دمشق ـ نور خوام
أصبح الجزء الأكبر من شمال شرق سورية الذي أحتله تنظيم "داعش" المتطرف، منطقة آمنة الآن، في البلد الذي مزقته الحرب، وذلك بفضل التحالف المدعوم من الولايات المتحدة وهو قوات "سورية الديمقراطية"، حيث تمكّن مقاتليه الأكراد والعرب من الرجال والنساء وكبار وصغار من استعادته ومنهم من قُتل والآخر على قيد الحياة، وهنا بعض القصص الخاصة بهؤلاء المقاتلين.
"نجيم محمد"، 38 عاما، نائب القائد، وهو عربي متزوج ولديه سبعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و15 عامًا، وكل مرة يُصاب فيها بجروح يذهب إلى منزله للتعافي ولكن دون أن يترك زوجته وهي حامل، هو أحد النواب الأربعة في القيادة العليا لمجلس منبج الذي تدعمه الولايات المتحدة، وحارب بجانب الأميركيين في جميع أنحاء شمال سورية، في 13 ميدانًا على الأقل، وقال "في السابق اعتدنا فقط على القتال، والآن منذ انضمام الأميركيين إلينا ننظم أنفسنا، في البداية كانوا فقط مستشارين ولم يذهبوا إلى خطوط القتال الأمامية، ولكنهم انضموا إلينا في وقت لاحق".
"أورهان كاميسلو"، 19 عاما، و "فرحان عبيد"، 38، مقاتلي الميليشيات الكردية، وكان أورهان مقاتلا كرديا في "قوات حماية الشعب"، وساعد الأميركيين على هزيمة داعش في منبج، ولكنه قُتل في معركة يوليو/ تموز 2016، وكان والده السيد عبيد من بين المليشيات الكردية المتمركزة في أماكن أخرى، وحين سمعت الأسرة بوفاة أورهان، قرر شقيقه عبد الرازق، 19 سنة الآن، الانضمام وأخذ مكان أخيه، وهي ممارسة شائعة بين الأكراد.
"شيرفان درويش"، 42 عاما، متزوج وله خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين عام و 13 عاما، يعيشون بعيدا عنه حتى يتمكنوا من الذهاب إلى المدارس الكردية، ويقول :"قبل أسبوع ذهبت لرؤية أطفالي وكان علي السؤال في أي صف أصبحوا؟"، وقد بدأ العمل كمدني من أجل الثورة في مدينة كوباني السورية، وهو أحد أول مؤسسي ومنظمي القوى السورية الديمقراطية، وأضاف "قد أكون المتحدث باسم وسائل الإعلام، ولكن في مرات عديدة اضطر إلى التخلي عن الكاميرا وأحمل السلاح، نحن فخورون جدا بما فعلناه، فالعالم كله كان يخشى داعش، ولكن أعطينا شعبنا والعالم شيئا جديدا، وفعلنا ذلك مع الأميركيين".
"محمد جراح"، 23 عاما، مقاتل ميليشيا، كان يعمل في غسيل السيارات في مدينته التي استولت عليها داعش، وفر مع عائلته إلى تركيا، وعاد إلى سورية في العام الماضي وانضم إلى القوات الديمقراطية، وفي هذا الشهر أصيب بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة على جانب الطريق، وهو الآن في مستشفى تل أبيض العسكري، وأكد أن داعش هو أسوأ شيء في العالم.
"عمر ماسيرلي"، 38 عاما، مقاتل الميليشيا، وهو عربي يقاتل مع الأكراد منذ عام 2012، ويواجه صعوبة في تذكر جميع الأماكن التي قاتل فيها مع الجنود الأميركيين، ولكن من بينها منبج والتي هي مسقط رأسه، حيث طوّر مهارته ليتمكن من تفكيك المتفجرات، والتي عادة ما تتركها داعش في الأماكن التي تغادرها، وأعرب عن امتنانه للأميركيين لتزويدهم بمعدات تحديد المواقع والرؤية الليلية، الأمر الذي مكن قوات سورية الديمقراطية من الانتصار على داعش.
"محمد أبو عادل"، 39 عاما، مقاتل مليشيا، وهو قائد المجلس العسكري في منبج، متزوج ولديه سبعة أطفال، تتراوح أعمارهم بين 10 و22 عاما، وقاتل في 13 معركة على الأقل بجانب الأميركيين قبل أن يتولى منصبه الحالي.
"زينارين أنس"، 36 عاما، قائد الميليشيات، وهي قائدة قوات "حماية المرأة"، مليشيا كردية وجزء من القوات المسلحة، وأُصيبت في المعركة مثل العديد من زملائها في عام 2014، وشاركت في القتال بجانب الجيش الأميركي في منبج وشداد والهول ودير الزور والرقة في العام الماضي، موضحة أن وحدات القوات الأميركية دائما يوجد بها امرأة أو اثنين أميركيتين، يتعاونان مع نظرائهم الكرديات.
"حاقي كوباني"، 34 عاما، قائد قوات سورية الديمقراطية، وهو كردي، وواحد من أربعة نواب كبار في القوات، وعلى الرغم من واجباته الإدارية، أصيب 4 مرات في معارك الميدان، وأجلته الطائرات الأميركية إلى العراق للعلاج.