واشنطن - يوسف مكي
قرَّرت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إرسال حوالي 4 الأف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان، على أمل كسر الجمود في الحرب المتعاقبة على ثالث رئيس أميركي. وقد أعلن مسؤول في الإدارة الأميركية الخميس أن عملية الانتشار ستشمل اكبر قوة أميركية في عهد رئاسة دونالد ترامب الجديدة والتي يمكن أن تحصل في الأسبوع المقبل.
ولم يؤدِ التهديد المتصاعد الذي يشكله المتطرفون من تنظيم "داعش"، الذي يتجلى في مجموعة من الهجمات القاتلة في العاصمة الأفغانية "كابول"، إلا إلى تأجيج دعوات وجود أميركي أقوى، وقد أدت إلى وقوع العديد من القتلى الأميركيين مؤخرًا. ويأتي ذلك بعد تحرك ترامب لمنح وزير الدفاع جيم ماتيس سلطة تحديد مستويات القوات التي تقرر ارسالها الى أفغانستان. ويسعى الى معالجة تأكيدات القائد الأعلى الأميركي هناك بأنه ليس لديه ما يكفي من القوات لمساعدة الجيش الأفغاني ضد تمرد "طالبان" المتكرر.
وقال المسؤول الإداري الأميركي، إن معظم القوات الإضافية سوف تقوم بتدريب القوات الأفغانية وتقديم المشورة لها. وأضاف انه سيتم تخصيص عدد اقل لعمليات مكافحة الإرهاب ضد "طالبان" وتنظيم "داعش". وردًا على سؤال حول التعليق، قال المتحدث باسم البنتاغون، الكابتن جيف ديفيس، "لم يتم اتخاذ أي قرار بعد".
ورفض المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية دولت وازيري التعليق على التفاصيل أمس الجمعة، لكنه قال إنَّ الحكومة الأفغانية تؤيد القرار الأميركي بإرسال مزيد من القوات. وأضاف "أن الولايات المتحدة تعرف أننا نكافح الإرهاب. ونريد إنهاء هذه الحرب في أفغانستان بمساعدة حلف الناتو". وقال وازيري:"نحن في خط المواجهة في الحرب ضد الإرهاب الدولي". وعلى الرغم من أن ترامب قد فوض سلطة لأعداد القوات الأميركية في أفغانستان، فإن المسؤولية عن الحروب الأميركية والرجال والنساء الذين يقاتلون فيها تقع على كتفيه.
ولم ترد تقارير فورية عما إذا كان حلفاء "الناتو" سيزيدون من التزام قواتهم تجاه أفغانستان. وتجدر الإشارة إلى إن الولايات المتحدة لديها حاليا 8500 جندي منتشرين في أفغانستان. وقد ورث ترامب أطول نزاع أميركي بدون نقطة نهاية واضحة أو استراتيجية محددة للنجاح الأميركي، على الرغم من أن مستويات القوات الأميركية أقل بكثير مما كانت عليه في ظل الرئيسين باراك أوباما وجورج دبليو بوش.
وفي عام 2009، أذن أوباما بزيادة عدد الجنود إلى 30 ألف جندي في أفغانستان، ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من 100 الف جندي، قبل أن يتراجع عن إرسال مزيد من القوات في نهاية فترة رئاسته. ولم يتحدث ترامب بالكاد عن أفغانستان كمرشح أو رئيس، بل ركز بدلا من ذلك على سحق تنظيم "داعش" في سورية والعراق.
وكان أسلافه يأملون في كسب الحرب. وحقق بوش نجاحًا سريعًا، مما ساعد الجماعات المسلحة المتحالفة على طرد "طالبان" بعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر 2001، قبل رؤية المكاسب تنزلق بينما تحول التركيز الأميركي إلى حرب العراق.
وفي إعادة تركيز الاهتمام على أفغانستان، ألغى أوباما الكثير من شبكة تنظيم "القاعدة" في البلاد وهو من أعطى الأذن للبعثة التي قتلت أسامة بن لادن، لكنها فشلت في إخماد حركة طالبان. وفي الوقت الذي قال فيه القادة العسكريون باستمرار إن هناك حاجة إلى مزيد من القوات، فان قرارا تم ربطه في مناقشات مطولة وواسعة حول استراتيجية أميركا العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية طويلة الأمد لإنهاء الحرب.
وكان أوباما قد وضع سقفًا لعدد قواته قبل عام من 8400 جندي فى أفغانستان بعد تباطؤ وتيرة ما يأمل في إن يكون انسحابا أميركيا. ومع ذلك، هناك ما لا يقل عن 2000 جندي أميركي في أفغانستان غير المدرجة في العد الرسمي. وتشمل هذه القوات التي تعتبر من الناحية الفنية مؤقتة حتى لو كانت في منطقة الحرب لعدة أشهر.
يذكر إن قرار ترامب يوم الثلاثاء بإعطاء سلطة لماتيس لتحديد مستويات القوة في أفغانستان يعكس صلاحيات مماثلة منحها في وقت سابق من هذا العام بسبب المعارك الأميركية في العراق وسورية.