الرباط - عمار شيخي
احتجَّت روسيا رسميًا لدى وزارة الخارجية المغربية، عقب تصريحات لرئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران، والتي "طالب فيها موسكو بلعب دور في حل الأزمة السورية بدل دعم مجازر النظام". وأوضحت وزارة الخارجية المغربية، عقب لقاء صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي مع السفير الروسي فاليري فوروبيف، أن المسؤول الروسي عبر عن قلق بلاده من"التصريحات الإعلامية المنسوبة لمسؤول حكومي رفيع المستوى، اتهم فيها روسيا بالوقوف وراء تدمير سورية".
وقال المصدر، إن "موقف المغرب واضح من الأزمة السورية التي تبنى على أربع ركائز"، مشددا على أن المغرب "منخرط لصالح حل سياسي يضمن استقرار سورية، ويحمي وحدتها الوطنية وترابها الوطني، ومنشغل بالمآسي الإنسانية الكبيرة التي خلفتها الأزمة السورية".
وأفاد بيان للوزارة بأن "الإجراءات العملية، تكون بتعليمات من ملك المغرب، لتخفيف المعاناة عن الشعب السوري الشقيق"، وقال، "ونسجل هنا إقامة مستشفى في 2012 في مخيم الزعتري، للتسوية الاستثنائية لوضعية اللاجئين السوريين في المغرب، والمساهمة الفعالة في الدعم الإنساني للشعب السُوري، كما أن "المغرب مقتنع بأن حل الأزمة السورية، يستلزم انخراطا قويا من المنتظم الدولي، خاصة الدول القوية القادرة على العمل على أرض الواقع والتأثير على مجرى الأحداث".
وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، للمسؤول الروسي، إن "المملكة المغربية، باعتبارها دولة مسؤولة وذات مصداقية على الساحة الدولية، تحدد مواقفها الديبلوماسية الرسمية على ضوء القيم والمبادئ والمصالح التي تحكم سياستها الخارجية"، مؤكدا على أنه "يأتي اتخاذ هذه المواقف الرسمية عقب تقييم عميق ومسلسل من التفاعل والتثبت بانخراط عدد من الفاعلين والمؤسسات، لا يمكن لهذه المواقف الرسمية، بالنظر لتعقدها وخطورتها، أن تكون محط ارتجال، أو أن تعبر عن وجهات نظر شخصية".
وكان رئيس الحكومة المغربية المكلف عبد الإله بن كيران، قال إن ما يجري من تصعيد عسكري من النظام السوري وحلفائه في حلب، يدمي القلب، وغير قابل للفهم. وأوضح في تصريح لوكالة "قدس برس" الأسبوع الماضي، انه يشعر بأن العالم قد مات إزاء ما يجري من جرائم في سوريا، ولم يبق هناك ذو غيرة إنسانية أو قلب رحيم. وقال: "لم أعد أطيق رؤية الأخبار المتصلة بسورية ولا النوم حتى لفظاعة الصور التي أشاهدها، وأفتقد القدرة على وصف ما أشاهده من جرائم". وحث ابن كيران روسيا على أن تكون قوة لحل الأزمة في سوريا لا أن تكون طرفا فيها. وأكد أن "ما يفعله النظام السوري بشعبه مسنودا بروسيا وغيرها، يتجاوز كل الحدود الإنسانية، ولا يمكن فهم أسبابه الحقيقية".