غزة ـ ناصر الأسعد
كشفت إسرائيل عن خططها لبناء جدار ضخم تحت الأرض يحيط بقطاع غزة، يوم الثلاثاء، والذي يعتقد المسؤولون العسكريون أنه سيوقف حركة “حماس” عن حفر الأنفاق إلى الأراضي الإسرائيلية، وسيتكلف هذا الحاجز نحو 500 مليون جنيه استرليني، ويغطي منطقة بمساحة 40 ميلًا على طول الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة، وهو الأول من نوعه في جميع أنحاء العالم، ويعد الغرض من الجدار هو منع “حماس” والجماعات الإسلامية الأخرى من استخدام الأنفاق لإطلاق الهجمات المفاجئة على جنوب إسرائيل، وقد دمر جيش الاحتلال ثلاثة أنفاق تصل إلى إسرائيل من قطاع غزة، في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وأكد مسؤول رفيع في جيش الاحتلال أنه بمجرد اكتمال بناء الجدار، لن تشكل الأنفاق تهديدا لإسرائيل، ومن المتوقع اكتماله في خلال عامين، حيث تم الانتهاء من 3 أميال، وسيساعد هذا الجدار الاستشعاري الحساس على اكتشاف أي انفاق مستقبلية، بينما سيمنع ارتفاعه البالغة 9 أمتار من العبور من فوق الأرض، ورفض المسؤولون الإسرائيليين الإفصاح عن عمق الجدار، ولكنهم يعتقدون أنه سيصل إلى 100 متر تحت الأرض في بعض الأماكن، وتتواصل عملية البناء على بعد أمتار قليلة من الحدود مع غزة، وسط مراقبة قناصة من حماس، ولكن أكد المسؤولون أن “حماس” لم تقم بأي جهود لتعطيل العمل، خوفا من هجمات إسرائيلية محتملة.
ويشارك في بناء الجدار الكثير من العمال الفلسطينيين والأجانب أيضا، ويرتدون السترات الواقية من الرصاص والخوذ، نظرا لكثرة تحركهم حول موقع البناء، كما أنشأ جيش الاحتلال خمسة مصانع خرسانة حول الموقع مخصصة لبناء الجدار الضخم، وتعمل الفرق الإسرائيلية ستة أيام في الأسبوع، وتوسع بناء الجدار يوميا بمساحة 10 متر، ولا يعملون أيام السبت حيث العطلة اليهودية، ويبدو أن “حماس” لديها نفس النوايا بمواصلة حفر الأنفاق داخل قطاع غزة، والتي تشكل تهديدا لإسرائيل منذ عام 2006، بعد حفر المقاتلين الفلسطينيين نفقا بالقرب من الحدود المصرية، وقتلوا جنديين، واعتقلوا آخر، واستمر اعتقال الأخير "جلعاد شاليط" لخمس سنوات، قبل إطلاق سراحه مقابل الإفراج عن ألف سجين فلسطيني في إسرائيل، وخلال حرب 2014، استخدمت “حماس” الأنفاق لشن الهجمات على إسرائيل وقتلت خمسة جنود.
وتخشى إسرائيل من إمكانية استخدام “حماس” للأنفاق لشن الهجمات على المدنيين، تحديدا في المستوطنات أو القرى الإسرائيلية على الحدود، وقد بنت إسرائيل جدارا فوق الأرض حول أجزاء من الضفة الغربية، والذي أقرت محكمة العدل الدولية أنه غير قانوني، نتيجة لبنائه على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولكن الجدار تحت الأرض يتم بناؤه داخل إسرائيل، وتحاصر إسرائيل غزة، حيث ترى أنه أمر ضروري لوقف تدفق الأسلحة إلى حماس، بينما يقول الفلسطينيون وجماعات حقوق الإنسان إنه نوع من العقاب الجماعي على شعب غزة، وتستخدم إسرائيل في بناء الجدار نفس التقنيات التي تستخدم في بناء ناطحات السحاب أو مواقف السيارات الكبيرة تحت الأرض، وتحفر الفرق الإسرائيلية تحت الأرض؛ لإسقاط الحديد الضخم اللازم لصب الخرسانة.