الاستثنائي يوم 29 نيسان/إبريل الجاري، وإلغاء اجتماع المجلس الوطني الذي من المقرر، السبت المقبل.
وأوضحت مصادر إلى "المغرب اليوم" التي حضرت الاجتماع، ووصفته بـ"جلسة صاخبة" أن كلًا من القيادي عبد الواحد الفاسي ومحمد سوسي وبوعمر تغوان، قام بمبادرة لإيجاد حلّ بين زعيم حزب الاستقلال والغاضبين قبل انعقاد المؤتمر، والذي حذر حكماء الحزب من عواقبه، خصوصا في ظل اعتصام شباب من جهة الصحراء داخل المقر الحزب.
وعرف الاجتماع أيضا الاتفاق على إرجاع المطرودين والموقوفين، وهم الوزيران السابقين كريم غلاب وياسمينة بادو، إلى جانب الوزير السابق محمد الوفا الذي اتخذ في حقه قرار الطرد، بسبب رفضه الخروج من حكومة عبد الإله بنكيران في نسختها الأولى، على خلفية انسحاب حزب الاستقلال منها.